منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 06 - 2013, 02:43 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

خادم الملك
«قال له خادم الملك يا سيد انزل قبل أن يموت ابني» (يو 4:49)
خادم الملك
مقدمة
من هو خادم الملك هذا!!؟ يعتقد البعض أنه خوزي وكيل هيرودس وزوجته يونا التي اشتركت مع غيرها من النساء في خدمة يسوع المسيح من أموالهن (لو 8 : 3)!! ويعتقد آخرون أنه مناين الذي تربى مع هيرودس رئيس الربع وكان من قادة الكنيسة في أنطاكية،... (أع 13 :1)... وهو يظهر هنا أمامنا كواحد من البلاط الملكي، وكان يعيش في كفر ناحوم، وكان ابنه مشرفًا على الموت، وإذ سمع أن المسيح في قانا الجليل ذهب إليه مسرعًا، والمسافة بين قانا وكفر ناحوم تقدر بخمسة وعشرينميلاً، وكانت معجزة شفاء ابنه هي المعجزة الثانية بعد تحويل الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل، ولعل المعجزتين تشيران إشارة عميقة مباركة إلى المسيح مخلص العالم، وهو يقترب إلى الناس في أفراحهم وفي أحزانهم على حد سواء!!..
فإذا ربطنا بين المعجزتين تبين لنا أن الفرح الحقيقي مرتبطًا دائمًا بيسوع المسيح، لقد أنقذ المأزق في العرس عندما نضبت خمرهم، وهو ينبوع أفراحنا العميقة عندما ينضب من حياتنا فرح العالم أو ينتهي إلى مأزق، وهو وحده نبع الفرح عندما تأتي الآلام والتعاسات والأحزان، ومن الجدير بالملاحظة، أن الأساس هو الفرح عند المسيح، فهو السيد الذي جاء ليبدأ المعجزة الأولى بالفرح، وهو لن يكون المخلص الحقيقي، إذا اهتم بأفراحنا، ثم نسى أو تناسي متاعبنا وآلامنا وأحزاننا ومن ثم كانت معجزته الثانية صورة للفرح الصحيح، عندما تدور الدائرة وتتبدل أوضاع الحياة، ويطرق بابنا الحزن أو الضيق أو الخوف أو التعاسة أو الشدة!!.. ومن ثم يحسن أن نتابع قصة خادم الملك فيما يلي:
خادم الملك وأحزانه
إن خادم الملك يعطينا الصورة الدقيقة الصحيحة للحياة البشرية، فهي الحياة التي يدخل فيها الحزن إلى قصور الملوك وأكواخ الفقراء، لقد كان هذا الرجل غنيًا، له العديد من الخدم والعبيد، وكلهم رهن إشارته، وهو لم يكن صاحب مال فحسب، بل هو فوق ذلك صاحب نفوذ أيضًا!! ولكن الحزن والألم والضيق يأتي إلى الوسادة الناعمة مثلما للوسادة الخشنة سواء بسواء، وقد أعطتنا قانا الجليل هذه الصورة الحقيقة الصحيحة دائماً في الحياة البشرية، لقد ذهب المسيح، إلى عرس قانا الجليل، وأغلب الظن أن صاحبه كان من الفقراء البسطاء لا يستطيع أن يفي بحاجة العرس من الخمر، أو أنه أراد أن يؤكد أن أفراح البشر دائمًا ناقصة، أو متقلبة، لا يمكن أن تكون كأسها من الأفراح كاملة، فالفقير الذي يحف بفرحه الاحتياج سيجد دائمًا مأزقًا في وسط الفرح من هذا الوجه أو ذاك من ألوان الحياة، وسيبقى الفرح على أي حال ناقصًا من زاوية ما، أو مفقودًا في واحد من أركانه المتعددة! فإذا نظر الناس نظرة الحسد إلى بيوت الأغنياء أو قصور المترفين، وإذا أطلوا من الخارج على هذه القصور، وامتلأ خيالهم بألوان السعادة الرابضة فيها، فإنهم لا يتصورون أنه قد تكون هناك ضربة قاسية تحول كل المباهج إلى آلام وتعاسات وأحزان!! فقد يكون هناك ابن عزيز فيها مشرفًا على الموت، أو قد تكون هناك مأساة تغطيها الجدران، أو قد يكون هذا أو ذاك من ألوان الحياة الباكية الشاكية فيها!! وقد جاء المسيح مخلصنا إلى البيوت الباحثة عن الفرح سواء في عرس أو في مرض على حد سواء!!
