|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
ملخص لما حدث في أسبوع اّلام المخلص باسم الثالوث الأقدس السبت السابع من الصوم المقدس سبت لعازر في هذا اليوم حضر يسوع الي بيت عنيا بعد أن مكث يومين في الموضع حيث كان بعد أن سمع بمرض لعازر ، فلقد تأني يسوع وأمسك عن أن يذهب الي اليهودية (بيت عنيا) حيث كان لعازر قد مات . ...ولم يكن يقصد من هذا الا أن يتمجد اسم الرب بهذا الانسان اذ أقامه السيد بعد أن أنتن في القبر حيث مكث أربعة أيام هناك ..."فلما أتي يسوع وجد أنه قد صار له أربعة أيام في القبر" (يو 11: 17) وفي هذه الحادثة نقف أمام القبر مع من وقف ليشاهد .."بكي يسوع" (يو 11: 35) . لقد بكي مشاركا لنا في اّلامنا ..بكي حزنا علي حالة الانسان التي يصل اليها عندما تسيطر الخطية علي حياته لم يبك علي الجسد المسجي أو تأثرا بحالته النتنة ولكنه بكي علي الموت الذي صار في الروح حيث أقتنصها عدو الخير وقادها الي الهاوية .. لقد بكي يسوع لأنه أحب لعازر الذي هو أنا وأنت . هناك..قبل أن يأتي يسوع الي بيت عنيا قال توما "لنذهب نحن أيضا لكي نموت معه" (يو 11: 16) لقد حسب هذا التلميذ أن السيد سوف يرجم من اليهود ولأن الرب لم يستمع الي كلامهم بالامتناع عن الذهاب الي اليهودية (بيت عنيا) وظنا منه بذلك دعا اخوته التلاميذ للمشاركة مع الرب في هذا المصير ..لقد كان توما يسخر من الموقف..ها هو الرب يتمسك بالذهاب الي بيت عنيا رغم علمه بأنه سيلقي حتفه هناك ..لكن لو علم هذا التلميذ أن رب المجد سيقيم هذا الميت النتن لدعا الجميع للذهاب لتمجيد الرب هناك!! في هذا اليوم يدعونا الرب للقيام من نتانة غفلتنا بالخطايا والاّثام ، فهل نستجيب؟! |
09 - 04 - 2013, 09:11 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: ملخص لما حدث في أسبوع اّلام المخلص
أحد الشعانين حضر السيد المسيح العشاء الذي أعد له يوم السبت الواقع في 9 نيسان سنة 5534 للخليقة ، في القرية المعروفة ببيت عنيا ، ومعناه "بيت البؤس أو النحس" ، في بيت سمعان الأبرص حيث كان لعازر الميت الذي أقامه يسوع من الأموات، وحيث دهنت مريم قدمي يسوع بالطيب الخالص الكثير الثمن ومسحتهما بشعر رأسها كما يقول انجيل يوحنا ( يو12 : 1) "ثم قبل الفصح بستة أيام أتي يسوع الي بيت عنيا حيث كان لعازر .. الخ" أي السبت . ثم يكمل معلمنا يوحنا الانجيلي أنه قام في الغد قاصدا الدخول الي أورشليم علانية (يو12: 12) فيكون الغد هو الأحد الموافق 10 نيسان وهو اليوم الذي كان فيه كل جماعة من بني اسرائيل يأخذون خروف الفصح من القطيع فيحفظونه الي اليوم الرابع عشر من هذا الشهر ، ثم يذبحونه في العشية (خر 12: 1-36 ) . وكما كانت خراف الفصح تفرز وتجعل تحت الحفظ بضعة أيام في المدينة المقدسة ، هكذا بقي حمل الله الذي يرفع خطية العالم بين جدران أورشليم مترددا بين الهيكل وبيت عنيا. ولما قرب الوقت المعين لاتمام الفداء دخل أورشليم باحتفال عظيم ، كما تنبأ زكريا قائلا: "ابتهجي جدا يا ابنة صهيون ،اهتفي يا بنت أورشليم، هوذا ملكك يأتي اليك ،هو عادل ومنصور وراكب علي حمار وجحش ابن اّتان" (زك9:9). وتحتفل كنيستنا القبطية في هذا اليوم بعيد دخول السيد المسيح أورشليم بموكبه الملوكي الذي سبق وتنبأعنه أنبياء العهد القديم. هذا الحدث العظيم تبعته عدة أحداث حرصت كنيستنا الواعية أن تذكرها في قراءاتها لأجل نفع المؤمنين كبدايو لأسبوع الألام ، فكانت أحداث اليوم أساسا لدروس نمضي معها رحلة اّلام الرب بوعي وحكمة ولا نخرج فارغين. |
|||
09 - 04 - 2013, 09:12 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: ملخص لما حدث في أسبوع اّلام المخلص
ميرسى كتير على الموضوع ربنا يبارك خدمتك |
||||
09 - 04 - 2013, 09:12 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: ملخص لما حدث في أسبوع اّلام المخلص
ميرسى كتير على الموضوع ربنا يبارك خدمتك |
||||
13 - 04 - 2013, 09:42 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: ملخص لما حدث في أسبوع اّلام المخلص
|
|||
09 - 04 - 2013, 09:15 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: ملخص لما حدث في أسبوع اّلام المخلص
الاثنين من البصخة المقدسة خرج يسوع من بيت عنيا الواقعة علي سفح جبل الزيتون الشرقي التي اشتهرت بأنها وطن لعازر واختيه مريم ومرثا، وهي علي بعد خمسة عشر غلوة أي نحو ثلاثة أرباع الساعة من أورشليم قاصدا الهيكل ، لأنه كما قلنا من قبل كان يصرف في هذا الأسبوع نهاره في الهيكل ، وفي المساء كان يرجع الي بيت عنيا ليبيت هناك حسب قول لوقا "وكان في النهار يعلم في الهيكل وفي الليل يخرج ويبيت في الجبل الذي يدعي جبل الزيتون، وكان كل الشعب يبكرون في الهيكل ويسمعوه" ( لو 21: 37 -38 ) . فبينما هو مار من بيت عنيا الي الهيكل في صباح الاثنين لعن شجرة التين الغير مثمرة كما ورد في انجيلي متي ومرقس (مت 21 :18-19 ) ،(مر11 : 12-19) . والسبب الذي لأجله لعن السيد المسيح تلك الشجرة هو أنها كانت مورقة ، والعادة أن يظهر الثمر مع الورق وينضج أحيانا بعض الثمر قبل غيره بأيام ليست بقليلة ، وهو المعروفعند بعض العامة بالديفور. وجاء في مرقس أنه لم يكن وقت نضج التين ،واذ لم يكن وقت التين كان يقتضي ألا يكون فيها ورق فوجود الورق قبل أوانه فيها كان دليل علي وجود الثمر المبكر (الفج) غير أنها كانت خالية من أي ثمر !. فتلك الشجرة الكثيرة الورق الخالية من الثمر المبكر والمتأخر كانت تمثل حالة الأمة اليهودية التي ادعت الانفراد بالقداسة دون جميع الأمم، اذ كانت تمتلك الشريعة والهيكل والرسوم والناموس والشعائر الدينية من الأصوام والأعياد والشعائر الصباحية والمسائية ومع ذلك فهي خلت من الايمان والمحبة والقداسة.. أي الثمر!. فالسيد المسيح لعن التينة ليس لأنها بلا ثمر بل لكثرة أوراقها كأنها ادعت الاثمار كذبا!. هكذا يعامل الله الانسان الغير مثمر ويبكته بما جاء في رسالة يهوذا