|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شاول والتمرد والتمرد هو أن يسير الإنسان عامداً في الطريق الذي كان يقف ضده بكل حزم في الابتداء، ولعل قصته مع العرافة تتحدث عن ذلك بأجلى وضوح، لقد بدأ عمله بالغيرة لله، والقضاء على العرافة المرتبطة بالجان... وكان مخيفاً مفزعاً للعرافين والعرافات ووصل الرجل إلى الدرك السحيق، فإذا كان الله يفارقه، فليكن، ولا مانع من الالتجاء إلى الشيطان،.. وإذا كان الله لا يتكلم إليه، فلا بأس من أن يسمع، ولو من صوت الشيطان، ماذا سيكون مصيره المظلم أمام عينيه!!.. وهكذا تدور الأيام به وهو يذهب إلى عين دور،... وقد اختلف الشراح والمفسرون أوسع اختلاف حــول روح صموئيـل، وهل جــاءت إلى شاول لكي تتحدث إليه بما سيأتي به الغد،... فمن قائل (1) إنها جاءت فعلاً بجهد المرأة كما يذهب التلمود ويوسيفوس أو بتدخل القوة الإلهية بدون مساعدتها وعلى عكس ما كانت تتوقع (2) أو هو ظهور خيالي شيطاني أو ملائكي لم يأت فيه صموئيل على الإطلاق، وإن كان الله قد استدخم هذا الظهور كإعلان إلهي، وإلى هذا الرأي يذهب لوثر وكلفن وجروتيوس وهول وباترك ومتى هنري.. (3) أو هو ضغط ذهني وتمثيلي أحدثه الله في ذهن المرأة لتنطق ما نطقت به (4) أو هو خداع خرافي تعودت المرأة أن تتحدث به إلى الآخرين مع التحليل النفسي لشخصياتهم وما يقولون أو يطلبون (5) استقراء ذكي للحالة التي كان عليها الملك، وما تعتقد أن الغد سيأتي به له، مع رغبتها في دفعه إلى اليأس، إذ أرادت بذلك أن تنتقم منه للمعاملة القاسية التي عامل بها أصحاب الجان في القضاء عليهم وقتلهم،... وما أزال أميل للرأي القائل إن الله قد جاء بصموئيل على غير العادة وتوقع المرأة ليتكلم إليه بالقضاء الإلهي الذي سيقع عليه، وأن المرأة نفسها روعت على غير العادة بظهور المظهر الذي رأت فيه روح صموئيل، وأنها أشفقت على مصير شاول ولم تكن تقصد انتقاماً منه، بل حاولت أن تسري عنه وتذبح له العجل المسمن لتقدم له كملك أكرم ما عندها من طعام!!.. على أي حال، كان ذهاب شاول إلى العرافة هو آخر مدى في التمرد على الله، والسير بعناد في طريقة المخالفة للمشيئة الإلهية!!.. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الفارق بين الاعتراض والتمرد |
أبشالوم والتمرد |
يونان والتمرد الشخصي |
يونان والتمرد الشخصى |
يونان والتمرد الشخصى |