|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“افرحي يا عروساً لا عروس لها”
هكذا بادرَ الملاكُ العذراءَ متكلِّماً: إفرحي عندها اضطربت وفكَّرت: ما عساها تكون هذه التحية؟ لماذا قال إفرحي؟ وعن أي فرحٍ يتكلمُ؟ أأتى الملاكُ ليقولَ لمريمَ أنَّ ذاكَ الفرحَ الذي خَسِرَهِ آدمُ بسُقوطهِ سيعودُ ثانيةً؟ فآدمُ عندما كانَ بقرب الله كانَ في ملئ الفرحِ. يُكلمُ اللهَ واللهُ يكلمُهُ، ولكن بخطيئتِهِ ابتعدَ عنْهُ وخسر هذا الفرح الإلهي، وأصبح هو وكلُّ الإنسانيةِ تحتَ وطأةِ الناموس. جاء الملاكُ صارخاً افرحي، إنَّ اللهَ سيصبحُ بينكم ويعود الفرحُ إليكم، إن الإلهَ سينتشِلُكُمْ من وطأةِ الناموسِ مُعطياً إياكم عهداً جديداً خلاصياً، ليكونَ الدويُّ نحوكِ “إفرحي يا استعادة آدم الساقط… افرحي يا نجاة حواء من البكاء والنحيب… افرحي يا من بها تتجدد الخليقة” (البيت الأول) فأيُّ لحظةٍ مباركةٍ هذه، لقد جاء الفرح إلى العالم وكلُّ شيءٍ تغيّرَ، مصدرُ التعاسةِ سابقاً بشخصِ حواءَ، أصبح الآن بشخصِ العذراءِ مصدرَ الفرحِ، ذلك لأن المسيح قد تجسد منها وأضحت هي: هي شجرة الحياة التي كانت سابقاً سبب السقوط، وأضحى المسيح ثمرها الذي نأكله منها ونحيا به إلى الأبد: “إفرحي يا شجرةً لذيذةَ الثمرِ يغتذي منها المؤمنون إفرحي يا غرساً ذا أوراق حسنة الظلِّ سيستظلُّ به كثيرون” إن المتمعّن في أبيات المديح يلحظ فيه قسمين: قسمٌ يحتوي على البشرى بأن المخلص آتٍ من العذراءِ، لذلك نصرخ نحوها افرحي، النور سيشرق والظلمة ستضمحل والخليقة ستتجدد مرتفعة إلى العلى مع الرب المنحدر من تلقاء ذاته: “إفرحي يا كوكباً مُظهراً الشمسَ، إفرحي يا من بها تتجددُ الخليقةُ، إفرحي يا من بها صار الخالقُ طفلاً”. قسمٌ آخر نرفَعُ فيه التمجيد كما الملائكة في السماء الصارخين دوماً نحو الربِّ بدون إنقطاعٍ هلليلوييا ونتسأل: لماذا صرخنا بادئ بدءٍ افرحي ثم هلليلوييا؟ نصرخُ افرحي مخاطبين العذراء: المسيحُ آتٍ منكِ وسيصبحُ بيننا، ولأننا لم نفهم كيف تمَّ ذلك السُّر العجيبُ بعقلِنا المحدودِ، كيفَ الالهُ يصبحُ إنساناً؟، لهذا نمجّده صارخينَ: “إن الطبيعة الملائكية قد ذَهِلتْ بأسرها من فِعلِ تأنُّسِكَ العظيمِ لمشاهدتِها الذي لا يُدنى منه، مع أنه إلهٌ، إنساناً مدنّواً إليه من الكلِّ متصرفاً معنا وسامعاً من الجميع هكذا *هلليلوييا* المراد قوله يا إخوة: في أي نوعٍ من صلواتنا الرائعة، التي نُشاركُ بها في هذا الصوم المبارك، وحتى خارجه، علينا أن نقدّم دوماً كلَّ أنواعِ الصلوات: التسبيحَ، الشكرَ والتمجيدَ بحيث تنبعُ من أعماقنا ويشعر بها كلُّ كياننا فدعونا يا إخوة ألا نحوّلَ ليتورجيتَنا الرائعةَ إلى ممارسةٍ دينيةٍ وأحياناً اجتماعية ودعونا ألا نحوّل الصلاة إلى تمتماتٍ لا فائدةَ منها، بل دعونا نحيا ليتورجيةَ كنيستِنا بعمقها ولاهوتها فنكون جزءاً منها وهي جزءٌ منّا، ودعونا نحيا الصلاة حياة حقيقية حتى نحققَ المسيحَ في داخلنا، وفي وسطنا، عندها سنقول لأنفسِنا بحقٍّ: إفرحي يا نفس إن المسيحَ فيكِ، فكوني طاهرة ومستعدة دوماً. وعندما نحققُه حقيقةً سيعجِزُ لساننا وقلبُنا عن القولِ سوى *هلليلوييا* |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
❤لماذا نرتل لوالدة الاله "افرحي يا عروساً لا عروس لها"؟ لماذا نقول "افرحي"؟ |
إبراهيم يطلب عروساً لابنه |
إشفعي فينا يا عروساً طاهرة |
كيف تكونين عروساً مميزة! |
“افرحي يا عروساً لا عروس لها” |