قائلا:"غيوم بلا ماء تحملها الرياح، أشجار خريفية بلا ثمر مضاعفا مقتلعة ، أمواج بحر هائجة مزبدة بخزيهم، نجوم تائهة محفوظ لها قتام الظلام الي الأبد" (يه 1: 12-13) ، ولما دخل يسوع الهيكل ابتدأ يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام ولم يدع أحدا يجتاز الهيكل بمتاع (مر 11: 15-16) . وقد ظهر للسيد المسيح له المجد أن صراخ الباعة والمشترون وأصوات البهائم ورعاتهم في الهيكل تليق بمغارة لصوص يقسمون فيها المسروقات بخصام لا ببيت أبيه ومقدسه الموقر ، فكأنه يقول لهم :دنستم بيتي بتجارتكم المحرمة ، وذلك لأنكم سلبتم الله حقه بجعلكم المعبد الالهي سوقا للكسب البشري ، وأضعتم علي العباد الفرصة التي اغتنموها ليرفعوا قلوبهم الي الله بالصلاة في مقدسه المعين لها وسلبتم الغرباء أموالهم وتغاليتم في بيع مواد التقدمة وصرف النقود. |
|||
09 - 04 - 2013, 09:17 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: ملخص لما حدث في أسبوع اّلام المخلص
الثلاثاء من البصخة المقدسة للسيد الرب في هذا اليوم حديث طويل كشف خلاله عن أسرار وأمور كثيرا ماتاق التلاميذ الي أن يعرفوها ، وكثيرا ماكانوا يسألون عنها . والذي يتتبع الأحداث من خلال البشائر الأربعة يجد رب المجد يسوع قد بدأ هذا الصباح بالمرور علي شجرة التينة (التي لعنها السيد أمس) وكانت قد يبست من الأصول . فتذكر بطرس وقال له "يا سيدي أنظر التينة التي لعنتها قد يبست، فأجاب يسوع وقال لهم: ليكن لكم ايمان بالله "(مر11: 21-22 ) . وبقية النهار قضاه السيد المسيح مع التلاميذ يجاوبهم ويرد علي أسئلة الفريسيين والصدوقيين الذين أتوا ليصطادوه بكلمة بمكر ودهاء. فسألوه عن جواز اعطاء الجزية لقيصر (مت22: 15-22) والصدوقيين سألوه بمكر أيضا عن القيامة المنكرين لها(مت22: 23-33) والواضح أن معظم حديث الرب كان مركزا علي المجيء الثاني للرب ويوم الدينونة العظيم، وتحذيره لنا لنسهر بالاستعداد ويظر هذا واضحا من الأمثلة العديدة : مثل الكرامين الأشرار (مت21: 33-46) ،مثل عرس ابن الملك (مت22: 1-14) ثم مضي بعد ذلك الي بيت عنيا ليستريح فيه . وفي هذا المساء تشاور رؤساء اليهود علي قتله (مت26: 1-16) . |
|||
09 - 04 - 2013, 09:18 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: ملخص لما حدث في أسبوع اّلام المخلص
الأربعاء من البصخة المقدسة صرف مخلصنا له المجد هذا اليوم في بيت عنيا بعد أن ترك الهيكل مساء يوم الثلاثاء وفي نيته عدم العودة اليه البتة وذلك بعد أن قال لليهود "هوذا بيتكم يترك لكم خرابا لأني أقول لكم أنكم لاترونني من الاّن حتي تقولوا مبارك الاّتي باسم الرب.."(مت23: 38-39) ومن خلال مطالعتنا للبشائر الأربعة نستطيع أن نستخلص حوادث هذا اليوم : فانجيلا معلمنا متي(26: 6-13) ومعلمنا مرقس(14: 3-9) يذكران لنا حادثة سكب قارورة الطيب علي رأس مخلصنا ، وهي غير مريم أخت لعازر التي سكبت الطيب يوم السبت علي قدمي الرب ومسحتهما بشعر رأسها(يو12: 1-9) . أما الحادثة الثانية في هذا اليوم فتشترك الاناجيل الأربعة في ذكرها وهي خيانة يهوذا الاسخريوطي واتفاقه مع رؤساء الكهنة وقواد الجند علي الثمن ليسلمهم المخلص (مت26: 14) ،(مر14: 10-11)،(لو22: 3-6) ،(يو13: 2). |
