|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ماء الحياة ...
"ماء الحياة" الإنسان الخاطئ هو بلا رجاء كالمرأة السامرية قبل أن تتقابل مع الرب يسوع، وكأيّ إنسان بعيد عن الرب. فالمال سنتركه أو يتركنا، وكذلك الممتلكات والأولاد سوف يبتعدون عنا. أما نحن كمؤمنين، فليس لنا رجاء في هذا العالم، لكن رجاءنا هو في العالم الآتي لأنه لنا محب ألزق من الأخ. كانت السامرية تذهب يومياً إلى البئر لتستقي ماء، وهو يشير إلى ماء العالم الذي كل من يشرب منه يعطش أيضاً، أما من يشرب من الماء الذي يعطيه الرب يسوع فلن يعطش إلى الأبد. فالمركز الكبير لا يشبع القلب... والمال الكثير لا يروي النفس... لأن النفس نسمة من الله ولا ترتوي إلا بالقرب من الله. لذلك أشير عليك - يا قارئي - أن تشرب من ينبوع الحياة الذي كل من يشرب منه لن يعطش إلى الأبد. قد يظن البعض أن لقاء المسيح مع السامرية كان بمحض الصدفة، لكن لا يوجد عند الرب مجال للصدفة: إن كل شيء يجري بترتيب إلهيّ عجيب. لقد رتب أن يتقابل مع الخصي بواسطة فيلبس، وكذلك رتّب أن يتقابل مع نثنائيل عن طريق فيلبس أيضاً. وأرسل لكرنيليوس ملاكاً لكي يستدعي بطرس. وهكذا رتّب معي ومعك، أليس كذلك؟ إن كلام الرب مع السامرية أعطاها عزاء ورجاء وحياة، لأنه هو رئيس الحياة. قال بطرس في عظته: «إن إله إبراهيم وإسحق ويعقوب، إله آبائنا مجّد فتاه يسوع، الذي أسلمتموه وأنكرتموه... ورئيس الحياة قتملتموه». نعم، إن يسوع هو رئيس الحياة. ألم يقل: «أنا هو الطريق والحق والحياة» (يوحنا 6:14). لقد اعترفت السامرية بخطاياها إذ قالت: «ليس لي زوج»، الأمر الذي جعل الرب يمدحها على ذلك إذ قال لها: «حسناً قلتِ ليس لي زوج». وكذلك يريدنا الرب أن نعترف بخطايانا لأنه مكتوب: إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم». يخطئ من يظن أنه يمكنه أن يتبرّر بدون دم المسيح، لأنه مكتوب "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة". لقد تبررت السامرية بالإيمان بالمسيح. يقول الرسول بولس: "فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح". وقيل عن إبراهيم: "فآمن بالرب فحسبه له براً" (تكوين 6:15). حالما تجددت السامرية ذهبت تنادي وتبشر بالمسيح الذي طهرها وقدسها. إن المسيح لم يكلفها بهذا العمل، لكنها ذهبت وبشّرت بدافع من الروح القدس! أخيراً، لقد فرحت السماء بالسامرية أولاً. ثم فرحت السماء أيضاً برجوع الكثيرين من أهل السامرة. أليس مكتوباً بأن «السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب؟» نرجو الرب أن يساعدنا كبعيدين لكي نقترب منه فنخلص بدمه من الغضب الآتي، وكمؤمنين لنتثقّل بالنفوس المسكينة البعيدة، وليساعدنا الروح القدس أن نعمل عمل المبشر الأمين. يسوع المسيح يحبكم جميعاً هو ينبوع الحياة |
|