منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 06 - 2013, 07:30 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

أنيسيفورس وبيته
أنيسيفورس وبيته

من الواضح أن أنيسيفورس كان أسيوياً ومن مدينة أفسس ، ولا يعلم على وجه التحقيق ماذا كان يعمل ذلك الرجل! أو من هم أهل بيته ، .. يعتقد بعض الشراح أنه كان تاجراً ، وأنه ربما ذهب إلى رومية من أجل التجار أو لمصالح أخرى له هناك ، ويعتقد ألكسندر هوايت أنه كان شيخاً فى كنيسة أفسس ، وهو على أية حال كان من أخلص أصدقاء بولس ، ومن أفضل المؤمنين فى أفسس ، بل من المعتقد أن بولس وهو يقول : « مراراً كثيرة أراحنى » كان يتحدث عن رجل وعن بيت من أفضل البيوت فى أفسس ، البيت الذى ألف أن يجد فيه هدوءه وأمنه وسلامته وسلامه ، ... بل إنه من الطبيعى أن نتصور كم كان هذا البيت عزيزاً عليه ، وهو القائل : « حاربت وحوشاً فى أفسس » حيث كانت حياته هناك حرباً متصلة ، وحيث تحول الناس وحوشاً ضارية تريد الفتك به ، ... ولكنه فى المعارك القاسية ، كان يعود فى المساء ليجد صديقاً مرحباً وبيتاً ودوداً ، وشركة حبيبة عميقة صافية ، تمسح جراحه ، وتعطيه عزاءه ، وترتب له السرير الهادئ الناعم ، والوسادة اللينة المريحة التى يطرح عليها رأسه المتعب !! وكما كان سيده يأتى إلى بيت مرثا ومريم ولعازر أو بيت أم يوحنا مرقس أو إلى هذا البيت أو ذاك من البيوت المفتوحة أمامه ، كان بولس فى أفسس يجد دائماً بيت أنيسيفورس المفتوح !!.
إن بولس يذكر أنيسيفورس مرتبطاً ببيته ، ولا نستطيع أن نفصلهما عن بعضهما ، لقد كان الأب مثالا للبيت وقدرة صالحة وكان أهل بيته على شاكلته ونمطه وأسلوبه فى الحياة، ... وهذا يذكرنا بما قيل عن هو يتفيلد عندما سأله أحدهم عن شخص ما إذا كان مسيحياً أم لا فأجاب : لا أعرف لأنى لم أره وهو فى البيت . إن الحياة المستقيمة ليست سهلة فى البيت ، قد تستطيع أن تتكلف الحياة فى الخارج. أما البيت فأنت تعيش فيه كما أنت... إن قصة سمعان العمودى الذى نال شهرته بلبس قميص من شعر، وإقامته على عمود عال مدة سنين طويلة أثرت فى ذهن الغلام الصغير: « أناتول فرانس » فأراد أن يقلده ، وإذ لم يستطع أن يحصل على العمود عمل شيئاً يشبه العمود، بأن وضع كرسياً على طاولة المطبخ ، ولكن من سوء حظه أن الطباخ وباقى أفراد العائلة لم يفهموا سمو غرضه العظيم ، وبدأوا يعاكسونه حتى أصبحت حياته لا تطاق ، فاضطر أن يترك المشروع، وفى ذلك يكتب : لقد رأيت أنه من أصعب الأمور أن يعيش الإنسان قديساً وهو يقيم بين أفراد عائلته ، وقد لمست السبب الذى حدا بالقديس انطونيوس والقديس جيروم لأن يتركا بيوتهما ويقيما فى الصحراء !!
إن البيت هو أحد المعاهد التى يخرج منها اللّه قادة العالم ، فمن البيت خرج إسحق ويوسف وموسى وصموئيل ويوحنا المعمدان وتيموثاوس وغيرهم كثيرون ويتحدث رجال الاجتماع حديثاً طويلا عن العائلة ، وتراهم يسألون ألوف الأسئلة ، عما يجب أن يتصف به الأب أو الابن أو الأخ ، ومن الخطأ الظن بأن المسيحية لا تهتم بهذا الموضوع ، ولكن البيت له مكانة كبيرة فى الإنجيل ، ونحن نقرأ فى كلمة اللّه الأمثلة الكافية لما يجب أن يكون عليه المسيحى ، أو من له روح المسيح فى وسط العائلة، والاسم الطيب لبيت ، كأسرة أنيسيفورس، وليديا بياعة الأرجوان، وأكيلا وبريسكلا ، والأسماء الكثيرة التى تعرضنا لها فى الشخصيات السابقة قد لا يوجد على الأرض ما هو أعظم منه ... وإذا كان رجال العالم يبنون منازل هى صالات وغرف وأبهاء وسقوف وقباب ، فإن أبناء اللّه يبنون حياة وحباً وقداسة ورحمة ونعمة ومجداً فى المسيح يسوع!! .. وقد حق لأحدهم أن يقول : مضت ألوف السنين والملوك يولدون فى قصور فخمة وعلى فرض وثيرة تحف بهم صور التيجان ، ويقرأون فى كل المناظر التى تتعرض أمامهم أن الناس قسمان : ملوك يحكمون الشعب ، وشعب يخدم الملوك، ولكن فى ليلة عظيمة جميلة ولد ملك الملوك ، ولم ير فوق رأسه صورة تاج ولم تُفتح له قصور بدخلها ، ولم يجد يداً ترحب به ، أو تنيمه على فراش ناعم ، ومع ذلك فقد كان مخلص العالم ، المخلص الذى قضى تسعة أعشار عمره على الأرض فى منزله فى الناصرة ، ليستعد لمهام العشر الآخر الباقى !! ..
لسنا نعلم حظ بيت أنيسيفورس من الثروة أو الجاه أو النفوذ ، ولكننا نعلم بكل يقين أن البيت الذى حياه بولس بكل حرارة كان له أعظم الحظوظ من الشركة مع اللّه ، ومن سمو الحياة المرتفعة العالية ، ... وأن رب البيت ترك طابعـه وحياته ومسيحيته السامية ، على كل فرد فى بيته ، إذا صح أن روبرت انجرسول الملحد الأمريكى الكبير ، أرسل ذات مرة إلى عمته سارة ، وكانت مشهورة بجمال حياتها المسيحية ليقول لها مع أحد كتبه التى كان ينشرها ضد الدين : إن هذا الكتاب ما كان له أن يظهر لو أن المسيحيين كانوا مثلها فى حياتهم وحلاوة سيرتهم !! .. وإذا صح أن برسى انيسورس الواعظ المشهور، رؤى ذات يوم يحمل فى يده فرشاة ودهاناً ، وأخذ يدهن بكل نشاط جداراً أبصره فى الطريق وإذ اندهشوا لعمله واستفسروا منه ماذا يفعل !! .. أجاب لقد رأيت كتابة قبيحة على الجدار ، وذهبت إلى بيتى ، وعادت إلى ذهنى هذه الكتابة بتشويشها الشرير، وأدركت أن غيرى سيقرأها ، وأنها ستفسد أذهان الكثيرين ، وعلى الأخص من الشباب، فآليت على نفسى أن أمحوها ، وأنظف الجدار منها ، ... وفى بيوتنا كم يجب على الأباء أن يمحوا من تأثيرات العالم على أهل البيت ، وأن يكتبوا بحياتهم كل ما هو طيب ومجيد ونافع وعظيم ومبارك !! ..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما أجملك يا أنيسيفورس
صورة القديس أنيسيفورس
القديس أنيسيفورس
أنيسيفورس
أنيسيفورس


الساعة الآن 12:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024