|||
09 - 04 - 2013, 09:20 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: ملخص لما حدث في أسبوع اّلام المخلص
خميس العهد ولما جاء اليوم الأول من الفطير الذي كان ينبغي أن يذبح فيه الفصح (لو22: 7) أمر يسوع اثنين من تلاميذه أن يذهبا ويعدا الفصح ليأكل معهم جميعا كما هو واضح في (مت26: 17)،(مر14: 12)،(لو22: 8). وبعد الظهر توجه الي المكان الذي أعد التلاميذ فيه الفصح في بيت معلمنا مرقس الرسول كما يخبرنا التقليد وكما يظهر في انجيله(مر14: 13) واليوم المشار اليه هنا هو اليوم الرابع عشر من نيسان الذي كان اليهود يكفون فيه عن الشغل عند الظهر ويخرجون كل مختمر من البيوت (خر12: 15-17) ثم بين العشائين أو بين العصر والغروب (لا 33: 5) يذبحون خروف الفصح وكانت الاستعدادات لذلك تصنع في اليوم الرابع عشر ولهذا السبب كان يدعي اليوم الاول (اليوم الاول من الفطير) . وبعد ظهر الخميس رجع مخلصنا مرة اخري الي أورشليم لا الي الهيكل، ومعه تلاميذه ليأكل الفصح هذا هو العيد العظيم عند اليهود الذي أمروا بعمله في الاصحاح الثاني عشر من سفر الخروج. و(البصخة) لفظة عبرانية معناها العبور ويعني بها عبور الملاك المهلك عن بني اسرائيل حين قتل أبكار المصريين وكانت مدة العيد سبعة أيام تبتدىء من اليوم الخامس عشر من نيسان وتنتهي في الواحد والعشرين منه (لا 23: 6) وكان محتما علي اليهود بمقتضي الناموس أن لايأكلوا في هذه المدة سوي الفطير (خر 12: 15) ولذلك سمي بعيد الفطير ويقتضي في ممارسة الفصح خمسة أمور : الأول: ذبح الخروف الثاني: رش الدم علي قائمتي الباب وعتبته الثالث: شي الخروف صحيحا من دون أن يكسر منه عظم الرابع: أكله مع الفطير والأعشاب المرة الخامس: عدم ابقاء شيء منه الي الصباح وقد أناب السيد المسيح عنه تلاميذه بطرس ويوحنا وأعد الخبز والخمر والأعشاب المرة وكل ماهو ضروري لاعداد الفصح ولذا سألوه عنه فأرسل بطرس ويوحنا وأعطاهما علامة يميزان بها صاحب ذلك البيت وهو انسان حامل جرة ماء. وكان لمخلصنا حكمة في اخفاء معرفة المكان عن تلاميذه الي تلك الساعة حتي لا يتمكن يهوذا من أن يعلم جماعة اليهود فيقبضوا عليه ويحفظوه عندهم الي مابعد العيد فأطلع بطرس ويوحنا فقط علي ذلك ولما أعدوا كل شيء وجاءوا به ذهب هو وتلاميذه الذين لم يكونوا يعرفوا المكان حتي دخلوه فأكلوا الفصح هناك ، وفي هذا الوقت حدثت مشاجرة بين التلاميذ فيمن يظن أن يكون الاول والأعظم فنبههم يسوع الي تلك الأفكار الباطلة قائلا: "الكبير فيكم فليكن كالأصغر والمتقدم كالخادم(لو 22: 24-26) وفي الحال قام بعملية غسل الأرجل للتلاميذ واحدا فواحدا. وبعد ذلك أنبأهم بخيانة يهوذا قائلا واحد منك