منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 05 - 2013, 10:44 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,169

إرميا والفكر اللاهوتى فى سفره
إرميا والفكر اللاهوتى فى سفره

سنلم ببعض الأفكار اللاهوتية التى جاءت فى سفر إرميا ولعل أهمها :
كلمة اللّه
وكلمة اللّه عند إرميا تبلغ مركزها الأعلى ، إذ هى الكلمة التى ينبغى عليه أن يعلنها، وقد جاءته هو واضحة فى الدعوة إلى النبوة ، وقد وضعت هذه الكلمة باللمسة الإلهية على شفتيه ، لينادى بنتائجها البالغة للأمم والممالك ، وكلمة اللّه ليست مجرد ألفاظ ينطق بها ، بل هى الكلمة التى تحمل قصد اللّه وإرادته ، والمصحوبة بفاعليته وسلطانه ، وفى صراعه مع الأنبياء الذين إدعوا النبوة فى عصره ، كشف إرميا لهم عن إعلانات اللّه له ، وبين الفارق بينه وبينهم ، إذ أن اللّه أعلن أنه لم يرسل هؤلاء الأنبياء قط : « لم أرسل الأنبياء بل هم جروا . لم أتكلم معهم بل هم تنبأوا " إر 23 : 21 " .. ولا يستطيع الإنسان أن يتكلم باسم اللّه ، إلا بعد أن يجلس فى حضرة اللّه ، وينصت بعمق وتأمل إلى اللّه : « لأنه من وقف فى مجلس الرب ورأى وسمع كلمته ؟ من أصغى لكلمته وسمع ؟ ... ولا وقفوا فى مجلسى لأخبروا شعبى بكلامى وردوهم عن طريقهم الردئ وعن شر أعمالهم » " إر 23 : 18 ، 22 " ... إن الأنبياء المضلين يحلمون أحلاماً من ذواتهم : « قد سمعت ما قالته الأنبياء الذين تنبأوا باسمى بالكذب قائلين حلمت حلمت . حتى متى يوجد فى قلب الأنبياء المتنبئين بالكذب بل هم أنبياء خداع قلبهم ، الذين يفكرون أن ينسوا شعبى اسمى بأحلامهم التى يقصونها الرجل على صاحبه كما نسى آباؤهم اسمى لأجل البعل . النبى الذى معه حلم فليقص حلماً والذى معه كلمتى فليتكلم بكلمـــتى بالحق ما للتبن مع الحنطة يقول الرب » " إر 23 : 25 - 28 " .. « فقال الرب لى : بالكذب يتنبأ الأنبياء باسمى . لم أرسلهم ولا أمرتهم ولا كلمتهم . برؤيا كاذبة وعرافة وباطل ومكر قلوبهم هم يتنبأون لكم لذلك هكذا قال الرب عن الأنبياء الذين يتنبأون باسمى وأنا لم أرسلهم وهم يقولون لا يكون سيف ولا جوع فى هذه الأرض ، بالسيف والجوع يفنى أولئك الأنبياء » " إر 14 : 14 ، 15 " والسمة البارزة فى كلام هؤلاء الأنبياء هى تملق السامعين ، والمناداة لهم بما يطيب لهم أن يسمعوه ، ... على العكس من كلمة اللّه التى تظهر كالحنطة ، إذ قورنت بالتبن الذى تذروه الرياح ، ... وهى المطرقة التى تحطم قساوة القلوب الصلدة ، والنار التى تلهب حياة الناس ومشاعرهم وتسيطر على إرادتهم !! .. وذلك لأنها مصحوبة بفاعلية روح اللّه !! ..
معرفة اللّه
والحقيقة الثانية التى تبدت أمام إرميا : المعرفة المتبادلة مع اللّه ، معرفة اللّه له ، ومعرفته هو للّه » وهو يصف اللّه بالقول : « وأنا العارف والشاهد يقول الرب»..... وقد عرف اللّه إرميا : « قبلما صورتك فى البطن عرفتك " إر 1 : 5 " وحياته من البدء مكشوفة أمام اللّه ، وهى مكشوفة فى الأزمات : « وأنت يارب عرفتنى » " إر 12 : 3 " ، « والرب عرفنى فعرفت . حينئذ أريتنى أفعالهم » " إر 11 : 18 " ، « أنت يارب عرفت . أذكرنى وتعهدنى وانتقم لى من مضطهدى . بطول أناتك لا تأخذنى. أعرف احتمالى العار لأجلك » " إر 15 : 15 " « أما أنا فلم أعتزل عن أن أكون راعياً وراءك ولا اشتهيت يوم البلية . أنت عرفت . ما خرج من شفتى كان مقابل وجهك » " إر 17: 16 ) .. « وأنت يارب عرفت كل مشورتهم على للموت » " إر 18 : 23 " ..
