|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
برنابا السخى كان السخاء عند برنابا من أظهر الصفات وأبرزها إذ كان أول من قاد حملة اشتراكية لخدمة الكنيسة ، لقد لاحظ بعد يوم الخمسين أن الكنيسة قد تكاثر أعضاؤها وامتلأت بالغرباء والمحتاجين ، لأن عدداً كبيراً من الذين آمنوا بالمسيحية لم يرجعوا إلى بلادهم سريعاً ، بل بقوا ليتعلموا حقيقة الإيمان الجديد ، والبعض الآخر أصبح منبوذاً من أهله بعد أن قبل المسيحية ، وهكذا احتاجت الكنيسة إلى مال لتعول هؤلاء ، ... والسؤال هو هل كان برنابا اشتراكياً قبل غيره من الاشتراكيين فى كل التاريخ ، ... وهل اشتراكية الكنيسة الأولى ، هى المفهوم الآن فى الذهن الشيوعى ، ... من الواضح أن هناك خلافاً عميقاً وبعيداً ، بين اشتراكية برنابا ، وشيوعية كارل ماركس .. إذ كانت اشتراكية برنابا دينية المبدأ ، لم تندفع فى البذل والتضحية لمجرد العاطفة الإنسانية أو الاجتماعية البحتة بل بالدافع الإلهى العميق الذى سرى فيها ، أما الشيوعية الحاضرة فأساسها الأول والرئيسى اللادينية . إن اشتراكية الكنيسة قبل أن تكون أفقية الاتجاه بين الإنسان وأخيه الإنسان كانت أيضاً رأسية كصليب المسيح الذي جمع بين محبة اللّه ومحبة الناس، واشتراكية الكنيسة الأولى تطوعية لاقسر فيها ولا إرغام ، على عكس الشيوعية التى تلجأ إلى العنف والقوة والتعسف لتحقيق أغراضها، واشتراكية الكنيسة تسير فى خط عكسى لخط الشيوعية فهى تعطى لكى يصبح الكل آخذين ، لا تأخذ ليصبح الكل معطين ، وأنه لفرق كبير هائل ، وإن بدا غير ملحوظ لأول وهلة ، بين القول : خذ ما معى ليضحى كل شئ مشتركاً ، والآخر القائل : هات ما معك ليكون كل شئ مشتركاً .. قال فرانسس الأسيسى وكان مثل برنابا فى فهمه الاشتراكى : ما أجمل هذه الدنيا إن استطعتم أن تتخلصوا مما فيها من قيود وما قيودكم إلا المال والمسكن والملبس تعالوا انظروا الأشياء الحقيقية فى الحياة ، تعالوا واحيوا حياة الروح وأنيروا كالشعلة وأينعوا كالزهرة وفيضوا كما يفيض المجرى المتدفق من الجبل !! .. إن مأساة الإنسان فى الأرض ، أنه لم يجعل المال خادماً بل سيداً له ، وهو يشبه فى ذلك القصة الروسية المعروفة التى تتحدث عن ذلك الفلاح العملاق الذى كان يكتنز المال ، ويزيد منه ، ويعبده عبادة، ولكنه سمع أن فى سيبيريا أراضى أوسع وأكبر ، فصفى كل شئ ، وذهب إلى سيبيريا ، والتقى برئيس القبيلة وقدم له المال ليأخذ أرضاً ، وقال له الرجل : إنك تستطيع أن تأخذ من الأرض ما تشاء على قدر الدائرة التى تدورها فى يوم بأكمله حتى غروب الشمس ، وفرح الرجل فرحاً فائقاً بذلك ، وكان عملاقاً ، بدأ مع الشروق بأوسع الخطى يركض لكى يستزيد من الدائرة التى يصل إليها ، وظل يركض ويركض حتى بدأ الشمس تميل نحو الغروب ، وكان عليه أن يرجع ، فرجع بعد أن أوسع الخطى ، وقبل أن يبلغ المكان بمتر واحد سقط من الاعياء والدم يتدفق من فمه ، وما هى إلا لحظات حتى لفظ أنفاسه الأخيرة . وقال زعيم القبيلة : مسكين هذا الرائد فقد حصل على مساحة تكفى لمواراة جثمانه ، فاحفروا يا أبناء القبيلة حفرة نوارى فيها جثة هذا الغريب الذى هبط أرضنا والطمع يستحوذ عليه ، فهذه نهاية كل إنسان يسعى وراء المادة ويستميت فى السعى وراء الأشياء الفانية ، سيأخذ من الأرض مترين فقط وستشاركه الديدان فيها ، وستنمو الأعشاب عليها ، وستفنى عظامه وستبقى حياته عبرة لمن يريد أن يعتبر !! .. سمع أحد الفلاحين جون ويسلى يعظ عن المال ويقول : اقتن منه كل ما تقدر أن تقتنيه ، فقال الفلاح : هذا جميل ... وقال ويسلى : اقتصد منه ما يمكن أن تقتصده ، فقال الفلاح : وهذا عظيم ... وأخيراً قال الواعظ: أعط منه كل ما يمكن أن تعطيه !! ... وعندئذ قال الفلاح : يا لها من عظة جميلة أفسدتها نهايتها!! .. لم يحتج برنابا إلى ضغط خارجى وهو يبيع حقله من أجل المساعدة للكنيسة ، إذ كان الضغط الصحيح يأتيه من الداخل ، من قلبه !! .. سئل فلاح عما تعطيه بقرته من لبن ، .. فأجاب: إنها تعطى بشرط أن تحصر فى ركن وأن يتحصن من يحلبها ضد نطحها ورفسها !! .. لكن برنابا كان المعطى المسرور الذى يحبه الرب !! .. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كيف يُظهر كاتب إنجيل برنابا شخصية السيد المسيح؟ |
برنابا ومن هو !! ؟ |
برنابا |
برنابا |
برنابا |