يسلمني (يو13: 21) يقصد يهوذا اذ أخذ اللقمة بغير استحقاق دخله الشيطان وقام في الحال ومضي لليهود يسلم لهم سيده مقابل ثلاثين من الفضة وهذه كانت قيمة العبد(خر21: 32). وفي هذا اليوم رسم لنا الرب يسوع العشاء الرباني الخبز النازل من السماء الواهب الحياة للعالم كله أي جسده المقدس ودمه الكريم حيث أبطل أمام التلاميذ الرمز وأشار الي المرموز اليه بل وقد سلمه لهم عوضا عنه عهدا جديدا غير العهد الأول كما يوضح ذلك الانجيلي قائلا: "وفيما هم يأكلون الفصح أخذ يسوع خبزا وبارك فكسر وأعطاهم قائلا خذوا كلوا هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم أصنعوا هذا لذكري، وكذلك الكأس أيضا بعد العشاء قائلا هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم " فالأكل الأول واكأس الأول هي عشاء الفصح أما الخبز الثاني والكأس الثانية فهما العهد الجديد. وفي هذا اليوم أنبأ السيد المسيح بطرس بأنه سينكره ثلاث مرات وأكد له ذلك، ثم قام وذهب الي عبر وادي قدرون حيث دخل هو وتلاميذه وهناك صلي بجهاد عظيم حتي كان عرقه يتصبب كقطرات دم علي الأرض وقد ظهر له ملاك من السماء يقويه قائلا له" لك القوة، لك المجد، لك البركة، لك العزة، يا عمانوئيل الهنا وملكنا " وهي الترنيمة الكنسية الوحيدة هذا الأسبوع . |
|||
09 - 04 - 2013, 09:21 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: ملخص لما حدث في أسبوع اّلام المخلص
الجمعة العظيمة(الحزينة) عندما ذهب السيد المسيح الي بستان جثسيماني (يو18: 1) كان يعلم أن يهوذا يعرف هذا المكان ولم يرد أن يختفي بل كان مستعدا أن يقدم ذاته كفارة عن خطايا العالم حتي أنه لم ينتظر الجند ليسألوه من هو بل سبقهم وخرج لاستقبالهم وسألهم: من تطلبون؟ وكان ذلك في نصف الليل من ليلة الجمعة الموافق 15 نيسان. ولما قبض الجند علي المخلص له المجد ورأي التلاميذ أن المعلم قد أوثق وأخذ تركوه وهربوا، غير أن اثنين منهم سكن روعهم وهما يوحنا الذي صمد الي النهاية ووقف عند الصليب وبطرس الذي لم يكمل طريقه ورأيناه ينكر سيده، هذان التلميذان تتبعا الجمع الي دار رئيس الكهنة حنّان الذي كان حمي قيافا. وكان من عادة أعضاء المجلس أن يجتمعوا في احدي ديار الهيكل ولكن كان يجوز لهم الاجتماع في دار رئيس الكهنة ، ولعل غاية اجتماعهم هذا اخفاء مشورتهم عن الشعب لأن ديار الهيكل في ذلك الوقت كانت مزدحمة بالناس لمناسبة أيام الفصح. ولما أمسك اليهود السيد المسيح له المجد قدموه أولا الي حنّان استجلابا لمصادقته لما كان له من سطوة قوية وجاه عظيم وأما هذا فأرسله موثقا الي قيافا ، وهكذا اجتمع أعضاء مجمع السبعين وعقدوا جلسة استعدادية غير رسمية، وبقي سيدنا له المجد أمام قيافا وباقي أعضاء المجمع الي قرب الفجر أو وقت صياح الديك ، وفي أثناء ذلك أنكره تلميذه بطرس ثلاث مرات. ولما كان النهار اجتمع المجمع الكبير في صباح يوم الجمعة في الهيكل وأثبت حكم الجلسة السابقة غير الرسمية التي عقدت في الليل في دار رئيس الكهنة. والحكم علي الرب يسوع بالموت في هذه الجلسة باطل ولا يعتبر الا مجرد تصريح برأي الأعضاء لأنه كان مخالفا لشريعة اليهود أن يجري فحص جناية في الليل، ويظهر من ذلك أن غضب رؤساء الكهنة كان شديدا علي الرب يسوع له المجد فاجتمعوا في الليل لكي يفتروا عليه بتهم ملفقة ، فسأله رئيس الكهنة :أأنت هو المسيح ابن الله؟ فلما أجاب يسوع علي هذا السؤال تظاهر قيافا (الذي كان رئيسا للكهنة بعد عزل حنّان) بالاشمئزاز من جوابه وحسبه تجديفا وقال أنه غير محتاج الي شهود بعد، فحكموا عليه بالاجماع بالموت ، غير أنه لم يكن لهم ولا لرؤسائهم قوة تنفيذ هذا الحكم ، ومزق رئيس الكهنة ثيابه وهذه هي العلامة المألوفة للحزن عند اليهود وقصد بها رئيس الكهنة أن يظهر اشمئزازه من فظاعة التجديف في وجوده وأن الرب يسوع قد زاد اثمه بتمزيق رئيس الكهنة ثيابه لأنه علي موجب شريعة موسي كان لايجوز لرئيس الكهنة أن يمزق ثيابه (لا21: 10) ومن ذلك الحين قد نزع من الأمة اليهودية نعمة الكهنوت . وأخذوا الرب يسوع الي الحاكم الروماني بيلاطس لكي يأمر بصلبه ، ولا يخفي أن المجمع الكبير كان له وحده الحق الشرعي في الحكم علي الدعاوي الجنائية التي تستوجب القصاص ولكن الحكومة الرومانية كانت قد نزعت منه ذلك السلطان ، قبل هذا الوقت بعدة سنين، فأوثقوا المخلص وأتوا به الي بيلاطس كما ينص جميع البشيريين، وكان المقصود من ذهابهم اليه هو التصديق علي حكمهم ، حينئذ لما رأي يهوذا أن الرب يسوع قد دين ندم ورد الثلاثين من الفضة( مت27: 3). ولما أرسل المخلص له المجد في المرة الأولي الي الوالي الروماني صحبه كل الجمع الكبير(لو23: 1). ولابد أنهم كانوا يقصدون من تجمهرهم هذا والذهاب به في الصباح في موكب حافل من أدنياء وكبراء، أن يخدعوا بيلاطس ويقنعوه بأنه ارتكب جناية من أفظع وأشنع الجنايات التي لم يسمع بمثلها، ولما أخبر بيلاطس أن أعضاء المجلس الكبير أتوا اليه بمذنب، وأنهم لا يقدرون أن يدخلوا الي الوالي في دار الولاية تبعا للقانون الذي يحرم عليهم دخول بيوت فيها خمير لئلا يتنجسوا قبل أكل الفصح، فدفعوا بالرب يسوع الي بيلاطس أما هم فلبثوا أمام الباب في الطريق حينئذ خرج بيلاطس نفسه لملاقاتهم، ولاريب أنهم كانوا يطمعون في اثبات حكمهم حالا بدون ذكر الأسباب التي دانه عليها المجمع الكبير، غير أنه قد خاب أملهم عند سؤال بيلاطس لهم :أية شكاية تقدمون علي هذا الانسان؟! فاضطروا الي أن يقرروا الذنب الموهوم، فأسفرت النتيجة الي اعلان بيلاطس أنه لم يجد علة في هذا الانسان تستوجب الموت. واذا كان بيلاطس حائرا ماذا يفعل من ليتخلص من ادانة السيد المسيح له المجد خطر في باله أنه يمكن أن يخلي نفسه من هذه المسئولية بارساله الي هيرودس أنتيباس رئيس الربع في الجليل(لو23: 7) وهذا كان ثاني أبناء هيرودس الكبير وكان مثل أبيه راغبا في المجد والعظمة ورغد العيش وهو الذي سماه ربنا له المجد بالثعلب (لو13: 32) فقبل