|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ملاخى والكهنة فى أيامه وليست هناك صورة أسوأ من صورة الكهنة فى أيام ملاخى ، وحتى يمكن أن نفهم الصورة على وضعها الصحيح ، كشف لنا اللّه عن رسالة الكاهن العظيمة : « كان عهدى معه للحياة والسلام وأعطيته إياهما للتقوى فاتقانى ومن اسمى ارتاع هو . شريعة الحق كانت فيه واثم لم يوجد فى شفتيه. سلك معى فى السلام والاستقامة وأرجع كثيرين عن الإثم . لأن شفتى الكاهن تحفظان معرفة ومن فمه يطلبون الشريعة لأنه رسول رب الجنود » " مل 2 : 5 - 7 " وأية صورة أجمل وأروع من هذه الصورة لخادم اللّه ، إذ أنه : أولا : الخادم المدعو من اللّه الذى دخل فى ميثاق مع اللّه : « فينحاس ابن العازار بن هرون الكاهن قد رد سخطى عن بنى إسرائيل يكون غار غيرتى فى وسطهم حتى لم أفن بنى إسرائيل بغيرتى . لذلك قل هأنذا أعطيه ميثاقى ميثاق السلام فيكون له ولنسله من بعده ميثاق كهنوت أبدى لأجل أنه غار للّه وكفر عن بنى « إسرائيل » ... " عد 25 : 11 - 13 " وما أجمل أن يحس الكاهن أو خادم اللّه أنه إذ يدخل الخدمة مدعواً من اللّه ، إنما يدخلها بميثاق وعهد أبدى مع القدير ، .. ومن ثم تأخذ الخدمة . ثانياً : أعلى مكانة فى ذهنه ، إذ هى خدمة اللّه العلى الجدير بكل إجلال واحترام : « ومن اسمى ارتاع.. ثالثا : الخدمة ، ينبغى أن تحاط بالمهابة والجلال والاحترام والقدسية .. إذ هى للّه العظيم القدوس ، .. ولذا من الواجب أن يكون الممسك بها هو الإنسان الصادق الأمين : « سريعة الحق كانت فيه وإثم لم يجد فى شفتيه » ورجل اللّه لا ينبغى أن تكون هناك شبهـــــة فى صدقه وأمانته وحقه . والخدمة رابعاً : لا يجوز أن يقوم بها إلا من كان سلوكه العملى واضحاً وثابتاً أمام الجميع ، وهو مع اللّه فى سلام ، ومع نفسه والناس فى استقامة : « سلك معى فى السلام والاستقامة » . وهو خامساً : الإنسان النافع : « وأرجع كثيرين عن الإثم » ... إذ هذه هى رسالته العظيمة فى الحياة . وأخيراً هو الإنسان الواسع الإدراك والمعرفة ، الذى يطلبه الحائر والمتعثر عندما تبهم أمامه الأمور وتستغلق : « لأن شفتى الكاهن تتحفظان معرفة ومن فمه يطلبون الشريعة لأنه رسول رب الجنود » . هذه هى الصورة الوضيئة للكاهن وخادم اللّه ، ... والتى كان الكهنة فى أيام ملاخى على عكسها تماماً ، ... ولعل أدق الأوصاف للكاهن فى ذلك الوقت أن : أولا : « الكاهن المحتقر الدنئ » ... وما أكثر صور الدناءة التى كان عليها ، ... ولكن أقساها وأشدها ، هو فى تعامله مع الذبيحة التى تقدم للّه إذ كانت تقدم له الذبيحة السليمة ، فكان يستبدلها بالعمياء أو العرجاء أو السقيمة ، ليحتفظ بفرق الثمن ، وهو أشبه بذلك الرجل الذي جاءت قصته فى الأدب الروسى ، الذى قيل إنه كان فلاحاً ، ومرض ابنه للموت ، فنذر للّه حصانه إن شفى الولد وكان الحصان فى ذلك الوقت يساوى عشرين جنيهاً ، وشفى الابن ، ولكن عز عليه أن يبيع الحصان ويقدم ثمنه كما نذر ، وفكر ثم فكر ، وأخيراً ذهب إلى السوق ومعه حصانه ، وديك أيضاً ، وقرر أن يبيع الاثنين معاً ، وإذ سأله أحدهم عن الثمن قال : الحصان ثمنه عشرون قرشاً ، وإذ هم الرجل أن يدفع الثمن ، قال له : لا .. أنا أبيع الاثنين معاً ، .. فسأله : وما ثمن الديك؟ : قال : عشرون جنيهاً ، واشترى المشترى الاثنين وعاد الرجل ليقدم ثمن الحصان كما باعه بمبلغ عشرين قرشاً ، لأنه باعه فى السوق بهذا الثمن !! .. وكان الكاهن ثانياً : « الكاهن النفعى » الذى يقبل على الخدمة ويقدرها على قدر ما ينتفع منها ، وهو لا ينظر إليها كعهد سام بينه وبين اللّه ، بل على قدر ما تعطيه من مغنم أو مكســب مادى . وهو ثالثاً : « الخادم الملول » الذى يتأفف من الخدمة ، وهى ثقيلة عليه ، ويؤديها كرهاً ، ... وليس أقسى على النفس من أن نجد خادماً بهذه الصورة ، فهو يخدم لأنه مضطر للخدمة ، أما بسبب الحاجة أو التقليد ، أو العيب أمام المجتمع إذا تخلى عنها ، وهو يعظ بدون حياة أو روح أو ثقة فى صدق ما نقول !! .. وهى مأساة من أكبر المآسى التى يتردى فيها الخدام فى كل عصور التاريخ !! .. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حزقيال النبي |حجرات المغنين والكهنة |
🔹الأساقفة والكهنة |
صلاة من أجل الخدام والكهنة |
تدابير صارمة على الرهبان والكهنة |
أنا مع البابا في ما قاله للأساقفة والكهنة… |