ماهي الغدة النخامية وهرمون النمو؟

[مريم فكرى]

ماهي الغدة النخامية وهرمون النمو؟











تقع الغدة النخامية تخت المخ مباشرة وتنتج عدة هرمونات بما في ذلك هرمون النمو (الهرمون هو مادة كيميائية تصنع في احد أطراف الجسم وتنتقل إلى مجرى الدم وتؤثر على أجزاء الجسم الأخرى) وتخضع كمية هرمون النمو الذي يصنعه الإنسان إلى تحكم جزئي من هرمونات أخرى تأتي من قسم من المخ يسمى " ما تحت السرير البصري" ويقع فوق الغدة النخامية مباشرة ويجعل هرمون النمو يطلق هرمون " جي إتش آر إتش " الذي يحفز الغدة النخامية على إنتاج هرمون النمو عندما يكون مستوى دم هرمون النمو منخفضاً ، كما أنه يصنع هرموناً يسمى " سوماتوستين" الذي يمنع الغدة النخامية من تصنيع هرمون النمو عندما يكون مستوى هرمون النمو مرتفعاً.
يفيد هرمون النمو في تحفيز النمو وإصلاح مختلف أنسجة الجسم وهو ضروري في مرحلة الطفولة لمساعدة الأطفال على النمو. يؤثر هرمون النمو بشكل مباشر على بعض الأنسجة كما أنه يحفز الكبد على إنتاج هرمون آخر يسمى " عامل النمو رقم 1 مثيل الأنسولين " حيث أن الكثير من آثار هرمون النمو تنتج عن هذا الهرمون ( العامل رقم 1 ) الذي يؤثر على مختلف الخلايا في الجسم.

ما هي ضخامة الأطراف؟
هي حالة نادرة حيث في بريطانيا يصاب سنوياً حوالي ثلاثة أو أربعة بالمليون من السكان بهذه الحالة وهي تظهر بشكل رئيسي لدى الكبار في العمر بين الخامسة والعشري والأربعين من كلا الجنسين على حد سواء. تعتبر ضخامة الأطراف حالة غير شائعة حيث يفرز الإنسان المزيد من هرمون النمو الذي يسبب أعراض مختلفة تتطور ببطء على مر السنين والأعراض الملحوظة أكثر هي أن اليدين والقدمين تصبح أكبر وقد يزداد بروز الوجه والسبب هو عادة ورم صغير(حميد) غير متسرطن في الغدة النخامية.
تتضمن خيارات العلاج الجراحة لإزالة الورم وأدوية لوقف انطلاق هرمون النمو أو آثاره ومن النادر أن يصيب الأطفال وإذا حدث ذلك ( ويكون عادة في عمر 17 – 19 سنة) فانه يسبب حالة تسمى " العملقة " لأن هرمون النمو يعزز نمو العظام في الجسم.
من النادر أن يكونتَنتج ضخامة الأطرافعن هرمون ( جي إتش آر إتش) الذي يحدث في منطقة ما تحت السرير البصري ويحفز الخلايا في الغدة النخامية لصنع كمية أكبر من هرمون النمو ، كما أنه من النادر جداً أن تتمكن أورام أخرى في الجسم من صنع هرمون النمو.



ماهي أعراض ضخامة الأطراف ومشاكلها؟
من المفيد تقسيم الأعراض إلى نوعين: الأول تلك التي تنتج عن زيادة في هرمون النمو ، والثاني التي سببها الاعراض الانضغاطية الناجمة عن الورم .

