منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 06 - 2013, 05:20 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

توما من هو
توما من هو

يرد اسم توما فيالأناجيل الثلاثة الأولى مجرد اسم في قائمة الاثنى عشر، وهو يرد في هذه الأناجيل مرتبطًا باسم متى، كما سبقت الإشارة، مع ملاحظة أن متى في إنجيله يقدم اسمه على اسمه هو، وإن كان في مرقس ولوقا يرد اسمه لاحقًا لمتى. ويظن البعض أنه كان صيادًا، دون أن يقوم الدليل الثابت على ذلك، وقصته تظهر في إنجيل يوحنا في أكثر من موضع وموقع، ونستطع أن نتعرف على خلاله وسجاياه، بصورة واضحة ونحن نتعقب هذه المواقع، وهو يبدو أو كل شيء الإنسان الوفي العميق الوفاء والإخلاص، الإنسان الذي أحب سيده حتى الموت، وهو على استعداد كامل أن يموت معه ومن أجله، ويبدو هذا عندما كان السيد يواجه الخطر، وقرر الذهاب إلى بيت عنيا عندما سمع عن مرض لعازر، وكانت عداوة اليهود قد استحكمت ضده، وحاول التلاميذ وهم في العبر أن يمنعوا المسيح من الذهاب إلى بيت عنيا، حتى لا يواجه الخطر الماحق الذي يواجهه، وإذ أصر السيدعلى الذهاب أيقن توما أنه لابد أن يموت هناك، فوضع قراره الثابت المؤكد : «فقال توما الذي يقال له التوأم للتلاميذ رفقائه : لنذهب نحن أيضًا لكي نموت معه» (يو 11 : 16) ومهما يكن من تصوره أو إحساسه بالخطر، إلا أنه أعطى صورة الرجل الوفي العميق الوفاء والحب لسيده العظيم، إنه يعطي صورة للمسيحي الصحيح في مشاعره تجاه السيد، وهو هنا صديقي وتوأمي الحلو الجميل، وإذا كان أحد الشبان الفرنسيين وهو يصعد إلى المقصلة، ويستمع. لمن يقول : «مسكين هذا الشاب إذ يذهب شبابه الجميل الغض هكذا!..» وإذ يسمع الشاب هذا، يتلفت إلى الراثين له ليقول : «أيها السادة لست أنا المسكين بل أنتم المساكين الذين لم تذهبوا وراء ملككم ووطنكم وعهودكم!..» أي توما ما أكثر ما يخطيء الناس فهمك! وما أكثر ما يعجزون عن أن يصلوا إلى أغوار قلبك! وما أكثر ما استوقفتهم صور أخرى عنك! لكني مع ذلك سأذكرك أخًا توأمًا شقيقًا كلما لاح في الأفق ما يستدعي الدفاع عن اسم السيد، أو يستدعي الشهادة أو الاستشهاد من أجل اسمه، أجل أنا أعلم أنك لم تمت في بيت عنيا، وأن موتك تأخر سنوات طويلة بعد ذلك، وأنه حدث على الأغلب في الشرق البعيد، فإذا صح التقليد، فإنه كان على مقربة من بمبايفي الهند، وأنك مت وأنت راكع تصلي، بطعنة رمح، ومهما يكن المكان والزمان فإنك لم تركع لأحد في شجاعتك الكاملة في مواجهة الخطر، إلا لذلك الذي يحق له وحده السجود والركود!! إن شعارك شعار المسيحي الصحيح الذي يقول : أموت حيث هناك وأجبي! لم يكن توما محبًا مخلصًا شجاعًا فحسب، ولكنه كان إلى جانب ذلك الإنسان الصريح البعيد الصراحة، كان المسيح يتحدث في الليلة التي اسلم فيها عن تركة التلاميذ والذهاب إلى أبيه، وأنه سيذهب وسيعلمون الطريق الذي سيذهب فيه، وأغلب الظن، أن التلاميذ لم يفهموا جميعًا المعنى المقصود من الذهاب والطريق، وصمتوا في حيرتهم إلا توما الذي كان صريحًا وهو يقول : «يا سيد لسنا نعلم أين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق» (يو 14 : 5) والصراحة أساسها في الواقع الإخلاص للحقيقة حسبما تصل إلى فهم الإنسان وإدراكه، لقد كان مخلصًا للمسيح في محبته، وتكشف الإخلاص عن استعداده للموت مع السيد أو من أجله، وكان مخلصًا لفكره وذهنه، فهو لا يدعي علمًا لا يستطيع الوصول إليه، ولا يتظاهر بمعرفة تبدو في الحقيقة بعيدة عنه، والله يسر كثيرًا بمثل هذا الإنسان، الذي لا يعرف الالتواء أو يتحدث بالرياء، وما أكثر الذين يفعلون هذا بمختلف المظاهر والطرق، فهو ينطق مثلاِ بحمد الله وقلبه ممتلئ بالتذمر والتمرد، وهو يزعم الإدراك والفهم، وهو كثير الحيرة والجهل، على أن الصفة الواضحة في توما - إلى جانب هذا كله أنه سوداوي المزاج ينظر إلى الحياة دائمًا النظرة المتشائمة، هو الرجل الذي يضع دائمًا على عينيه المنظار الأسود، وينظر إلى الدنيا كلها نظرة سوداء، ومن هنا اختلفت نظرته عن بقية أخوته ورفقائه، فإذا كانوا هم يقدرون أن ذهاب المسيح إلى بيت عنيا محفوف بالخطر، فإنه يسير هو خطوة أبعد وأعمق، إذ أن الأمر عنده، ليس خطرًا محققًا، بل موتًا محققًا، وهو سيذهب مع المسيح، لا ليواجه الخطر، بل هو ذاهب ليموت معه بكل تأكيد، وعندما يموت المسيح على الصليب تستولى عليه الأحزان إلى الدرجة التي ينعزل فيها عن كل إنسان ولا يظهر مع أخوته في يوم القيامة، بل هو وحده مع آلامه وأحزانه، ولا يستطيع أن يصدق أخبار القيامة، حتى ولو أكدها التلاميذ أنفسهم ومن ثم أضحى الرجل مثلاً للشك وعدم التصديق، وأنهالت عليه من كل جانب الأحكام القاسية فمن قائل : «إنه الرجل الوحيد الذي يلام لعدم إيمانه عندما نقارنه بجميع الذين كانوا في العلية من تلاميذ المسيح» « لو أن هناك متشائمًا يحسن الترنم باللحن القابض للنفس، فإن توما هو أفضل المغنين بذلك» «كان توما حار القلب سوداوي المزاج» «له حب كبير وإيمان قليل» «يخضع غير المنظور للمنظور» وقد صوره الكسندر هوايت في صورة الإنسان الكئيب الحزين الذي تستطيع أن تغني أمامه أجمل الأنغام إذا غنيت له لحن البكاء والألم! فإذا كان التلاميذ الأثنا عشر أنماطًا مختلفة من الحياة، اختارها السيد بدقة لكي تكون نموذجًا للتلاميذ الذي سيأتون بعدهم في مكان العصور والأجيال، وإذا كان لنا أن نقترب في أفكارنا أو عواطفنا من هذه الأنماط حتى نتعرف على التلميذ الأقرب إلى حياتنا وطباعنا، فإن الذين ينطوون على أنفسهم، ويقتربون إلى حياة التشاؤم والنظرة الحزينة الباكية في الحياة، والذين يترددون في تصديق الفرح كنصيب الإنسان في الأرض، هؤلاء جميعًا سيجدون التلميذ القديم توما هو أدنى التلاميذ إلى صفهم وأقربهم إلى حياتهم وأسلوبهم!.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لحن أبيكران عربي للقديس الأنبا بولا أول السواح - المعلم بولا منير
بوستر صورة ابونا بيشوى الأنبا بولا مع جسد الانبا بولا أول السواح
تمجيد للعظيم القديس الانبا بولا اول السواح مقرالانبا بولا بحدائق القبة
صورة لحظة نياحة القديس الأنبا بولا رئيس السواح | بولا الطيبي✝
الأنبا بولا : بولا:أكثر أعضاء التأسيسية تآلفاً الأزهر والكنيسة


الساعة الآن 04:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024