ومن اللازم أن نقترب إلى الأحزان ونحن ندرك أنها ليست صماء أو بكماء في الفسلفة الإلهية في حياة الناس، ومع أن الأحزان من أعقد ألغاز الحياة وأقساها على الدوام، لكنها مرات كثيرة ما تكون وسيلة الله لقيادة البشر إلى يسوع المسيح المبارك، كان خادم الملك في كفر ناحوم، ولا شبهة في أنه جاء بالأطباء إلى ابنه، الطبيب تلو الآخر، وبذل ما بذل، وهو يرى صحة الولد تتدهور باستمرار، وإذا بقائل يقول له وهو في كفر ناحوم إن يسوعالمسيح صنع معجزة في قانا الجليل، وهو هناك الآن، وشد الرجل رحاله إلى قانا باحثًا عن المسيح، والظاهر من القصة أنه لم تكن له أدنى صلة سابقة بالمسيح، ولكن الألم هو الذي أوصله إلى السيد، وهنا تبدو المفارقة إذ أن بعض الناس يدعون المسيح إلى العرس، كما قيل : «ودعي يسوع وتلاميذه إلى العرس» لكن الكثيرين مع ذلك لا يتنبهون إليه في أفراحهم، فمتى جاء الحزن، فإليه يركضون، ومع أنها المأساة في حد ذاتها أن الناس لا تعرفه إلا في المأساة، لكنها على أي حال هي طريق الله التي يسلكها الناس في قلب الدموع والأحزان، ألم يقل الكتاب عن منسى الملك الشرير: «ولما تضايق طلب وجه الرب إلهه وتواضع جدًا أمام إله آبائه» (2 أي 33 : 12).. وقال الله على لسان إرميا: «وأضيق عليهم لكي يشعروا» (إر 10 : 18).. وألم يعد الابن الضال من الكورة البعيدة عندما أشرف على الهلاك جوعًا!! هذه الطريق هي أشبه الكل بثمرة جوزة الهند التي تبدو من الخارج خشنة جافة قاسية، لكنها لا تلبث عندما تكسر أن تخرج من لبها الشراب الحلو والطعام الجميل!!
على أن الحزن يكشف شيئًا آخر، وهو أنه لا علاج له في قصور الملوك فخادم الملك لم يذهب إلى هيرودس انتيباس ليجد هناك العلاج، ونحن لا ندريهل كان هيرودس على علم بمرض الولد أم لا، فإذا كان قد علم، فربما سمع منه الأب بعض التمنيات أو ربما أرسل الملك أطباؤه، أو ربما زوده بهذا أو ذاك من الوسائل أو الأدوية، لكن الملك كخادمه يقف على خط الأفلاس عندما تشتد العلة أو يقترب الموت، وهو لا يملك أكثر مما فعله ملك أرام عندما أرسل نعمان السرياني إلى أليشع ليجد هناك العلاج، إن خادم الملك كان في حاجة إلى ملك آخر يتجه إليه، وهو الملك الذي يمدنا بالعون عندما يفلس جميع ملوك العالم، إذ هو رئيس ملوك الأرض، والمتسلط في مملكة الناس، وبيده مفتاح الحياة والموت والمصير الذي يواجه كل إنسان على هذه الأرض!!