1. الأعراض الناتجة عن الزيادة في هرمون النمو
يمكن لزيادة هرمون النمو في مجرى الدم أن تؤثر على أنسجة مختلفة في جسم الإنسان مما يجعلها تنمو أو تصبح أثخن (أغلظ) وهكذا مع مرور الزمن يظهر واحداً أو أكثر مما يلي:
• تصبح الأيدي والأرجل أكبر وأعرض ويزاد قياس القفازات والأحذية مع مرور الزمن وقد يصبح المرء غير قادر على وضح خاتم الزواج في أصبعه.
• قد تزدادا سماكة الجلد (وخصوصاً جلد الوجه) ويصبح دهني وأكثر تعرقاً.
• حدوث تغيرات في الوجه يمكن أن تتضمن شفاه وأنف غليظين وسماكة فروة الرأس كما يمكن أن يزداد بروز الفكين وتتطور هذه التغيرات بتدرج شديد بحيث لا يمكن أن يلاحظها أفراد العائلة أو الأصدقاء ، لكن العودة إلى صورة فوتوغرافية قديمة تظهر تغيرات مظهر الوجه.
• غلاظه في الحبال الصوتية مما يجعل الصوت خشناً.
• ضخامة اللسان والتي تجعل الإنسان في بعض الأحيان يعض لسانه.
• سماكة في الغضروف يمكن أن تسبب التهابمفاصل في أماكن مختلفة.
• سماكة في القنوات الأنفية يمكن أن تجعل الشخير مرتفعاً كما يمكن أن تعيق تدفق الهواء أثناء النوم (انقطاع النفس أثناء النوم) وهذا يسبب قلة نوم في الليل ونعاس في النهار.
• متلازمة المجرى الرسغي حيث يتم هرس أو ضغط عصب مار عبر الرسغ نتيجة لسماكة النسيج ويمكن أن يسبب الم وإحساس بالوخز وضعف في أجزاء من اليدين أو الذراعين.
• احتمال حدوث اضطراب أو انقطاع الدورة عند النساء ،
• تعب عام.
• ضعف في بعض العضلات.
• يظهر داء البول السكري لدى واحد من كل خمسة مصابين بتضخم الأطراف لأن هرمون النمو يعاكس أثار الأنسولين.
• يظهر ارتفاع ضغط الدم في واحدة من كل ثلاثة حالات.
• زيادة خطر الأمراض القلبية والسكتة القلبية (أو خفقان القلب) ويحتمل أن يكون سبب ذلك زيادة خطر ظهور ارتفاع ضغط الدم و داء البول السكري.
• هناك فرصة كبيرة لظهور أورام (نمو بدايات صغيرة) في الأحشاء وزيادة ضئيلة في فرصة ظهور سرطان الأمعاء ويتم الآن غربلة الأشخاص المصابين بتضخم الأطراف بشكل روتيني لتمييز هذه الحالات ، كذلك في حوالي حالة واحدة من كل ثلاث حالات يصنع الورم الغددي هرمون آخر يدعى " برولاكتين " يتسبب في مشاكل جنسية وطمثية وخروج حليب من الثدي كما يظهر لدى العديد من المصابين عجز جنسي.



2. الأعراض الانضغاطية الناجمة عن الورم:
يبقى الورم في الكثير من الحالات صغيراً ولا يسبب أعراض ضغط ولكن في حالات أخرى ينمو الورم بما يكفي لخلق ضغط على الأنسجة القريبة وهذا يمكن أن يؤدي إلـى:
• وجع رأس.
• مشاكل في الرؤيا حيث يمكن أن يضغط الورم على الأعصاب البصرية (العصب الذاهب من العينين إلى المخ) والمجاور تماماً للغدة النخامية.
• يمكن أن تهرس وتتخرب خلايا عادية أخرى في النخامية ولذلك يمكن أن يظهر نقص في الهرمونات الآخرى الذي تصنعه النخامية وقد يؤدي ذلك إلى " قلة نشاط في الغدة الدرقية " أو قلة نشاط الغدة الكظرية " أو الاثنين معاً وهذا بدوره يؤدي إلى أعراض أخرى.
كيف يتم التشخيص؟
• يمكن قياس مستوى هرمون النمو من خلال اختبار الدم ويجب إجراء أكثر من اختبار واحد لأن مستويات هرمون النمو في الدم لدى بعض الأشخاص تتقلب كثيراً خلال اليوم الواحد.
• إجراء اختبار دم لقياس مستوى " العامل الأول " المذكور سابقاً عند الشك بوجود "تضخم الأطراف " ويمكن استخدام هذا الاختبار كدليل لنشاط المرض من أجل تقيم كيفية عمل المعالجة.
• يمكن كشف الورم وحجمه بالتصوير بالرنين المغناطيسي للمخ



