«الدم» خيار عالمى فى مواجهة حوادث الاختطاف وتهديد سيادة الدول.. إلا فى مصر
احتجاز رهائن من أجل إجبار الحكومات على الخضوع لشروط، أزمة واجهت عددا من الدول، عام 2002 احتجز 50 شيشانياً 850 رهينة داخل مسرح «إشكيريا» فى موسكو، مطالبين السلطات الروسية بانسحاب قواتها من الشيشان وإنهاء الحرب الشيشانية الثانية، وبعد يومين من الحصار اقتحمت القوات الروسية المسرح وقتلت 39 من المحتجزين، وما يزيد عن 129 رهينة.
لم تغب عمليات خطف واحتجاز الرهائن عن العالم العربى، فقبل 3 أشهر، احتجز إرهابيون مجموعة من الرهائن فى جنوب شرق الجزائر، مقابل الإفراج عن مسجونين فى قضايا إرهابية، وبعد التفاوض 11 يوماً، اقتحمت القوات الجزائرية الموقع، ما نجم عنه مقتل 11 إرهابياً و7 رهائن.
«سيادات الدول لا تقبل التفاوض» قالها اللواء كامل أبوذكرى الخبير الأمنى ومساعد وزير الداخلية الأسبق، مؤكداً أن المفاوضات تفتح الباب أمام الإرهابيين لمزيد من العمليات على الأرض «لو أى دولة نفذت شرط واحد من شروط المختطفين كل يوم جماعة أو جهة هتخطف رهائن»، مؤكدا أن الحل الوحيد فى مثل هذه العمليات «الاقتحام وقتل المختطفين ولو على حساب الرهينة».
فى فبراير عام 1978، وبعد اغتيال وزير الثقافة «يوسف السباعى» أثناء حضوره مؤتمراً فى قبرص، احتجزت مجموعة مسلحة أعضاء الوفد المصرى المشارك فى مؤتمر دولى للسلام، وأكد الخاطفون انتماءهم لمجموعة «أبونضال الفلسطينية»، وقتها أمر الرئيس السادات فرق تحرير الرهائن بالتوجه إلى الجزيرة القبرصية للمشاركة فى عملية التحرير، ما أزعج القوات القبرصية التى اشتبكت مع فرقة مكافحة الإرهاب المصرية، ونجحت الفرقة المصرية فى صد القوات القبرصية وتحرير الرهائن، وقتل فى العملية 3 من القوات و12 فردا من الرهائن و8 أفراد من المحتجزين.
«كل عملية لها ضحايا» حسب تأكيد أبوذكرى، الذى اندهش من الخيار الذى طرحه الرئيس مرسى «مفيش حاجة اسمها نحافظ على حياة الخاطف والمخطوف» واصفاً الحديث الدائر الآن حول التفاوض بـ«المهاترات التى تضيع الوقت» مستطرداً «التفاوض رعاية للإرهاب، كرامة مصر فوق كل اعتبار، لو السبعة هيموتوا عشان مصر لا تهان يبقى أرواحهم لا تساوى شيئا».