منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 05 - 2012, 11:22 AM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

الخوف: انواعة ومسبباتة 8/6/2008

الخوف: انواعة ومسبباتة
بقلم قداسة البابا شنوده الثالث

جريدة الأهرام
8/6/2008


ليس كل خوف عيباً. فهناك خوف يُعتبر فضيلة. وهو الذي قال عنه سليمان الحكيم:
" بدء الحكمة مخافة اللَّه ". أي أنَّ الذي يخاف اللَّه، ويخاف عقوبته إذ يعصاه، هذا بلا شك سيسلُك بحكمة في كل طُرق الفضيلة، مبتعداً عن الشر والفساد ... وبممارسة هذا الخوف المُقدَّس زمناً، يصل إلى حياة البِرِّ، وينتقل طبيعياً من مخافة اللَّه إلى محبة اللَّه. فهو حينئذ يكون بعيداً عن الخوف، لأنه لم يعُد يفعل ما يستوجب الخوف...

?? هناك في المجال النفسي، نوع آخر من الخوف هو الخوف من الإيذاء. ومثاله الخوف من الناس الأشرار: سواء من اعتدائتهم إن كانوا هم الأقوى. أو من تدابيرهم ومؤامراتهم إن كانوا ينوون شرَّاً، أو يدبِّرون دسيسة، وما أكثر إدعاءاتهم وأكاذيبهم!
ورُبَّما يكون من بين هؤلاء، بعض المنافسين في وظيفة أو في عمل أو في ترقية. وهم في منافستهم يريدون أن يطيحوا بِمَن يقف أمامهم بكافة الأساليب، فيصبحون مصدر خوف على أن الواثق من نفسه، لا يخاف المنافسة والمنافسين، شاعراً أن مواهبه وإمكانياته سوف تسنده فيفوز على منافسيه...
?? وأحياناً يكون مصدر الخوف هو الأعداء وما يحملونه في قلوبهم من بُغضة. وقد قال داود النبي: " أكثر من شعر رأسي، الذين يبغضونني بلا سبب " ولذلك كان يصرخ للَّه في بعض مزاميره ويقول: " يارب، لماذا كثر الذين يحزنونني؟ كثيرون يقولون لنفسي ليس له خلاص بإلهه!! ". ولكنه كان بالإيمان ينجو من مخافة أولئك الأعداء فيقول: " أنت يارب هو ناصري، مجدي ورافع رأسي "...
?? أشخاص آخرون كانوا يخافون من رؤسائهم ومن بطش الرؤساء. وفي التاريخ القديم كثيراً ما عبدوا الفراعنة والملوك! وبعض الناس يلجئهم الخوف من بعض الرؤساء إلى تملُّق أولئك الرؤساء، وإحاطتهم بجو من النفاق.
?? البعض قد يخاف أيضاً من الحسد، ومن عيون بعض الحاسدين. فيقول مثلاً: إن (فلان) عينه تفلق الحجر!! ولذلك فالذين يخافون من الحسد، يحاولون إخفاء ما يمكن أن يحسدهم الغير عليه. ونصيحتنا لهؤلاء ألاَّ يخافوا من الحسد. فالحاسد يتعب نفسه ولا يضر غيره. وقد قال الشاعر:



اصبر على كيد الحسود
فالنار تأكل بعضها





فإنَّ صبرك قاتله
إن لم تجد ما تأكله



?? والبعض قد يخاف من الشياطين، أو من الجن، أو مِمَّن يُسمِّيهم البعض ( بالعفاريت ). والرهبان كانوا يعيشون في الوحدة في البريَّة في شقوق الجبال، وما كانوا يخافون من شيء من هذا كله. والشيطان ليس حُرَّاً في محاربته للبشر. واللَّه ـ جلَّ حلاله ـ لا يسمح للشيطان بأن يحارب البشر فوق ما يطيقون. لذلك لا داعي للخوف.
والإنسان القوي القلب لا يخاف. أعرف قصة حدثت منذ زمن طويل في إحدى قرى الصعيد: كان الناس يتحدَّثون عن جن أو عفريت يظهر عند بئر مهجور في أطراف القرية ويؤذي مَن يراه. فقام رجُل قوي القلب، وقال: أنا سأذهب إلى هذا البئر المهجور، وبندقيتي معي، وإذا ظهر لي هذا الجن أو العفريت سأضربه بالرصاص!! وذهب فعلاً إلى هناك،
ولم يظهر له شيء، لأنَّ قلبه قوي...

