|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حنانيا عضوالكنيسة إن الصورة التى يظهر فيها حنانيا أمامنا يبدو واحداً من ذلك المجموع الهائل الذى انضم إلى الكنيسة بعد يوم الخمسين ، ويبدو أنه كان من أولئك الذين استهوتهم الكنيسة بعظمتها وجلالها وسموها ومعجزاتها ، ... وهل يمكن أن يكون الأمر غير ذلك ، وقد تحقق فيها قول النشيد "من هى المشرقة مثل الصباح جميلة كالقمر طاهرة كالشمس مرهبة كجيش بألوية " ( نش 6 : 10).. وفى كل عصور التاريخ عندما ينظر الإنسان نظرة صافية إلى الكنيسة لابد أن يجدها شيئاً عظيماً فريداً ، لا نظير له أو شبيه فى كل مؤسسات الأرض ... عندما زار ألكس دى توكفيل الفرنسى أمريكا منذ أكثر من قرن من الزمان ، عاد يقول : " لقد بحثت عن عظمة أمريكا وعبقريتها فى موانيها وأنهارها ولكنى لم أجد أمريكا هناك ، وفى حقولها الخصبة ومنتجاتها العظيمة ، ولكنها لم تكن هناك ، وفى مناجمها الغنية وصناعاتها الجبارة، ولكنها لم تكن هناك ، إلى أن ذهبت إلى كنائس أمريكا واستمعت إلى منابرها ، وهى تنادى بالبر والحق ، وهناك أدركت سر عبقريتها وقوتها ، وستبقى أمريكا عظيمة طالما هى طيبة وخيرة ، وإذا لم تكن كذلك فستنفذ عظمتها " ... أجل !! وهذا حق ، لا شك فى أن العالم قد اكتشفه من اللحظات الأولى فى تاريخ الكنيسة ، ويكفى أن أرستيدس عندما كتب للامبراطور هادريان يصف حياة المسيحيين الأوائل سجل هذه الروائع عنهم : " إنهم يعزون من يحزنونهم ، ويصنعون الخير لأعدائهم ، وعندما يصبح العبيد فيهم مسيحيين يدعونهم دون تفريق إخوة ، وحياتهم تتميز بالتواضع والرقة ، والبطل لا يمكن أن يعرف سبيله إليهم ، وهم يحبون بعضهم بعضاً ، ... إنهم ينقذون اليتيم من يد من يقسو عليه ، ويعطى من عنده من ليس عنده دون ضجر أو تذمر ، وإذا وجد بينهم فقير أو محتاج ، وليس لديهم ما يعطون فإنهم يصومون يومين أو ثلاثة أيام ليمنحوه الطعام اللازم لحياته ... إنهم يعيشون بأمانة وعفة ، كما أمرهم بذلك الرب إلههم ، وفى كل صباح بل وفى كل ساعة يحمدون اللّه ، ويرنمون له من أجل حسناته لهم ، وعند الطعام أو الشراب يشكرون ... وإذا ما انتقل عزيز لديهم من هذا العالم ، فإنهم يفرحون ويشكرون اللّه، ويسيرون وراء جثمانه كما لو كان منتقلا من مكان إلى مكان ، وإذا ولد طفل لأحدهم يحمدون اللّه من أجله ، ولو تصادف ومات فى صغره فإنهم يشكرون اللّه أيضاً كثيراً ، لأن الطفل قد اجتاز العالم دون أن يرتكب إثماً أو خطية ... وكأناس يعرفون إلههم لا يسألون إلا الأشياء التى يليق به أن يعطيها ، والتى يليق بهم أن يتسلموها ، ووهكذا يسلكون سبيلهم فى الحياة . وكل ما فيهم من فضل ينسبونه إلى اللّه ، ولذا فالجمال الذى فيهم يشع وينبثق من حياتهم دون تكلف ، وهم حقاً من الذين اكتشفوا الحق فى الأرض ، وسعوا إليه ، والأفعال الصالحة التى يفعلونها لا يعلنون عنها أو يبوقون أمامها فى آذان الناس ، بل يفعلونها فى صمت ، ويؤدونها فى خفاء ، تماماً كما لو وجد أحدهم كنزاً وسعى ليخفيه ... وهم يجاهدون فى سبيل البر كمن يتوقعون أن يروا مسيحهم لينالوا ما وعدهم به مع مجد عظيم " ... وقد بدأت الكنيسة فى أورشليم بهذا كله ، وكانت الاشتراكية العظيمة التى ظهرت بها شيئاً يبهر الأنفاس ، ولذا سارع الكثيرون ، ومن بينهم حنانيا وسفيرة ليأخذوا مكانهم فى مدينة الكمال التى أخذت تثبت أساساتها ودعاماتها فى الأرض !! .. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من خطايا ارتكبها حنانيا | لم يُقدِّر حضور الروح القدس في الكنيسة |
لم يكن حنانيا رسولاً أو مسؤولاً في الكنيسة |
حنانيا المختلس |
حنانيا |
حنانيا |