خادم الملك وإيمانه
جاء الرجل مسرعًا من كفر ناحوم إلى قانا الجليل، وكان المسيح قد اجتاز في السامرة، ولا شك أنه وجد فرقًا شاسعًا بين السامريين والجليليين، فالسامريون لم يطلبوا منه آية، ومع ذلك آمنوا، عندما رأوا شخصه وسمعواتعاليمه، أما الجليلون، ومن البديهي أنهم كانوا يهودًا، وأقرب إليه، لكنهم مع ذلك حق فيهم القول الذي قاله السيد لخادم الملك : «لا تؤمنون إن لم تروا آيات وعجائب» (يو 4 : 48). ومن الملاحظ أن الكلمة «عجائب» لم ترد في الأصل اليوناني لإنجيل يوحنا إلا في هذا المكان.. والمسيح لو أنه صانع العجائب والمعجزات، لكنه يهتم أساسًا بألا تكون العلاقة التي تربطة بالناس مصدرها العجائب والخوارق، إن الكثيرين في الحياة أشبه بهيرودس الملك الذي: «لما رأى يسوع فرح جدًا لأنه كان يريد من زمان طويل أن يراه لسماعه عنه أشياء كثيرة وترجى أن يرى آية تصنع منه وسأله بكلام كثير فلم يجبه بشيء» (لو 23 : 8 و 9).. إن الآيات في حقيقتها لم تكن إلا برهانًا على شخص المسيح وحبه وإحسانه وجوده وطبيعته، والمسيح يرفض كل الرفض أن تكون ملهاة أو تسلية أو نوعًا من الإثارة، لا تتجه بصاحبها إلى عمق الشركة مع الله، وهو يفضل دون أدنى شك أن تكون حافزًا أو موجهًا للحياة نحو شخصه الكريم المبارك، فإذا ما أدت عملها، لم يعد الإنسان يفكر فيها، بقدر ما يفكر في صانعها ومبدعها، ومن واجبه أن يتحول عنها إلى تعاليم المسيح، ثم يصعد - من هذه التعاليم - إلى الحياة التي تربطه بالسيد، وقد يعطي هذا تفسيرًا لماذا كان يرفض المسيح إذاعة أو إشاعة المعجزات أو العجائب، إذا كانت هذه الإذاعة تثير المشاعر أو تجلب التعجب، دون أن تقود سامعها إلى الحياة الصحيحة الممتلئة بالإيمان، كما كان يحزنه أشد الحزن أن ينتفع الإنسان بالأعجوبة دون أن يعود إليهبالامتنان والشكر، ونحن نعلم أنه عندما طهر العشرة البرص، ولم يرجع سوى واحد منهم قال: «أليس العشرة قد طهروا. فأين التسعة. ألم يوجد من يرجع ليعطي مجدًا لله غير هذا الغريب الجنس، ثم قال له قم وأمضي إيمانك خلصك» (لو 17 : 17 – 19).
على أنه من الملاحظ مع ذلك أن الإيمان مهما يكن ناقصًا أو ضعيفًا فإن السيد لا يمكن أن يرفضه أو يتجاهله، إذ قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفيء، ولا شبهة في أن إيمان خادم الملك كان معنيًا فقط بإبراء الغلام المشرف على الموت، دون الاهتمام بالعلاقة التي يمكن أن تتبع ذلك، ولهذا نرى الرجل يكاد لا ينتبه إلى قول السيد: «لا تؤمنون إن لم تروا آيات وعجائب» ومن ثم نجده يتجاوز هذا التعبير دون أن يرد عليه ويقول: «ياسيد أنزل قبل أن يموت ابني» على أنه مهما يكن قوله، فإنه في الواقع كان صرخة ملهوف يستنجد بالسيد، وهو لا يمكن إلا أن يستجيب للنداء الضارع الصارخ، من الحق أن المسيح كشف القصور في هذا الإيمان الذي يريد إلا أن يرى الآيات والعجائب، ومع ذلك فهو إيمان يتعلق ويضع رجاءه فيه، وهو لا يمكن أن يخيب مثل هذا الرجاء!! عجيب هذا السيد العظيم الذي يبحث عن النقطة البيضاء في قلب السوداء، وعن الأمل المرتقب في دافع اليأس القاسي، وعن النبتة الخضراء في البرية القاحلة، وحتى من فوق الصليب كانت طلبته : «اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون» (لو 23 : 34) والحقائق.. لا تختلط عنده أو يحف بها الغموض، فهو يضعها في وضعها الدقيق، ومع ذلك يتعامل معها بنوره وحبه، بصدقه ورقته، بأمانته وجوده، برحمته وعدله معًا!!
