توحد القديس مارو بالقرب من مدينة قورش بسوريا، وعاش متعبدًا وحيدًا وكان يسكن كوخًا صغيرًا مغطى بالجلود ولكنه نادرًا ما كان يستخدمه مفضلًا البقاء في الهواء الطلق، وعندما عثر على بقايا معبد قديم للأوثان حوّله ليكون مكان صلاته وهكذا خصّصه للإله الحقيقي. وكان القديس يوحنا الذهبي الفم يقدّره ويحترمه، وكتب له من مكان نفيه في القوقاز Cucusus يطلب إليه الصلاة من أجله ويرجو أن يسمع منه قدر المستطاع.
تعلّم القديس مارو الصلاة من معلمه القديس زيبينوس Zebinus فكان يكرس أيامًا وليالٍ يقضيها في الصلاة دون ضجر، وكان يصلي واقفًا بخشوع مستندًا على عصاه إذ كان متقدمًا جدًا في السن. وكان يقدم نصائحه لسائليه وطالبي مشورته في أقل الكلمات، إذ كانت رغبته عظيمة في قضاء كل أوقاته في الشركة مع الله بالصلاة والتأمل.
كان القديس مارو يشبه معلّمه في إيمانه وطريقة صلاته، ولكنه كان يعامل زواره بطريقة مختلفة، فلم يكن فقط يستقبلهم بكرم وعطف عظيمين، بل وكان يشجعهم على البقاء معه فكان بعضهم يبقى ويقضي الليل معه واقفًا يصلي. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء).
منحه الله مواهب كثيرة كما منحه موهبة شفاء العقل والجسد. وإذ شاع صيته كأب روحي قصده الكثيرون طالبين مشورته وتلمذ عددًا كبيرًا من المتوحدين وأسس عدة أديرة، نعرف على الأقل ثلاثة أديرة للراهبات حملت اسمه. ويقول ثيؤدورت Theodoret أسقف قورش أن عددًا كبيرًا من الرهبان الذين انتشروا في إيبارشيته كانوا ثمرة توجيهات هذا القديس. وأخيرًا سنة 433 م. بعد فترة مرض قصيرة بسبب ضعفه الشديد تنيّح القديس مارو، وبُنيت فوق مقبرته كنيسة عظيمة وحولها دير كبير.
وإلى هذا القديس يعود أصل تسمية المارونيت Maronites الذين يعيشون في لبنان، ويعتبرون القديس مارو أباهم الأكبر ويذكرونه في قداساتهم.
العيد يوم 14 فبراير.