كان إرميا يدرك أن اللّه يعرف حياته جملة وتفصيلاً ، بل يعرف من قبل أن يولد إرميا هذه الحياة فى كافة أو ضاعها ، وعلى وجه الخصوص ، فى الضيقات والأزمات... ومن الجانب الآخر ، كان إرميا يعرف اللّه ، وهو يختلف هنا عن غيره من الكهنة : « الكهنة لم يقولوا أين هو الرب ، وأهل الشريعة لم يعرفونى ، والرعـــاة عصوا على، والأنبياء تنبأوا ببعل وذهبوا وراء ما لا ينفع » " إر 2 : 8 " .. « أما أنا فقلت إنهم مساكين . قد جهلوا لأنهم لم يعرفوا طريق الرب قضاء إلههم » " إر 5 : 4 ".. « لأن شعبى أحمق ، إياى لم يعرفوا ، هم بنون جاهلون وهم غير فاهمين . هم حكماء فى عمل الشر ولعمل الصالح ما يفهمون » " إر 4 : 22 " .. « وتسيرون وراء آلهة أخرى لم تعرفوها » " إر 7 : 9 " .. « بل اللقلق فى السموات يعرف ميعاده واليمامة والسنونة المزقزقة حفظتا وقت مجيئها ، أما شعبى فلم يعرف قضاء الرب » " إر 8 : 7 " ... لكن إرميا كان يؤمن باليوم الآتى الذى سيقطع اللّه فيه عهداً جديداً مع شعبه : « ها أيام تأتى يقول الرب وأقطع مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهداً جديداً ليس كالعهد الذى قطعه مع ابائهم يوم أمسكتهم بيدهم لأخرجهم من أرض مصر حين نقضوا عهدى فرفضتهم يقول الرب . بل هذا هو العهد الذى اقطعه مع بيت إسرائيل ، بعد تلك الأيام يقول الرب : أجعل شريعتى فى داخلهم ، واكتبها على قلوبهم وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لى شعباً ، ولا يعلمون بعد كل واحد صاحبه وكل واحد أخاه قائلين أعرفوا الرب لأنهم كلهم سيعرفوننى من صغيرهم إلى كبيرهم يقول الرب ، لأنى أصفح عن إثمهم ولا أذكر خطيتهم بعد » " إر 31 : 31 - 34 " ... وقد تحقق هذا فى قول المسيح المبار ك : « وأعرف خاصتى وخاصتى تعرفنى » " يو 10 : 14 " .
نشاط اللّه فى حياة البشر
لم تكن عقيدة إرميا أن اللّه خلق الناس ليتركهم دون أن يبالى بهم كما كان يتصور توماس كارليل ، أو ليقف متفرجاً على آلامهم وأحلامهم وتعاساتهم كما كان يزعم لورد بيرون ، بل أن نشاط اللّه له الدور الكامل فى حياة الناس ، على أن هذا النشاط يختلف ولا شك عند إرميا بالنسبة للمؤمنين ، ولشعب اللّه ، وللأمم ، وللوجود كله ، ... ففى حياة النبى مثلا ، يدرك إرميا مدى تدخل اللّه فى حياته ، من مجرد دعوته التى أشار إليها فى الأصحاح الأول من سفره ، أو كما قال أحدهم : تكفى الإشارة إلى الأفعال الواردة من " عدد 5 : 10 " " صورتــــــك " " عرفـــــــتك " "قدستك " " جعلتك " " أرسلك " " آمرك " " لأنقذك " " جعلت كلامى فى فمك " " وكلتك " ... وهذه الأفعال تغطى حياة النبى جملة وتفصيلا ، مما لا يترك واردة أو شاردة ، دون تدخل اللّه ، ومن ثم نراه يقول : «عرفت يارب أنه ليس للإنسان طريقة ، ليس لإنسان يمشى أن يهدى خطواته» " إر 10 : 23 ".. وفى حياة الشعب ، مهما تلونت ظروفه ، وتغيرت ، وسواء وقع تحت التأديب أو الحض أو الوعد ، فهو الشعب المختار من اللّه: « إسرائيل قدس للرب