الأمانة في الصلاة
لعل إنسانًا يقول لأي أحد أن " يصلي كل حين ولا يمل" (لو18: 1) وكيف يمكن تنفيذ الوصية القائلة " صلوا بلا انقطاع" (1تس5: 17)؟! أليس هذا كثيرًا علينا جدًا؟! نعم إنه كثير، إن اعتبرته نقطة البدء. لكن ابدأ بالقليل يقيمك الله على الكثير.
كن أمينًا في تعود الصلاة، يقيمك الله على طول الصلاة.
إن كنت أمينًا في صلاة "أبانا الذي"، وقلتها في عمق، وأنت تعني كل عبارة فيها، لاشك أنها ستفتح لك أبوابًا من التأملات، وتقودك إلى صلوات أخري كثيرة...
وإن كنت أمينًا في الصلوات المحفوظة، يقيمك الله على صلاة القلب.
وتبقي أمامنا مشكلة الوقت، يثيرها البعض. نقول فيها: إن كان الإنسان أمينًا على الصلاة في الوقت المتاح له، سيتيح له الله أوقاتًا أخري كثيرة يصلي فيها. إنما المشكلة هي أنه أمامنا وقت طويل يمكننا الصلاة فيه، ولكننا نضيعه عبثًا، ولا نكون أمناء من حيث رغبتنا في الصلاة...
يثير البعض سؤالًا آخر عن درجات الصلاة، وحالات الدهش والثيئوريا، والصلاة بدموع، وكيفية الوصول إلى كل هذا؟ نجيب بنفس المبدأ: الأمين في القليل يقيمه الله على الكثير.
كن أمينًا من جهة الصلاة بفهم وحرارة، يقيمك الله على الصلاة بدموع...
كن أمينًا في المداومة على الصلاة، وبحب لله، يقيمك الله على باقي الدرجات. تأتى وحدها، دون أن تشتهيها كدرجة... لأن موضوع الدرجات، قد تدخل فيه الذات... الحياة الروحية هي سلم روحاني، لا تستطيع أن تصل إلى أعلى درجات، إلا إذا اجتزت كل درجة سابقة بسلام.