منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 06 - 2013, 08:13 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

حبقوق المنتصر
حبقوق الحائر

أدرك حبقوق ، آخر الأمر ، أن الكلدانيين ليسوا إلا عصا استخدمها اللّه ثم كسرها بعد ذلك تكسيراً ، ... وأدرك حبقوق أن اللّه الذى أخرج شعبه من مصر بقوة وذراع عظيمة ، هو الذى يتمشى فى موكب العصور بقوته القادرة ، وسلطانه الرهيب، ... وسبيل المؤمن على الدوام مركز فى العبارة العظيمة الخالدة : « البار بإيمانه يحيا » أن أن المؤمن سيحيا فى وسط الأخطار والمخاوف والحروب بثقته فى اللّه ، ويقينه فى حراسته وخلاصه ، هذا هو المعنى الأول والمستفاد من الآية ، ... على أن المعنى البعيد العميق يشير إلى أن خلاص النفس البشرية من خراب الخطية وشرها يرجع دائماً إلى اليقين باللّه والإيمان به ، ... وعلى هذا بنى بولس العقيدة العظيمة عن التبرير بالإيمان ، وامتلأ لوثر سلاماً واطمئناناً وهو يضع دعائم إصلاحه المجيد .
كان الأصحاح الثالث من سفر حبقوق أغنية رائعة منتصرة خرج بها حبقوق من وسط الخراب والدمار بالفرح والترنم وختمها بالكلمات التى قال « أسبرجن » عنها إنها ينبغى أن تكتب بماء الدهب : « فمع أنه لا يزهر التين ولا يكون حمل فى الكروم ، يكذب عمل الزيتونة ، والحقول لا تصنع طعاما ، ينقطع الغنم من الحظيرة ، ولا بقر فى المذاود ، فإنى أبتهج بالرب وأفرح بإله خلاصى ، الرب السيد قوتى ويجعل قدمى كالأيائل ويمشنى علـــــى مرتفعاتى » ! "حب 3 : 17- 19" .
هل يستطيع الإنسان أن يمسك قيثارته ويغنى ، فى مثل الظروف التى يتحدث عنها حبقوق ؟؟ هل يمكنه الغناء فى أرض الحاجة والمجاعة والتعب ، يذهب إلى التينة فلا يجد حتى الزهور ، وينتقل إلى الكرمة فلا يجد عنا قيد العنب ، ويتحول إلى الزيتونة فيجدها وقد امتنعت عن الإثمار ، .. يترك هذه إلى الحقول ، فلا يجد حنطة أو طعاماً... يذهب إلى الحظيرة فلا يجد غنماً ، وإلى المذاود فلا بقر هناك !! .. كان من المنتظر أن يبكى ويتذكر وينتحب ، ... ولكنه رغم كل هذا يغنى !! .. ما سر حبقوق ؟؟، .. وما سر كل مؤمن مثيله ونظير للّه ؟؟!! .. إن السر يرجع فى الحقيقة ؟ إلى أن الخراب مهما حدث ، ومهما أخذ ، لا يمكن أن يأخذ منه ثروته وقوته الحقيقية التى هى شخص اللّه ، ... ترك بولس أرضه وبيت أبيه ، ترك امتيازاته ، وظروفه الحسنة ، وسار فى أرض الخراب لا يملك شيئاً ، ولكنه مع ذلك قال : « لكن ما كان لى ربحاً لهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة . بل إنى أحسب كل شئ أيضاً خسارة من من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربى الذى من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكى أربح المسيح » ... " فى 3 : 7 و 8 " ولم يكن بولس وحده فى هذا ، بل ما أكثر القديسين والأبطال الذين غنوا فى أرض الخراب ، ... فقد « يوحنا بنيان » أمنه وهدوءه وقضى فى السجن اثنى عشر عاماً ، وهناك كتب كتابه العظيم " سياحة المسيحى " ... عاشت فرانسس هفرجال « حياتها » الصحية العليلة ، ولكنها ارتقت فوق علتها ، وغنت أعظم الأغانى والترانيم !! .. إن الحقيقة التى لا مراء فيها هى أن وجود اللّه فى أرض الخراب ، يحولها إلى جنة وارفة مكتملة الجمال والجلال والبهجة!! ..
على أن حبقوق كان يؤمن - إلى جانب هذا - بخلاص اللّه فى أرض الخراب ، إذ أن معونة اللّه هناك أقوى وأظهر وألمع ، ... ألم يدخل يوسف السجن ، ورأت نفسه أقسى ضروب الآلام والتعاسات ؟ ولكن اللّه دخل معه هناك ليخرجه إلى الحرية والسيادة والمجد ، ... ألم يكن موسى ملقى فى السنط على حافة النيل فى أرض الخراب ؟ ولكن اللّه مد له فى الحياة على الصورة العجيبة التى وصل إليها !! .. ألم يقف اللّه فى كل العصور والأجيال مع البؤساء والمعوزين والمتألمين ، على النحو العجيب الذى جعلهم يتمشون على مرتفعات الحياة فى أقسى الأوقات وأدق الظروف !! .. بعد أن قامت الحرب العالمية بعامين ، جاءت أوقات دقيقة على القديسة « لليان تراشر » ، وقد انقطعت كل المعونات والمساعدات ، ... وبلغت الحالة أقصاها فى يوم من الأيام ، فجمعت لليان أربعمائه وخمسين من البنات ، وظللن يصلين يوماً بأكمله ، وفى ثانى يوم دعيت هذه السيدة لمقابلة عاجلة مع السفير الأمريكى فى القاهرة ، وقال لها السفير: إن سفينة للصليب الأحمر كانت معدة للذهاب إلى اليونان ، وبها أطعمة وملابس ، ولكن الأوامر صدرت لها وهى فى عرض البحر الأبيض أن تذهب إلى الإسكندرية ، لأن اليونان قد اكتسحتها قوات المحور ، وطلب السفير من « تراشر » أن تأخذ كل ما تحتاجه من السفينة المذكورة ، ... وغنت القديسة وفتياتها أغنية الفرح فى أرض الخراب !! .
لست أظن أن هناك ما يمكن أن نختم به قصة حبقوق ، أفضل من ذلك القول الذى قاله أحدهم وهو يسمع عن العذاب الأحمر فى الصين أو فى روسيا أو فى شتى ألوان المتاعب والاضطهادات بين الناس متسائلا : ألا يجوز أن نقول ما قاله حبقوق قديماً : « حتى متى يارب أدعو وأنت لا تسمع ، أصرخ إليك من الظلم وأنت لا تخلص !! ؟ .. وكان الجواب : « أكتب الرؤيا وانقشها على الألواح ليركض قارئها لأن الرؤيا بعد إلى الميعاد وفى النهاية تتكلم ولا تكذب . إن توانت فانتظرها لأنها تأتى إتياناً ولا تتأخر»..!! ..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
شخصية حبقوق النبي في سفر حبقوق في الكتاب المقدس
سفر حبقوق 1: 1 الوحي الذي راه حبقوق النبي
حبقوق الحائر
حبقوق النبى الحائر
حبقوق الحائر


الساعة الآن 10:51 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024