v لم:
تعنى النفي والجزم، بمعنى الرفض المطلق والتجنب أوالابتعاد والتحاشي الكامل، كما تشير إلى الماضي نلاحظ دقّة الكلمات وكيف أن كل كلمة مملوءة تعليمًا، فهو لم يقل الذي "لا" يسلك في مشورة الأشرار، بل الذي "لم" يسلك أي لم يتدنس أبداً، كذلك فالكتاب لا يطوّب فقط أولئك الذي ساروا في الماضي، بل الذين يسيرون دوماً.
v يسلك:
السلوك هو مجموع تحركات الفرد مما يعبرعن كامل توجهاته واعتقاداته، وكلمة سلوك في هذا المزمور لا تعنى فعلا أو قولا منفردا محددا باتجاه أو مكان أو زمان معين، بل تشمل الحياة بكاملها: الأفعال والإعمال والأقوال، أي عموم التوجه الحياتي لإنسان يشعرأنة في حضرة الله بصفة مستمرة "وضعت الرب أمامي في كل حين" وهذا ما يعنيه المزمور، حيث يبتهج حبيب الله بالشريعة، ويرددها في قلبه بصفة مستمرة، ويلهج بتلاوتها وتكرارها والتأمّل فيها. والمؤمن عندما يتأمّل هذا التعليم ليل نهار، يوجّه حياته ويمحورها، لتصبح مرتبطة بالرب ارتباطاً كاملاً، بكل أقواله وأوامره ووصاياه، "أحبب الرب إلهك من كل قلبك وكل نفسك وكل قوتك وكل عقلك... (لو 10: 27 ) وهكذا تتحول حياته تحولا جذرياً. فلا يعود همه أن يبتعد فقط عن الشر، بل أن يتجنّبه كليًا...حباً في الخير.
vفي مشورة:
المشورة هي أيضا تعبير يستخدم للدلالة على سلوكيات بعينها وفي الطقس القبطي في صيغة جحد الشيطان في سر المعمودية: "أجحدك أيها الشيطان وكل مشوراتك الشريرة..." ومشورة هؤلاء الذين يشير إليهم المزمور تعني: أنهم يحبّون العالم والأشياء التي في العالم من شهوة الجسد وشهوة العين وتعظم المعيشة، ويتنكّرون لطبيعة الخير، ويطوّبون أشياء باطلة كالغنى والقوة والترف. وبالطبع قد تصبح هذه الاشياء التي هي صالحة، أداة للخطيئة للذين يستعملونها استعمالاً سيئاً. فطوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الاشرار".. وبهذا فالرجل البار لا يسلك ولايسير ولا يجلس...