|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
زكا من هو لا أستطيع أن أذهب مذهب دين بلامبتر الذي تصور أن زكا كان ولابد ذلك العشار الذي قرع على صدره في الهيكل، وهو يقول : «اللهم ارحمني أنا الخاطيء» لكننا في الوقت نفسه نستطيع أن نؤكد أن زكا كان يهوديًا إذ هو ابن إبراهيم بالجسد قبل أن يكون بالروح، وليس أمميًا كما تصور البعض، والاسم زكا يعني «نقي» ولعله يكشف عن أن أبوي زكا كانا تقيين، وأنهما أطلقا عليه هذا الاسم علىأمل أن يحيا حياة النقاوة والاستقامة والشرف، ومن العجيب أن الاسم قد يكون شهادة للانسان أو شهادة عليه، فكم أطلق الناس على رجل اسم «شريف» ولكنه عاش حياته في مستنقع من الأوحال والدنايا، أو «كريم» ولكنه كان في غاية البخل، أو «عبد المسيح» فكان عبدًا للعالم والخطية والفساد والشيطان، ولعلها النعمة وحدها هي التي ترد للاسم معناه، كانسيمس الذي يشير اسمه إلى النفع، ولم يكن نافعًا حتى جاء إلي المسيح وأضحى نافعًا!! وقد كان اسم زكا يدعو للسخرية، حتى تحرر من أثقال فساده وشره وأضحى ابنًا لإبراهيم، ومن المتصور أنه كان غنيًاقبل أن يصبح رئيسًا للعشارين، إذ لا يعطي هذا المنصب لمفلس أو فقير بل يعطي في العادة للشخص المليء الذي يمكنه أن يدفع مقدمًا ما يطلب منه عن المدينة أو القطاع الذي يأخذ توكيلاً لجمع الضرائب، فإذا كان الأمر كذلك فلا نقدر أن نتصور مقدار الثروة الهائلة التي كانتبين يديه، بعد أن أصبح عشارًا أو رئيسًا للعشارين، والمال كالاسم يمكن أن يكون نقمة أو نعمة، فإذا كان قد انتهى في قصة الشاب الغني إلى أن يتحدث المسيح عن عسر دخول المتكلين على الأموال إلى ملكوت الله، فإنه من الجانب الآخر يمكن أن يكون واحدًا من أعظم الأدوات لخدمة السيد في الأرض!! وزكا على هذا الأساس - لم يكن شخصًا عاديًا مغمورًا، بل كان من أظهر الشخصيات في مدينة أريحا، ومن الواضح أنه كان يتميز بقوة العزيمة التي إذا قطعت برأي، تسرع إليه دون أن تبالي بآراء الآخرين، والعشار الذي يتعامل مع المال، لابد أن يكون حازمًا، لا يهتز أمام دموع أو يفزع من تهديد، وحتى ضحكات الناس أو سخريتهم لا تغير من وجهة نظره أو تعطل سعيه حتى لو سار راكضًا في الطريق، وصاعدًا إلى الجميزة، ومن الواضح أنه كان من ذلك النوع الملتهب العاطفة الذي لا يتوانى أو يتراخى في الوصول إلى هدفه، بل هو الإنسان ذو الحمية والغيرة لإتمام ما يعتمل في صدره أو ويهجس في خاطره، ومع أنه لم يكن صغيرًا في السن على الأغلب، إلا أننا نراه يركض ركض الصبيان في الطريق ليتسلق الجميزة، والقصة تكشف أكثر من ذلك عن أنه كان كريمًا غير شحيح، ومن الحق أنه سعد برغبة المسيح في الدخول إلى بيته، فلم يكن مغلول اليد في استخدام المال! على أن زكا مع هذا كله كان يهوديًا مرتدًا، ومع أنه من غير المتصور أن ماله كان حرامًا، لأنه لو كان كذلك كان من المستحيل عليه أن يرد أربعة أضعاف لمن وشى بهم بعد أن يعطي نصف أمواله للمساكين، لكن العشار على أي حال كان مكروهًا، وهو المثل الظاهر في الارتداد حتى إنه يعتبر دائمًا مرادفًا للخطاة «العشارين والخطاة» وقد كان مرتدًا لأنه كان أداة المستعمر الوثني، ولعله كان كلما مر بمكان بصق الناس من خلفه لاعلان اشمئزازهم من الرجل، مهما كان ظاهر الثراء واسع النفوذ، والعشار في العادة هو ذلك الإنسان الذي يطوح بمعتقداته وتراثه الديني في سبيل المال، كما يفعل المرتشي أو تفعل الفاسقة، أو كما يجلس المقامرون في حلبة الميسر أو كما يفعل اللصوص الذي يقطعون الطريق لسلب الآخرين، هكذا كان العشارون في نظر أنفسهم وفي نظر الآخرين!! وقد كان الظلم هو الشائع في حياتهم إلى الدرجة التي قيل معها إن روما أقامت تمثالاً لعشار، لأنه هو وحده الذي كان في التاريخ يحصل الجباية دون قسوة أو ظلم، وكان يستحيل على أي يهودي يراعي الذمة أو الشرف أو الأمانة أو الدين، أن يقبل أن يكون عشارًا، وبالأولى رئيسًا للعشارين،وقد أجاز التلمود الكذب على ثلاثة اللص والقاتل والعشار!! |
27 - 06 - 2013, 06:04 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: زكا من هو
أشكرك جدا جدا موضوع قمة فى الروعة ربنا يباركك
|
||||
27 - 06 - 2013, 08:36 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: زكا من هو
شكرا على المرور
|
||||