?? أُناس آخرون يخافون من التجارب والمشاكل، وما يمكن أن تحدثه من أضرار، أو قد تكون فوق الاحتمال! والوضع السليم في مثل هذه الحالة، ليس هو التَّخوُّف من نتائج المشكلة، إنما هو التفكير العملي في حل المشكلة. فإن تمَّ الاهتداء إلى حَلٍّ، حينئذ يزول الخوف. وإن لم يجد الإنسان حلاًّ، عليه أن يصبر بعض الوقت. لأنَّ كل مشكلة تحتاج إلى مدى زمني لكي تُحلّ فيه. وخلال هذا الوقت، على القلب أن يتجه إلى اللَّه الذي بقدرته ومعونته تُحلّ المشكلة، وتنتهي التجربة إلى خير...
?? هناك نوع آخر من الخوف، وهو خوف بعض الأتقياء من الوقوع في الخطيئة، بسبب حروب الشياطين وحيلهم وكثرة الإغراءات التي تقود إلى السقوط. ومع أنَّ هذا الخوف له طابع روحي، إلاَّ أنه يزول بالحرص، والبُعد عن الأسباب التي تُضعف الإرادة أمام إغراءات الخطية. مع طلب نعمة خاصة من اللَّه تُعطي قوة للروح وصموداً أمام عوامل السقوط والانحراف.
?? هناك خوف آخر يقع فيه بعض المرضى والمُسنين وهو الخوف من الموت. وهو خوف له عِدَّة اتجاهات: منها طبيعة الموت ومفارقة الروح للجسد. وأيضاً الخوف من الحرمان من العالم وما فيه من المُتع ومن الأحباء والأقارب والأصدقاء ... ثم خوف ثالث من المصير بعد الموت، هل هو إلى النعيم أمْ إلى الجحيم؟!
على أنَّ الذي يستعد للموت بالتوبة والسَّيْر في حياة البِرّ، هذا لا يخاف الموت. كذلك لا يخاف الموت مَن يحب السماء أكثر من محبته لمُشتهيات العالم الحاضر...
?? ومن المعروف أنَّ الذي يخاف الموت، يخاف أيضاً من مُسبِّباته، وبخاصة من المرض، ومن العدوى، ومن الحوادث سواء في الجو أو في البحر أو في البَر.
حدث أن أحد الخائفين كان يقول: " هناك عدو خطير موجود في كل مكان ". فسألناه: هل تقصد الشياطين؟ فأجاب: كلا، بل الميكروبات التي لا يخلو منها مكان. وقد توجد في الجو، وفي الطعام، وفي الماء، وفي الناس!!
??
هناك خوف آخر وهمي، مثل خوف الأطفال من الظلام، ومن وجودهم وحدهم، حيث
لا يوجد سبب يدعو إلى ذلك! والبعض قد يضيف إلى الظلام، الحركة المفاجئة كسبب للخوف.

?? وبعض الناس يرجع سبب الخوف عندهم إلى الطبع. فهم بطبعهم يخافون. ومن أمثلتهم الجبناء. فالإنسان الجبان يخاف من أقل سبب، أو بلا سبب. وقد يصل الخوف به إلى درجة الرَّعب. فيرتعش جسده ويرتبك...
وأحياناً توجد عند البعض عقدة الخوف، ويصير الخوف عندهم كمرض نفساني، وليس لأسباب مُعيَّنة في بعض الوقت!



رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
وليس الخوف أن يُصيبنا الضُّر، إنما الخوف أن يؤذي أحبابًا لنا فيؤذينا
الحمام.انواعة..تربيتة..وكمان مشروع بدراسة الجدوى
النجاح : انواعة ودرجاتة
الكذب انواعة واسبابه
النجاح : انواعة ودرجاتة لقداسة البابا شنودة 11\7\2010


الساعة الآن 04:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024