هيرودس مخلصنا بكل فرح لأنه كان مشتاقا من زمن طويل أن يراه، واذ اشتهي أن يعلم عنه شيئا أخذ يسأله كثيرا لكن السيد المسيح لم يخبره بشيء مما سأله(لو23: 8، 9) وترجاه أن يصنع أمامه اّية فلم يصنع حسب ما اقتضت حكمته الالهية فهزأ به مع جنوده، أما يسوع فبقي ساكتا أيضا ولم يجبه بشيء . وقد اعتبر هيرودس ارسال بيلاطس بالرب يسوع اليه ما هوالا علامة حب واعتبار له، وكان ذلك وسيلة لارجاع الصداقة بينهما، والتي كانت قد انحلت عراها بسبب ذبح بيلاطس الجليليين المذكورين في (لو13)، ثم رد الرب يسوع له المجد من عند هيرودس الي بيلاطس ثانية وكان بيلاطس مازال مصمما علي اطلاقه، فجلس في هذه المرة علي كرسي القضاء رسميا وأعلن أنه قد فحص الامر فحصا دقيقا، فلم يجد في الرب يسوع علة واحدة تستوجب الموت ، وقد أقر هيرودس أيضا بهذا، ولذلك قال أنه سيؤدبه ويطلقه، اّملا بذلك أنيرضي اليهود خاصة الكهنة فلم يرض أحدا منهم بل ارتفع صراخ الجمع:أصلب لنا هذا واطلق باراباس ومعناه (ابن عباس) وهو رجل اشتهر بسفك الدماء وارتكاب المعاصي، وكان ملقي في السجن بسبب الفتن والقلاقل التي كان يحدثها ، ومما يستحق الالتفات اليه أن باراباس كان مجرما بذات الجرم الذي ادعي رؤساء الكهنة كذبا به علي المخلص وهو الفتنة، وبهذا لا يمكن تقديم أكبر برهان علي انحطاط وخبث تلك الأمة أوضح من بذلهم كل مافي استطاعتهم ليطلبوا من الحاكم الروماني اطلاق سراح باراباس الأثيم وادانة المخلص البار . حينئذ لما رأي بيلاطس أنه لا فائدة من ذلك بل بالحري يحدث شغبا أخذ ماء وغسل يديه أمام الجمع قائلا: اني بريء من دم هذا البار أبصروا أنتم (مت27: 24) ولم يكن هذا القول مبررا لبيلاطس لأنه وان كان قد غسل يديه بالماء لكنه لم يغسل قلبه من الذنب ، لأنه سلم للموت من كان قد حكم ببراءته بمجرد صراخ الشعب بما هو مخالف لاعتقاده ولما لم يقدر أن يقنع الكهنة والرؤساء . أسلم المخلص له المجد ليجلد أولا ثم ليصلب . وأخذوا يسوع حاملا صليبه ومن شدة الألم لم يستطع أن يكمل الطريق فسخروا شخصا وهو سمعان القيرواني ووصلوا الي الجلجثة وهو الموضع الذي فيه كان معد لصلب المخلص ودقت المسامير في لحمه واحدا في يده اليمني وواحدا في اليسري وواحدا في أرجله الاثنتين وارتف الصليب حاملا المخلص وعلي رأسه اكليل من الشوك وفوق رأسه مكتوب هذا هو ملك اليهود ورحم الرب اللص اليمين الذي طلب أن يذكره في ملكوته وأيضا علي الصليب سقيى المخلص خلا وطعن في جنبه الأيمن وأنزل ماءا ودما وكان قد أوصي يوحنا الحبيب أن يتخذ العذراء مريم أما له وأستودع المخلص روحه في يد أبيه وأسلم الروح وهكذا قد خلص الابن البشرية كلها من حكم الموت وعتقهم من الجحيم وردهم مرة أخري الي حياتهم الأولي . |
|||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أليس المخلص هو الذي يريد من الغنوسي (المؤمن صاحب المعرفة) |
ندخل بضيق و اّلام ... و نخرج برجاء و سلام❤️ |
اطلال تيكال |
اطلال سفن |
اطلال |