أوائل غلته . كل آكليه يأثمون . شر يأتى عليهم يقول الرب » " إر 2 : 3 " .. « وأنا قد غرستك كرمة سورق زرع حق كلها . فكيف تحولت لى سروغ جفنة غريبة » " إر 2 : 21 " .. وهو المحبوب : "ما لحبيبتى فى بيتى . قد عملت فظائع كثيرة " " إر 11 : 15 " « قد تركت بيتى رفضت ميراثى دفعت حبيبة نفسى ليد أعدائها » . " إر 12 : 7 " .. وهو الميراث : « رعاة كثيرون أفسدوا كرمى، داسوا نصيبى ، جعلوا نصيبى المشتهى برية خربة » " إر 21 : 01 " وهو قطيع الرب : « وإن لم تسمعوا ذلك فإن نفسى تبكى فى أماكن مسترة من أجل الكبرياء، وتبكى عينى بكاء وتذرف الدموع لأنه قد سبى قطيع الرب » " إر 13 : 17 " وهو البكر : « لأنى صرت لإسرائيل أباً وأفرايم هو بكرى » " إر 31 : 9 " .. وهو المرتبط بالعهد مع اللّه : « لا ترفض لأجل اسمك ، لاتهن كرسى مجدك . اذكر ألا تنقض عهدك معناً » "إر 14 : 21 " ... « ها أيام تأتى يقول الرب وأقطع مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهداً جديداً . ليس كالعهد الذى قطعته مع آبائهم يوم أمسكتهم بيدهم لأخرجهم من أرض مصر حين نقضوا عهدى فرفضتهم يقول الرب » " إر 31 : 31 ، 32 " ... ومن المعلوم أن إرميا جاء بعد هوشع بزمن ، ... وقد اتفق الإثنان على تصوير العلاقة بين اللّه وشعبه فى صورة الزوجة والبنين ، ... يقول إرميا : « قد ذكرت لك غيرة صباك محبة خطبتك ذهابك ورائى فى البرية فى أرض غير مزروعة » " إر 2 : 2 " « ألست من الآن تدعيننى يا أبى أليف صباى أنت » " إر 3 : 4 " ... « وأنا قلت كيف أضعك بين البنين وأعطيك أرضاً شهية ميراث مجد أمجاد الأمم . وقلت تدعيننى ياأبى ومن ورائى لا ترجعين » " إر 3 : 19" .. « إرجعوا أيها البنون العصاة فأشفى عصيانكم » " إر 3 : 22 " ... هذه هى العلاقة الخاصة بين اللّه وشعبه ، مع تفوق العهد الجديد الذى يعلن لنا اللّه فيه بالروح القدس تلك الرابطة التى لا يمكن أن تنفصم أو تنقطع بين المسيح وكنيسته إلى أن يأتى فى مجيئه الثانى العتيد !! ..
ومن الواضح أن تاريخ الأمم خاضع لسيطرة اللّه وسلطانه : « والآن قد دفعت كل هذه الأراضى ليد نبوخذ ناصر ملك بابل عبدى وأعطيته أيضاً حيوان الحقل ليخدمه . فتخدمه كل الشعوب ، وابنه وابن ابنه حتى يأتى وقت أرضه فتستخدمه شعوب كثيرة وملوك عظام » " إر 27 : 6 ، 7 "... بل إن الوجود كله يخضع للسلطان الإلهى : « أنى أنا صنعت الأرض والإنسان والحيوان الذى على وجه الأرض بقوتى العظيمة وبذراعى الممدودة وأعطيتها لمن حسن فى عينى » " إر 27 : 5 " .. وهو الذى يعطى المطر : « ولم يقولوا بقلوبهم لنخف الرب إلهنا الذى يعطى المطر المبكر والمتأخر فى وقته يحفظ لنا أسابيع الحصاد المفروضة » " إر 5 : 24 ".. « هل يوجد فى أباطيل الأمم من يمطر ، أو هل تعطى السموات وابلا ، أما أنت هو الرب إلهنا فنرجوك لأنك أنت صنعـت كل هذه » " إر 8 : 7 " .. كان إرميا يؤمن بالتدخل والنشاط الإلهى ، فى كل شئ ، فى حياة الجميع بصورة كاملة دائمة كل يوم !! .
