|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حجى ومجد بيت اللّه كان الشعب محتاجاً إلى كلمة أخرى ، إذ أنه مهما كان قوياً أو متشدداً أو صبوراً على العمل ، فإنه لا يمكن أن يقيم بيتاً كالبيت القديم ، الذى شاده سليمان بعد أن وفر له داود ما استطاع أن يوفر ، وبعد أن بذل فيه سليمان - والمملكة فى أوج مجدها وغناها - وما بذل ، ... ولعل الخيال لعب دوره فى هذا المجال ، خاصة وأن الشعب لم يعد له ملك ، بل أضحى له وال هو زربابل ، والأمة بعد السبى لاتزيد عن ولاية من الولايات التى يحكمها الفرس وهى مهما أعطى داريوس ، فإنه لا يمكن أن يعطى شيئاً يقابل ما كان يملك سليمان فى مجده العظيم ،.... لكن اللّه - مع هذا كله - يتحدث قائلا : «وأزلزل كل الأمم ، ويأتى مشتهى كل الأمم فأملأ هذا البيت مجداً قال رب الجنود . لى الفضة ولى الذهب يقول رب الجنود . مجد هذا البيت الأخير يكــــــون أعظم من مجد الأول "حجى 2 : 7 - 9 " . فكيف يمكن أن يكون هذا ؟ ... إنه هيهات أن يكون دون أن تزلزل أوضاع كثيرة، ويتغير كل شئ على وجه الأرض ، ... وقد حدث هذا فى يسوع المسيح ، وبه ، ... كان من المستحيل أن يكون البيت الذى بناه زربابل ، بيتاً أعلى وأسمى أجمل ، من البيت القديم ، الذى بناه سليمان ، وكان من المستحيل أيضاً أن زربابل الراجع من السبى ، يمكن أن يكون الخاتم الذى يرمز إلى القوة والسلطة والمجد، فى بيت داود ، ... كان الأمر أبعد وأعمق وأشمل وأكمل ، .... ولم يكن زربابل القديم إلا رمزاً له ، والبيت المتواضع القديم أيضاً لم يكن إلا صورة باهتة له!!... كان « زربابل » الحقيقى هو الرب يسوع المسيح ، ... وكان البيت القديم إشارة إلى كنيسة المسيح التى ستملأ الأرض كلها ، ... وتحول الأمر من اليهود إلى الأمم عندما جاء المسيح » مشتهى كل الأمم » ليبنى بيته وكنيسته فى الأرض !! ... ولم تعد العبادة التى جاء بها المسيح عبادة طقسية : « هكذا قال رب الجنود اسأل الكهنة عن الشريعة قائلا : إن حمل إنسان لحماً مقدساً فى طرف ثوبه ومس بطرفه خبزاً أو طبيخاً أو خمراً أو زيتاً أو طعاماً ما ، فهل يتقدس ؟ فأجاب الكهنة وقالوا لا ، فقال حجى إن كان المنجس بميت يمس شيئاً من هذه فهل يتنجس فأجاب الكهنة وقالوا يتنجس . فأجاب حجى وقال هكذا هذا الشعب وهكذا هذه الأمة قدامى يقول الرب وهكذا كل عمل أيديهم وما يقربونه هناك هو نجس » ... "حجى 2 : 11 - 14 " لأن الأمة لم تصل فى روحها إلى ما وراء الطقوس والفرائض ، سلباً وإيجاباً ، بل هى تقف عند المنجس أو غير المنجس ، دون أن تبلغ اللباب الذى تحدث عنه المسيح ، عندما سألته السامرية السؤال الطقسى أو الفرضى : « آباؤنا سجدوا فى هذا الجبل وأنتم تقولون إن فى أورشليم الموضع الذى ينبغى أن يسجد فيه ، قال لها يسوع يا امرأة صدقينى أنه تأتى ساعة لا فى هذا الجبل ولا فى أورشليم تسجدون للآب . أنتم تسجدون لما لستم تتعلمون ، أما نحن فنسجد لما نعلم لأن الخلاص هو من اليهود . ولكن تأتى ساعة وهى الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق . لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له . اللّه روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغى أن يسجدوا » " يو 4 : 20 - 24 " وهذا هو التفسير الصحيح لأقوال حجى ، وقد جاءت ساعته ، فحل يسوع المسيح محل زربابل ، وحلت الكنيسة محل الهيكل ... وحلت العبادة الروحية بالروح والحق محل المنجس أو المقدس على أوضاع الشريعة القديمة ، ... وهى ذات الرؤيا التى أبصرها بطرس فى الملاءة العظيمة المربوطة بأربعة أطراف والمدلاة على الأرض ، والتى طلب فيها اللّه منه أن يذبح ويأكل ، وإذا هو يصيح : « كلا يارب لأنىلم آكل قط شيئاً دنساً أو نجساً ، وإذا بالصوت يصير إليه ثانياً : « ما طهــــره اللّه لا تدنسه أنت » !! .. " أع 10 : 14 و 15 "وإذا هو على باب كرنيليوس ، بل على باب الأمم العظيم المفتوح لهم بنعمة يسوع المسيح !! .. أجل لقد هدم نبوخذ نصر هيكل سليمان ، وهدم تيطس الرومانى الهيكل الذى بناه هيرودس فى ست وأربعين سنة ، وتبعثر اليهود فى كل أركان الأرض ، ونهضت كنيسة المسيح التى لا تقهر ، ومجدها يملأ كل الأرض ، ... وستبقى حتى تعود له كنيسة مجيدة لا دنس فيها أو غضن ، أو شئ من ذلك عندما تنزل من السماء ، عروســــــــاً مزينة لرجلها : « مجد هذا البيت الأخير يكون أعظم من مجد الأول قال رب الجنود ، وفى هذا المكان أعطى السلام يقول رب الجنود » ... "حجى 2 : 9 " . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مَنْ يملك مغفرة الخطية الموجَّهة ضد اللّه غير اللّه |
سيعوضك اللّه |
عين اللّه تعالى جبرائيل أحد رؤساء الملائكة ومعنى اسمه «جبار اللّه» |
يا أم اللّه |
كيف ترى اللّه |