إبراهيم الحالم
لقد خرج إبراهيم من أور الكلدانيين نتيجة رؤية أو حلم، ولقد عاش حياته بأكملها وهو يحلم بمملكة عظيمة وشعب أكثر من نجوم السماء كثرة، وكالرمل الذي على شاطيء البحر الذي لا يعد، بل لقد طرق هذا الحلم الأرض كلها، إذ بنسله تتبارك جميع قبائل الأرض، وعاش إبراهيم سعيداً بهذا الحلم وقد تحولت أور الكلدانيين، على ما كانت عليه من حضارة، وعظمة في ذلك التاريخ، إلى صحراء بجانب واحة حلمه، أو أصداف بجوار ماس رؤياه، أو عدم بجوار غنى المجهول الذي يلوح أمامه. ومن المحقق أن هذا الحلم هو القوة التي رفعت أبا المؤمنين، فوق كل ما لاقى في الأرض، من واقع قاس مروع بغيض، وهو القوة التي ترفع رواد الطرق في الحياة البشرية فوق كل متاعب وآلام ومعاناة،.. وهل كان من الممكن لكولمبس، أن يندفع صوب المجهول، دون أن يحلم بشاطيء آخر عظيم على الطرف الآخر من المحيط الأطلنطي، أو "لبرفورث" وهو يناضل من أجل العبيد، أو "لنوكلن" وهو يدخل الحرب الأهلية. لولا هذه الرؤيا التي يحلم فيها الإنسان بحياة أكثر حرية وجمالاً وسعادة وإشراقاً من كل ما يعاني من تعاسات في هذه الأرض!!.