خادم الملك ونجدته
كانت طلبة الرجل الإسراع: «أنزل قبل أن يموت ابني» وكان رد المسيح الهدوء، إذ أنه قال للرجل: «اذهب ابنك حي» كان موقف الرجل موقف القلق، وكان موقف المسيح موقف اليقين والاطمئنان، نحن نخشى في العادة دورة الزمن، وهو يضع بقدرته هذه الدورة بين يديه، نحن نقول ما قالته الأختان عندما تصورتا أن الزمن تغلب: «لو كنت ههنا لم يمت أخي» (يو 11 : 21 و32) أما هو فيجيب: «ألم أقل لك إن آمنت ترين مجد الله» (يو 11: 40).. كان الأمير إدوار الأسود قائدًا للجيش في المعركة، وكان أبوه الملك يقود - في المؤخرة - جيشًا آخر، وحدث أن المعمعة اشتدت على الابن، فأرسل يستنجد بأبيه، ولكن الأب تأخر في إرسال المدد، فأرسل الشاب رسولاً ثانية وثالثة وأخيرًا أرسل أبوه إليه يقول: «ذكروا ابني أنني لست قائدًا عديم الخبرة حتى لا أعرف واجبي في إرسال النجدة في أوانها، وذكروه أني لست أبًا غير مكترث بأبنه حتى لا أسعفه!! فإذا صح أن إنسانًا يقول لآخر مثل هذا القول، فإنه أصح دائمًا بالنسبة ليسوع المسيح سيدنا ومخلصنا، إذ أنه يعرف ما نحتاج إليه، وكيف يواجه هذا الاحتياج على أكمل وأجمل الأوضاع وأنسبها!! وعلينا أن نذكر أن البشر قد يخطئون التوقيت، وأنهم قد يصلون متأخرين، للمعونة والمساعدة، أما هو فهيهات أن يفعل ذلك، فإن يحكم كل شيء بالدقة المتناهية: «أليس عصفوران يباعان بفلس، وواحد منها لا يسقط إلى الأرض بدون أبيكم، وأما أنتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة، فلا تخافواأنتم أفضل من عصافير كثيرة» ( مت 10 : 29 –31).
على أن الأمر أكثر من ذلك، فالرجل يتصور ضرورة ذهاب المسيح بأقصى سرعة إلى كفر ناحوم، قبل أن يموت ابنه، «ياسيد أنزل قبل أن يموت ابني» أما المسيح فإنه يملك من الاطمئنان والقوة بحيث يقول للرجل : «أذهب ابنك حي» وبين «إنزل» و«إذهب» مسافة طويلة نفسيًا وروحيًا تبين الفرق الواسع بين قصور الفكر البشري، وكمال السلطان الإلهي، وهنا نعود مرة أخرى لنرى ضعف الإيمان، وعلى وجه الخصوص إذ قارناه بإيمان قائد المئة الذي أراد المسيح أن يذهب معه، ولكنه قال للسيد «لست مستحقًا أن تدخل تحت سقفي، قل كلمة فقط فيبرأ غلامي» ( مت 8 : 8) لقد كان على خادم الملك أن يعلم أن المسيح لا يسيطر على الزمن فحسب بل على المكان أيضًا، وهو يعمل تاريخياً وجغرافيًا وفق مشيئته الصالحة، لا يخرج فيها الزمان أو المكان عن سلطانه، وأنه كما في قانا الجليل كذلك هو في كفر ناحوم سواء بسواء، وأنه في الأرض أو السموات هو القادر على كل شيء، وبأمره يكون الكل، وأنه القريب والبعيد معًا، وأن ذراعه تصل إلينا في كل مكان ومجال، هذا اليقين الذي بدأ من كلام المسيح ترك انطباعه العميق في خادم الملك، فهو لا يلح قط على السيد بالذهاب، بل قد امتلأ سكينة واطمئنانًا، فهو لا يسرع بالذهاب مسابقًا الريح كما يقولون، بل لا يذهب إلى كفر ناحوم إلا في اليوم التالي، وعندما يخبره عبيده عند استقبالهم له، عن شفاء ابنه، يسأل فقط عن الساعة التي تركته الحمي فيها، ليربط