الخطية والدينونة والتوبة والخلاص
أعلن اللّه لشعبه إرادته المقدسة ، وقد أعلنها فى التوراة وعن طريق الكهنة والأنبياء، وكان المطلوب من إسرائيل أن يخضع لهذه الإرادة الإلهية ويتمسك بها : «هكذا قال الرب : لا يفتخرن الحكيم بحكمته ، ولا يفتخر الجبار .. بجبروته ، ولا يفتخر الغنى بغناه ، بل بهذا ليفتخرن المفتخر : بأنه يفهم ويعرفنى أنى أنا الرب الصانع رحمة وقضاء وعدلا ً فى الأرض لأنى بهذه أسر يقول الرب » " إر 9 : 23 ، 24 " وقد سبقت الإشارة إلى أن هذه ليست مجرد قواعد أدبية أو خلقية ، بل هى أوامر إلهية أعطاها اللّه إفصاحاً عن طبيعته وكمالاته الإلهية ، وهو لهذا يسر بها ، فخروج شعبه عنها ، أو خروج الإنسان عنها ، هو الضياع بعينه : ً« هل بدلت أمة آلهة وهى ليست آلهة . أما شعبى فقد بدل مجده بما لا ينفع » " إر 2 : 11 " .. ، وهو السير وراء الباطل : « هكذا قال الرب ماذا وجد فى اباؤكم من جور حتى ابتعدوا عنى وساروا وراء الباطل وصاروا باطلاً " إر 2 : 5 "، وهو الشرود والنسيان : « لماذا قال شعبى قد شردنا لانجئ إليك بعد . هل تنسى عذراء زينتها أو عروس مناطقها . أما شعبى فقد نسينى أياماً بلا عدد » " إر 2 : 31 ، 32 " وهو الأعوجاج : « لأنهم عوجوا طريقهم» " إر 3 : 21 " .. وهو الزنا : « لأنك على كل أكمة عالية وتحت كل شجرة خضراء أنت اضطجعت زانية » " إر 2 : 20 " .. « حقاً أنه كما تخون الامرأة قرينها هكذا خنتمونى يا بيت إسرائيل يقول الرب » " إر 3 : 20 " ، وهو المرض : « ارجعوا أيها البنون العصاة فأشفى عصيانكــــم » "إر 3 : 22 " ، والدينونة الواقعة على الشعب ، والعقوبة القاسية ، لأن الخطية تمكنت منهم وتغلغلت فى حياتهم ، وأصبحوا كأتان الفرا التى فى شهوتها تستنشق الريح " إر 2 : 24 " .. أو فى الصورة الأخرى : « هل يغير الكوشى جلده أو النمر رقطه ؟ فأنتم أيضاً تقدرون أن تصنعوا خيراً أيها المتعلمون الشر » " إر 13 : 13 " . « سمعاً سمعت أفرايم ينتحب . أدبتنى فتأدبت كعجل غير مروض . توبنى فأتوب لأنك أنت الرب إلهى . لأنى بعد رجوعى ندمت ، وبعد تعلمى صفقت على فخذى . خزيت وخجلت لأنى حملت عار صباى . هل إفرايم ابن عزيز لدى أو ولد مسر ، لأنى كلما تكلمت به أذكره بعد ذكراً ، من أجل ذلك حنت أحشائى إليه . رحمة أرحمه يقول الرب » " إر 31 : 18 - 20 " ..
كان إرميا نبى الدموع ، ولن يعرف العالم مرة أخرى شيئاً أعظم أو أروع أو أنبل من مراثيه ، ومع أن العالم عرف كثيراً من الأحزان والمآسى فى كل العصور ، ... لكنه لم يعرف واعظاً ، وكاتباً ، وراثيا مرة أخرى كإرميا ، وإذا كانت القديسة تريزا قد قالت : إن الدموع تكسب كل شئ ، ... فإن دموع إرميا التى بدت كما لو أنها ضاعت على أطلال أورشليم الخربة ، إلا أنها ، - ويا للعجب - لم تنفد إلى الآن ، فقد تحول رأسه فعلاً إلى ماء لا يكف عن العطاء ، وعيناه إلى دموع ، ما يزال ينهل الوعاظ منها عبرة ومثالا وهم يبكون على قتلى الخطية نهاراً وليلاً فى الطريق المنحدر إلى الضياع الأبدى ، والعذاب والتعاسة ، فى جهنم التى كتب على بابها دانتى فى الكوميديا الإلهية : « أيها الداخل إلى هذا المكان ودع الرجاء إلى الأبد !! .. »
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
دانيال والفكر اللاهوتى فى سفره
دانيال والفكر اللاهوتى فى سفره
إشعياء والفكر اللاهوتى فى سفره
العولمة والفكر اللاهوتي المسيحي
العولمة والفكر اللاهوتي المسيحي


الساعة الآن 02:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024