|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ليتك كأخ لى الراضع ثديي أمى فأجدك فى الخارج و أقبلك و لا يخزوننى (نش 1:8) القس بطرس سامى كاهن كنيسة مارمرقس بالمعادى الجمعة 12 ابريل 2013 نشيد الأنشاد هو سفر شعرى يوضح علاقة الحب بين المسيح و النفس البشرية أو بين المسيح و كنيسته التى إقتناها بدمه،و فى هذه الآية تنادى عروس النشيد متمنية أن يصير الرب أخأ لها يمكن كتاب الآية هكذا لتوضيح و فك رموزها: "ليتك (يا رب) كأخ لى (المسيح بكر بين إخوة كثيرين)الراضع من ثديى أمى (العذراء أم جميع الأحياء كما فى ثيؤطوكية الثلاثاء القطعة الثالثة فى التسبحة ) فأجدك (يا رب) فى الخارج (عند خروجى من ذاتى) و أقبلك (أبادل حبك بحب ) و لا يخزوننى" يمكننا ان نتصور إنسان العهد القديم يصلى بهذه الآية طالباً و متمنياً (ليتك) أن يصير الرب أخاً له، أما فى حالتنا نحن فينبغى أن نصليها و نحن نقول نشكرك و نباركك يا رب لأنك صرت أخاً لى، فقد صار المسيح بالفعل أخاً لنا كما أوضح القديس بولس: 1- لأن الذين سبق فعرفعم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة إبنه ليكون هو بكراً بين إخوة كثيرين (رو 12:8) 2- لأن المقدِس (المسيح) و المقدَسين (نحن كلنا) جميعهم من واحد (آدم) فلهذا السبب (تجسده من العذراء) لايستحى (الرب) أن يدعوهم إخوة (نحن) قائلاً أخبر بإسمك اخوتى و فى وسط الكنيسة أسبحك (عب2: 11و12) و هكذا يتضح لنا أن المسيح بتجسده و ولادته من العذراء قد أخذ جسد إنسانيتنا بل و بحسب ما سبق فقد صار لنا أخاً و لذلك فنحن فى العهد الجديد نسبحه و نباركه من أجل هذه العطية المعطاه لنا. و فى هذه العطية يوجد رجاء لكل إنسان متألم فى حزن أو ضيق أو إضطهاد أو ظلم أو ألم أو مرارة فقد تحمل الرب كل هذا بما لا يقاس، فمهما كان الإضطهاد أو الظلم او الحزن أو الالم أو الضيقة الواقعة على اى منا فهى لا تقاس بما احتمله الرب عنا، لقد عاش الرب و تالم مجرباً حتى نثق و نؤمن و نصدق انه يشعر بما نشعر و أنه جاز ما نجوز بما لا يقارن. لقد حمل الرب صليبه و ثقل عليه الصليب بل وقع تحت الصليب فى منتصف الطريق و لم يستطع أن يحمله فأتوا له بسمعان القيروانى ليحمله معه فلا تشك مهما ثقلت التجربة أنه لا يشعر بك أو يدرك ما تشعر به من ضعف أو ظلم أو ألم أو اضطهاد و هكذا صار الرب لنا أخاً و حبيباً جاز عنا الألم بل حتى فى آلامنا فإنه بإتحاده بنا يحمل هو عنا الألم و ان كنا نتألم قليلاً فألمنا الحقيقى يحمله هو عنا. لقد قال الرب ليوحنا يوم الصليب عن العذراء "هوذا أمك" و كان يوحنا يمثل كل منا فقد كان قصد المسيح له المجد ان العذراء هى أمنا التى رضع ثدييها كما تقول عروس النشيد ثم تكمل (فأجدك فى الخارج) ففى خروج النفس خارج الذات و قبولها للألم و الاضطهاد على مثال الربتستطيع أن تجد الرب فمن يجد الرب يجد الحياة الحقيقية أى الحياة الابدية فلا تعود الحياة الارضية تمثل للانسان أى قيمة بحلوها و مرها و بكل ما فيها من مقتنيات أو مال أو كرامة او ما فيها من ألم أو ظلم او اضطهاد فلا المال أو المقتنيات أو الكرامة تزيد مثل هذا الانسان الذى وجد الرب فوجد الحياة الحقيقية و لا الآلام أو الاضطهادات أو الظلم تنقصه شيئا كما قال الرسول بولس (فيما بعد لا يجلب أحد عليا أتعاباً لأنى حامل فى جسدى سمات الرب يسوع) غل6:17 و هنا فقط يستطيع الانسان أن يبادل الرب حباً بحب فيقول له " أقبلك و لا يخزوننى". فعندما سقط الانسان أولا كان الكاروبيم الذى منع الانسان من دخول الجنة لئلا يأكل من شجرة الحياة التى هى المسيح فيحيا للأبد فى سقوطه و معرفته للشر فكانت هذه الحراسة إلى الزمن المعين للفداء الذى بعده صار لنا نعمة الأكل من شجرة الحياة بالافخارستيا و الاتحاد بالمخلص كما لا يستطيع الشيطان أن يخزينا بسبب خطايانا و جهالاتنا و ضعفنا التى حملها المسيح على صليبه و هكذا فعندما نخرج خارج ذواتنا نستطيع أن نبادل حب المسيح بقبلاته لنا كما فى نش 1:2 التى يسكبها فينا بالروح القدس و نحبه فى خدمة إخوته الذين هم كل من حولنا و هكذا نبادل حبه لنا على الصليب بحبنا له بخدمة أولاده و الإشتراك فى آلامه و ظلمه بما نمر به نحن من ألم أو ظلم أو إضطهاد. فالمسيح ينتظر عندما يحل فى قلوبنا التى هى جنته أن يقطف طيبه مع مره " قد دخلت جنتى (قلب الانسان) يا أختى العروس قطفتُ مرى مع طيبى" نش 1:5 فالطيب هو ثمر الروح القدس الذى يظهر فى خدمتنا و محبتنا للآخرين الذين هم إخوة الرب و المرالذى هو نصيبنا من الألم و الظلم و الإضطهاد الذى نكمل به ما ينقص عن آلام المسيح فى أجسادنا (كو 24:1 |
|