بينها وبين التوقيت الزمني للقائه بالمسيح، ولعل هذا يقف بنا وقفة صحيحة أمام مفهوم الصلاة والجواب عليها، قال السيد المسيح: «وأنا أقول لكم أسألوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم» (لو 11 : 9) ... كان مستر مودي يفرق بين استجابة الصلاة ، وبين المتفلسفين الذين تتلخص فلسفتهم في أن الصلاة تمرين صحي روحي لأنها تعلمنا الخضوع لله، لأن الله لا يتغير قصده بالنسبة لنا، وأننا لن نحصل منه على شيء مهما طلبنا، ولكن لا بأس، فإنه تمرين صحي، فالأم الذي يموت ابنها، ويعرف آخرون ذلك، ومع ذلك يقولون للأم أن تصلي لأن هذا يفيد حالتها النفسية، أو لنفرض أننا في قلب الشتاء،وقد هبطت درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، وسقط أحدهم في الثلج لمدة أربع وعشرين ساعة ووصل إلى بيتي - كما يقول مستر مودي - في نصف الليل وهو يدق الجرس وأنه أتجه إلى النافذة وأقول من هناك!!؟ أنا يا مستر مودي.. لقد كنت لمدة أربع وعشرين ساعة على شاطيء جليدي وأناالآن أموت فهلا ساعدتني؟ وأنا أجيب : أنا عندي قانونًا محددًا هو أن لا أفتح بابي إلا في الصباح، ولكنك تستطيع أن تستمر قارعًا على الباب، فإن ذلك يعطيك تمرينًا صحيحًا، إن هذا مثل جميل على الكيفية التي يريدنا البعض أن نفهم بها الصلاة ، ولكنها فلسفة لا نؤمن بها!!
إن المسيح قال اسألوا تعطوا!! جاءني جندي ضخم الجثة يصرخ كما لو أنه أصيب بخيال، وقال لي اقرأ.. كان خطابًا من أخته تخبره أنها في كل يوم عند غروب الشمس كانت تجثو على ركبتها وتصلي : «اللهم احفظ أخي ونجه» وقال الجندي: لقد حاربت في العديد من المعارك وكنت أمام فوهة المدفع دون أن أضطرب، لم أضطرب قط قدر أضطرابي عند قراءتي لخطاب أختي» إن الجندي نجا بفضل صلوات أخته على بعد ستمائة ميل من المكان، إن الصلاة ليست إيحاء نفسيًا يروض المتعب أو يسكنه عن آلامه، بل هي في الحقيقة كما قال المرنم في مطلع المزمور المائة والعشرين «إلى الرب في ضيقي صرخت فاستجاب لي» وما أكثر الذين اختبروا جواب الله على صلواتهم ... قال أحدهم: «وصل ابني الأكبر إلى آخر نسمة، وقال الطبيب إنه لن يعود إلى وعيه، وإذ ذاك أرسلوا إلى فوجدت الولد ممددًا في حجرة جدته، وكان كهيكل عظمي» صليت بحرارة إلى الله لكي يحفظ حياته، وعقب الصلاة قمت من جثوي وقلت لزوجتي: لا داعي للانزعاج من أجل الصبي فقد حقق الله لي أنه سيشفيه!! وفي الصباح استيقظ الولد وهو في حالة جيدة، ولم تظهر عليه أي علامة من علامات التعب، وهو الآن شاب في ملء القوة والعافية!! ... وعظ أحد خدام الله على مدى أسبوع كامل عدة مواعظ تحت عنوان : «هل انقضت أيام المعجزات» وقد التفت حوله مجموعة من السيدات في غرفة جانبية وقلن له: انهن - نتيجة اقتناع حقيقي - قد تعاهدن على الصلاة من أجل أخت في مستشفى الأمراض العقلية قطع الأطباء الأمل في شفائها، وهي أخت ذات أهمية كبيرة لكنيستها، وهن لذلك لن يكففن عن الصلاة من أجلها إلى أن تشفى» وفي نفس ذلك الأسبوع عاد إليها عقلها، وقال الطبيب إنه لا