|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بطرس الذي اكتشفه المسيح عندما جاء أندراوس بأخيه إلى المسيح، يقول الكتاب : «فنظر إليه يسوع وقال أنت سمعان بن يونا، أنت تدعى صفا الذي تفسيره بطرس» (يو 1 : 42).. وربما لا نجد تحليلاً أبرع من تحليل كامبل مورجان في هذا الصدد عندما قال ما ملخصه : «إنه ينبغي أن نذكر أن هذا الرجل لم يكن اسمه الأصلي بطرس بل سمعان، وما دنوت من دراسة شخصية دون أن أذكر شيئًا قاله هنري وراموند عن دوايت لايمان مودي من أنه أعظم شخصية التقي بها، وهذا الكلام يمكن أن يقال عن بطرس، وليس معنى ذلك أن دراموند يقصد أن مودي الأعظم من حيث عقليته أو قابليتها للتحصيل والاستيعاب، بل يقصد أن مودي هو الأعظم من حيث عناصر الطبيعة البشرية فيه، وهذا ما يمكن أن نتبينه بوضوح إذا درسنا شخصية سمعان، ويمكن أن أطلق عليه رجل العناصر البشرية : فكل العناصر الأساسية التي تقوم عليها الطبيعة البشرية وجود فيه».. إن هذا يقتضينا رجعة إلى تعريف «إيمانويل كانط» للشخصية البشرية والتي صورها بوحدة العقل، والعاطفة والإرادة، وهذا ما كان عليه بطرس في علاقاته بالمسيح وفي الجو المسيحي الذي أحاط به، وقد دعاه دكتور ما كلينز في كتابه الرائع عنه : «الصياد الفيلسوف» وهذا وصف حقيقي صادق، إذ تظهر قدرته العقلية في الحقيقة المسجلة عنه من أنه كان أكثر التلاميذ الذين سألوا أسئلة، والسؤال في العادة علامة مؤكدة على القدرة الذهنية، إذ أن الشخص الذي لا يسأل هو في الحقيقة محدود القدرة الذهنية. وكان بطرس كثير الأسئلة : «إلى من نذهب كلام الحياة الأبدية عندك» (يو 6 : 68) «كم مرة يخطيء إلى أخي وأنا أغفر له» (مت 18 : 21) «ياسيد إلى أين تذهب» (يو 13 : 36).. «ياسيد لماذا لا أقدر أن أتبعك الآن» (يو 6 : 37).. وهي أسئلة كبيرة، وإن بدا أنها تنطوي على جهل بأشياء كثيرة!! وليست هناك حاجة إلى اثبات أنه الرجل الذي كان ممتلئًا من العواطف البشرية، أليس هو الصارخ في إحدى المناسبات : «أخرج من سفينتي يارب لأني رجل خاطيء» (لو 5 : 8) وفي قيصرية فيلبس : «فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره قائلاً حاشاك يارب لا يكون لك هذا» (مت 16 : 22). «إني أضع نفسي عنك» (يو 13 : 37).. وعندما خرج في تلك الليلة الرهيبة : «بكي بكاء مرًا» (لو 22 : 62) .. ويضيف هربرت لوكاير إلى كلمات مورجان في هذا الصدد بأنه ربما لم يعرف التاريخ البشري إنسانًا بكى كما بكى بطرس في تلك الليلة!! وأكثر من ذلك كان الرجل يملك قوة إرادة هائلة، وقد يبدو الأمر في بعض المواطن على العكس من هذا، لكن النظرة الشاملة لشخصيته تبدو كذلك، لقد ترك كل شيء ليتبع المسيح، وترك القارب ليمشي إليه على الماء، وجرؤ على أن يحتج على المسيح علنًا، وجرد سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة، ومن المناسب أن نفهم معنى قوة الإرادة إذ كثيرًا ما نخطيء فهمها، جاء رجل إلى كامبل مورجان يشكو من ضعف إرادته إزاء خطية إدمان الخمر وهو يقول : «إنه لا يقدر إلا أن يشرب» وأجابه كامبل مورجان، إن نفس شرب الخمر مقدرة، لكنها للأسف في الاتجاه الخاطيء!! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بطرس هو الذي أخذ إعلانًا من الآب أن المسيح هو ابن الله الحي |
الايمان بألوهة المسيح الذي اعترف به بطرس |
ثم ما الذي عمله المسيح ليشفي حماة بطرس؟ |
بطرس الذي مجد المسيح |
بطرس الذي صنعه المسيح |