ماهو العـلاج؟
هدف المعالجة هو تخفيض مستوى هرمون النمو في الدم إلى الحد الطبيعي وتخفيض حجم الورم الكبير وسوف ينعكس أو يتحسن عدداً كبيراً من أعراض ومظاهر التضخم مع نجاح العلاج (بمعزل عن أي نمو عظمي أخر سبق حدوثه).

• المعالجة الجراحيــة:
هي الطريقة الأكثر شيوعاً لاستئصال الورم وتتم باستخدام أدوات مجهرية دقيقة وهناك طريقتين اثنتين مختلفتين لعملية الغدة النخامية:
الطريقة الأولى وهي معروفة باسم " جراحة عبر الوتدي داخل الأنف " وتتم بوصول الجراح إلى الغدة النخامية عبر شق صغير في جدار أحدى فتحتي الأنف.(بالمجهر او بالمنظار) (اكثر شيوعا)
الطريقة الثانية وتكون باقتراب الجراح من الغدة النخامية عبر شق صغير خلف الشفة العليا ، فوق الفك الأمامي مباشرة ، حيث تمر الأدوات الدقيقة عبر قاعدة الجمجمة – العظم الوتدي – والهدف الرئيسي هو إزالة الورم دون المساس ببقية النخامية.(اقل شيوعا الان)
العملية ناجحة ولا تحتاج إلى أي معالجة في حوالي تسعة من كل عشرة حالات ذات الورم الصغير ، وتقل هذه النسبة عند الأشخاص الذين لديهم ورم أكبر ، ومع ذلك فان استئصال كامل خلايا الورم يكون مستحيلاً في بعض الحالاتوإذا لم يتم الاستئصال الكامل وبقي مستوى هرمون النمو مرتفعاً بعد الجراحة فانه يفضل عمل معالجات أخرى كما هو وارد في ما بعد.
يعطي الجراح نصائحه حول بعض المضاعفات التي يمكن أن تحدث مثل أن يتم تخريب بعض أجزاء الغدة النخامية في بعض الأحيان أثناء المداخلة الجراحية وهذا بدوره يمكن أن يسبب انخفاض في إنتاج بعض الهرمونات الأخرى وعند حدوث ذلك سيحتاج المريض إلى أخذ علاج هرمون بديل.



• العلاج بالأدويـــة:
يمكن استخدامها عند استحالة إجراء المداخلة الجراحية أو عدم الرغبة بهاأو عند الانتظار لإجراء المداخلة الجراحية أو العلاج بالأشعة كما يمكن استخدامها أيضاً في الحالات التي يفشل فيها العمل الجراحي لاستئصال كامل الورم وبقاء مستوى هرمون النمو مرتفعاً.

•العلاج بالأشعة: Gmma Knife, Cyperknife
وهو خيار لتخفيض حجم الورم وبالتالي تخفيض إنتاج هرمون النمو حيث يتم فيه تركيز إشعاع عالي الكثافة على الورم النخامي لتدمير الخلايا الورمية. وقد تستخدم هذه الطريقة عند عدم تحمل الشخص للعمل الجراحي أو إذا كانت المداخلة الجراحية ناجحة جزئياً فقط ولكن قد يحتاج الأمر إلى أشهر وربما سنوات لتخفيض مستوى هرمون النمو إلى الحد الطبيعي بعد إعطاء العلاج بالأشعةويمكن تناول الأدوية خلال فترة انتظار أثار عمل العلاج بالأشعة.
يمكن لعلاج النخامية بالأشعة أن يحدث أثر جانبي محتمل وهو تخريب خلايا نخامية طبيعة وهذا بدوره يمكن يسبب انخفاض مستوى بعض الهرمونات الأخرى وعند حدوث ذلك يمكن أخذ علاج هرموني بديل.