يستطيع أن يجد تعليلاً لذلك!! ... مثل آخر عن شاب يقول «جاءتني البرقية بأن أختى التي تقيم على مسافة 500 ميل منى ستجري لها عملية جراحية خطيرة وأنالأمل في نجاح العملية لا يزيد عن واحد في المائة وصليت لله من أجلها ثلاث ساعات متوالية وقمت من صلاتي وكلي يقين أنها ستعيش، وفي اليوم التالي دعيت إلى مكالمة تليفونية وقال العامل: «إنها إخطار بوفاة، ولكني رفضت أن أصدق ذلك كانوا يطلبون مني أن أحضر في القطار التالي فقد تحسنت الحالة وأختي تطلب أن تراني، وكتبت أمي لي كتابًا تقول إنه في الساعة الخامسة والنصف من اليوم الذي صليت فيه فتحت أختي عينيها، وقالت: أماه لقد صلي أخي من أجلي والله أخبره أني سأشفى ثم غابت عن الوعي. وقال الطبيب: «إن حديثها نوع من هذيان الحمى، كنا ننتظر طوال الليل أنها ستموت بين لحظة وأخرى، وفي الساعة السادسة صباحًا فتحت عينيها مرة أخرى، وطلبت ماء ثم قالت لهم: «اكتبوا إلى أخي أني شفيت، ومرت سنوات طويلة بعد ذلك، والأخت في كامل الصحة والعافية!!.
خادم الملك ومكافأة المسيح له
لم يذهب معه المسيح إلى بيته، لكنه هو ذهب مع المسيح بعد ذلك إذ تبعه هو وبيته، وصاروا من المؤمنين بالسيد فإذا كان هو خوزي وكيل هيرودس، وإذا كانت امرأته هي يونا، أو إذا كان أحدًا آخر، فإن النتيجة واحدة، وهذا ما ينبغي أن نركز عليه دائمًا في الحديث عن معجزات المسيح، وعجائبه، إذ أن الأعجوبة لا ينبغي أن تكون قط نشوة عاطفية يسكر بها الإنسان لحظة من الزمان ثم تذهب مع الأيام، إن المعجزة ليست في حد ذاتها غاية، بل هي البذرة التي تزرع في تربة الحياة الدينية، حتى تؤتي ثمارها الطيبة، إن قصة خادم الملك تذكرنا بقصة نعمان السرياني، وكيف كان هدف الله ألا يخلص نعمان من برص الجسد فحسب بل برص الروح أيضًا قبل وبعد كل شيء!! وقد أدرك نعمان هذه الحقيقة، فلم يعد يتعبد إلا لإله إسرائيل، وكان يعتذر عن دخوله مع الملك إلى بيت رمون حيث يتعبد الملك هناك، وكانت تلك مشكلته الحقيقية بعد الإيمان! وأنا لا أعلم ما هيالمشكلة أو المشاكل التي كانت تواجه خادم الملك بعد الإيمان بالمسيح، لكني أعلم بكل يقين، أنه تحول إلى خادم لملك أعظم وأسمى وأجل، فأصبح خادمًا للسيد ملك الملوك ورب الأرباب، وأكثر من ذلك لم يتعبد وحده، بل آمن هو وبيته كله، وهو يهتف هتاف يشوع: «أما أنا وبيتي فنعبد الرب» (يش 24 : 15).
وأنت تسير في موكب الأجيال، ركز نظرك فقط على العلامة التي تربطك بالسيد والإيمان العظيم الذي يعطيك أن تتمتع به، فالإيمان في حد ذاته معجزة المعجزات التي يلزم أن تنفجر في حياتك أو بيتك على حد سواء لتكون بحق «خادم الملك» الذي وحده يستحقكل سجود وإكرام وشكر وتعبد من الآن وإلى أبد الدهور آمين فآمين!!..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كل مجد ابنة الملك من داخل
كل مجد ابنة الملك من داخل مزينة بأشكال كثيرة
شفاء ابن خادم الملك
خادم الملك ونجدته
خادم الملك وإيمانه


الساعة الآن 08:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024