|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سيلا المساعد الأمين يقول هربوت لو كاير إن كثيرين من أبطال الكتاب يقفون فى شموخ الانفرادية والعزلة عن الجميع ، على العكس من بولس الذى كان يتكئ كثيراً على الأصدقاء ولا يكاد يطيق البعد عنهم ، فإذا بعد أحدهم ، فانه يترك بولس بقلب مكسور كما فعل ديماس ، .. إذا افترق عنه آخر بسبب العمل ، فإنه يحس العزلة كأقسى ما يحسها المحبون المخلصون ، .. لقد عاش بولس على الدوام ينشد الحب والإخلاص ، وكان سيلا واحداً من هؤلاء الذين أحبهم بولس ، وبادلوه حباً بحب ، .. وما من شك فى أن بولس كان سعيداً فى فيلبى أن يسجن ويهان من أجل السيد ، ... ولكنه كان أكثر سعادة لأنه لم يكن وحيداً فى سجنه إذ كان معه سيلا الشريك المخلص المحب ، الذى رفع الصلاة والأغنية كأسعد إنسان وهو فى قلب السجن على ما أشرنا فى المقدمة ، ... كما أنه لم يعرف الحسد أو الطمع أو التذمر باعتباره فى المرتبة الثانية وليس فى المقام الأول ، ... وقد وصف الرجل إلى جانب ذلك بأنه « نبى » وليس المقصود بموهبة النبوة الحديث عن الآتى من الأحداث فى المستقبل ، بقدر ما يقصد بها الوعظ وكشف حقائق اللّه للناس ، وكان سيلا بهذا المعنى واعظاً عظيماً ، كان بولس يرسله هنا وهناك كخير مساعد ومعين ، وقد أدى الرجل رسالته مدافعاً عن الحرية المسيحية ، وخادماً مجداً أميناً ليسوع المسيح ومجده وملكوته العتيد ، وكان صورة رائعة تستحق التقدير والإعجاب على مدى العصور والأجيال ، كالساعد الأيمن الذى لا يستطيع أى قائد العمل بدونه أو التقدم دون حبه وإخلاصه وغيرته ومساعدته وشركته لمجد القائد الأعلى وسيدنا الواحد المبارك الأحد الرب يسوع المسيح !! .. |
|