منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 06 - 2013, 02:27 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

حنة وألقانة
حنة وألقانة
يبدو ألقانة أمامنا رجلاً حزينًا ملتاعًا، فياض الشجن، مكتئب الروح، يستدر الدموع، وأكاد أرى دموعه ترجع إلى منابع ثلاثة أليمة:
دموع الندم
نحن لا نعلم لماذا تزوج هذا الرجل بامرأتين؟ ولا نعلم أيهما كانت الأولى والأسبق؟ هل يرجع ذلك إلى الضعف العام الذي استولى على الكثيرين من الرجال في طفولة الحياة البشرية، الضعف الذي كان لامك أبو المزاوجين أول من خضع له، وسار في أعقابه الكثيرون من بني البشر، الوثنيين والإسرائيليين على حد سواء، الأمر الذي لم يكن في شريعة الله الذي خلقهما ذكرا وأنثى، ولكن القلب البشري القاسي أجازه؟ أم يرجع الأمر لأن ألقانة لم يعقب أولادا من حنة فجاء بفننة من أجل النسل؟ أيان كان هذا أو ذاك، فالذي لاشك فيه أن الرجل كان شديد الأسى والألم لهذا النزاع القائم في بيته، وأن الرجل جنى على هذه المرأة الوديعة، وهو يتركها في مخالب امرأة قاسية، كان الرجل وهو يذكر هدوءه المنزلي الطريد يبكي دموع الندم لأجل الحياة المزاوجة التي عاشها. ونحن نشكر الله أننا لا نعرف في البيوت المسيحية هذا الضرب من التعب والضيق والمعاناة، ولكن قصة التاريخ، واختبار الآخرين في هذا الشأن يؤكدان لنا مبلغ الحياة التعسة الشقية في بيت توجد فيه امرأة وضرتها.
ورغم خطأ الرجل فلا ينبغي أن ننسى أنه كان ذا طبيعة سمحة حلوة محبة كريمة، لقد أحب زوجته حنة، وكلما أشتد احساسها بالألم، وازداد شعورها بالحرمان، ازداد حبه لها وعطفه عليها، لقد أيقظ بؤسها في نفسه الإنسانية الرقيقة أنبل ما فيها من حب وجود وحنان، لم يذكر الكتاب أن عيني الرجل ذرفتا دموعًا هادئة أو سخينة، ولكننا نستطيع أن نقرأ من وراء ما سجله الوحي أن نفسه كانت باكية متألمة، وأن بكاءها كان عميقًا وكان جميلاً، إذ كان له في نفس زوجته أثر قدير نبيل.
ما أحوجنا ساعة الظلمة ولو إلى كلمة رقيقة رفيقة عطوفة، أو دمعة هادئة مترقرقة، أو نظرة صامتة آسية، أو شعور يظهر بكيفية ما يدل على المشاطرة والمشاركة والمؤاساة، إن مولانا لم يطلب في جثيماني من بطرس ويعقوب ويوحنا إلا أن يسهروا معه ساعة واحدة، كان في حاجة إلى شعورهم المؤنس، وعطفهم الرقيق، كانت نفسه الصادئة الظامئة تنتظر منهم المعونة والتقوية والتشجيع في ساعة انصبت فيها مرارة الأجيال في نفسه،.. قالت عجوز للرئيس لنكولن في لحظة قاتمة من لحظات الحرب الأهلية الأمريكية: أيها الرئيس لا تخف!! تشدد وتشجع، إنك لن تهزم فنحن معك، والله معك، ونحن نصلي من أجلك، وقد هزت هذه الكلمات البسيطة الرئيس الأمريكي، ورفعت قلبه الغائص في أعماق اليأس.
دموع العجز
ولكني لا أدعي أن هذه الحقيقة تنسيني أن هذه الدموع رغم جمالها كانت دموعًا عاجزة،.. كان كنفوشيوس يقف بنيل أمام آلام الإنسان ويقول: «أستطيع يا صديقي أن أبكي معك ولكني عاجز عن أن أخلصك من الكثير من أسباب شكواك لأن الألم في أغلب حالاته أقسى من قدرة البشر»... كان نعمان محبوبًا من الجميع، من بيته، وملكه، وشعبه، ولاشك أن دموعًا كثيرة زرفت على نعمان المتألم، ولكن هذه الدموع لم تخلصه من برصه، كان ألقانه صورة للنبل الإنساني... في جماله، وفي حدوده.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عِبر من حنة وألقانة
عِبر من حنة وألقانة


الساعة الآن 04:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024