|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سجان فيلبى والتمتع بالخلاص لا تحتاج عملية الخلاص إلى زمن أو جهد كبير ، ومن ثم نلاحظ أن سبرجن وهو يتحدث عن السجان وخلاصه ، يصف مراحل حياته المتغيرة فى ساعة واحدة من الزمن من (1) وثنى وحشى إلى ، (2) باحث مجد إلى ، (3) مؤمن فــــرح ، إلى (4) مسيحى عامل . ومن اللحظة التى قبل فيها المسيح تغير كل شئ ، فالجراح التى سببها للرسولين عاد فغسلها ونظفها ، والاضطهاد والقسوة استبدلهما بالترحيب والدعوة إلى بيته ، وتقديم المائدة الحافلة . والفزع والاضطراب والارتعاد إلى الدرجة التى فيها أوشك على الانتحار ، تحولت إلى الفرح المجيد العميق بالخلاص ، وهو يأتى إلى بيته بهذه البشرى ، ويسمع البيت رسالة الخلاص ، ويؤمن الكل بالرسالة الإلهية ، ويعتمد هو والذين له أجمعون ، ويلتحم البيت بصاحبه التحاماً كاملا فى الخلاص ، وفى المعمودية أيضاً ، التى تتم على هذا الأساس لتمتد إلى البيت المسيحى، وكما اعتمدت ليدية هى وأهل بيتها ، اعتمد السجان والذين له أجمعون ، ويكاد يكون غريباً وغير مألوف أن يقال إن جميع من كانوا فى البيتين كانوا كباراً بالغين ، ولم يكن فيهم صغير ، وذلك على مذهب المؤمنين بمعمودية الكبار ليس إلا ، ولكن النص الشامل عن البيتين فى فيلبى يشجع على امتداد المعمودية حتى إلى الصغار الذين ينتسبون إلى أباء وأمهات من المؤمنين .. ومن المثير أيضاً أن السجان تساءل عن فعل يفعله ، وجاءه الجواب خلواً من كل فعل ، وفى هذا رد على القائلين بضرورة ارتباط الإيمان بالأعمال ، إذ قال الرسول : « آمن بالرب يسوع المسيح » وإذا تم الإيمان وحدث الخلاص ، وولد الرجل جديداً ، جاء ثمر الإيمان نتيجة الخلاص ، لاسبباً أو تكميلا له ، وهذا برهان ناصع وقاطع على أن الخلاص الصحيح بالإيمان لابد أن يكون له الثمر الواضح الظاهر للجميع . ونحن لا يمكن أن نختم قصة السجان دون أن نشير إلى أن بولس تمسك بحقه القانونى عندما رفض أن يخرج سراً من السجن ، كما طلب الولاة ذلك ، الذين دانوه وهو رومانى الجنسية وأذوه دون وجه حق ، ولو أن بولس رفع الأمر إلى القضاء على المعاملة غير القانونية ، لسبب لهم الكثير من المتاعب التى قد تبلغ حد فقدان وظائفهم أو ما هو أكثر من ذلك من أحكام . وبولس يعلمنا أن التمسك بالحق القانونى ليس مجافياً للأسلوب المسيحى أو ضده ، بل يبقى أمراً لازماً فى كثير من الأحايين إذا كان فى خدمة الحق ولمساندته ، مع ما ينبغى أن نتحلى به فى الوقت نفسه من المرونة التى جعلته يقبل الاعتذار من الولاة الذين أبدوا أسفهم على ما ارتكبوه من خطأ!! .. وخرج بولس من المكان بعد أن أسس كنيسة كتب لها من سجنه أجمل وأحلى رسالة عن الفرح المسيحى وحول المكدونى الصارخ - فى شخص السجــان - إلى الرجـــــل الذى قيل عنه : « ولما أصعدهمــــا إلى بيته قـــدم لهمـــــا مائــدة وتهلل مع جميع بيـــته إذ كان قـــــد آمن باللّه !! .. » |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سجان الاحلام |
سجان فيلبى والطريق إلى الخلاص |
سجان فيلبى والبحث عن الخلاص |
سجان فيلبى والحاجة إلى الخلاص |
سجان فيلبي |