|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المحبة وما مقدارها ... قال السيد المسيح بفمه الطاهر معلمنا إيانا ( وإن أحببتم الذين يحبونكم فأي فضل لكم ...؟ فأن الخطاة أيضاً يفعلون هكذا .. ) " لو6: 32-33 " ومن جمال الكنيسة في صلاة باكر بالأجبية جعلت رسالة المحبة في مقدمة الصلاة لكي نبدأ بها نهارنا " أسألكم أنا الأسير فى الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التى دعيتم إليها بكل تواضع القلب والوداعة وبطول آناه ، محتملين بعضكم بعضاً فى المحبة ، مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل لكى تكونوا جسداً واحداً وروحاً واحداً ، كما دعيتم إلى رجاء دعوتكم الواحد ، رب واحد ، إيمان واحد ، معمودية واحدة " ( أف4: 1-5 ) . فصوت المحبة مع بداية اليوم يصرخ فى آذان كل واحد " محتملين بعضكم بعضاً فى المحبة " فهى مقدارها عظيم جداً ، وكما يقولون فى الأمثال الشعبية ( بصلة المحب خروف ) وهكذا قيل فى سفر الأمثال " أكلة من البقول حيث تكون المحبة خير من ثور معلوف ومعه بغضة " ( أم15: 17 ) ، فالمحبة فعل وليس كلام وهى من أحلى وأشهى المعانى التى عرفتها البشرية ، رنينها جميل لسمع الأذن ، وصوتها لسامعيها يثلج القلوب التى تطلب السلام وتريد أن تنجى نفسها من أى تعب أو أى مرض ، المحبة التى لا غنى عنها لكل نفس فمن كان متعب القلب أو مر النفس وتغنى بقيثارة المحبة تعود إليه بهجة القلب ويحفظ نفسه من أخطار كثيرة ، وهكذا يطالبنا الكتاب بالمحبة ... " وأسلكوا فى المحبة كما أحبنا المسيح أيضاً " ( أف5: 2 ) . ويقول القديس يعقوب الرسول " من أين الحروب والخصومات بينكم أليست من هنا من لذاتكم المحاربة فى أعضائكم ، تشتهون ولستم تمتلكون ، تقتلون وتحسدون ولستم تقدرون أن تنالوا ، تخاصمون وتحاربون ولستم تمتلكون لأنكم لا تطلبون ، تطلبون ولستم تأخذون لأنككم تطلبون ردياً لكى تنفقوا فى لذاتكم " ( يع4: 1-3 ) . ومع صفحات هذا الكتيب الصغير سنعيش مع كلمات المحبة التى فاها بها الرسول بولس فى الإصحاح الثالث عشر مع رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس . وسنجد رد الفعل لها من خلال قصص حقيقية جمعناها من بستان القديسين المملوئين بالروح القدس وبروح المحبة . فهو فى بداية الرسالة يقول "إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليست لى محبة فقد صرت نحاساً يطن أو صنجاً يرن " . ولكنه عندما بدأ الكلام عن المحبة قال " وأما غاية الوصية فهى من قلب طاهر وضمير صالح وإيمان بلا رياء " من القلب الطاهر الذى هو بمثابة مذبح لله يقدم عليه صعائد الحب والشكر ، من الضمير الصالح الذى يعيش فى داخل قلوبنا بروح المحبة بدون خداع ولا غش لأنه من كان ضميره شريراً كيف يعرف طريق الحب الحقيقى ؟ ومن إيمان بلا رياء ، هذا الإيمان الذى يمتدح ، الإيمان العامل بالمحبة ، لأنه لا يمكن بسهولة أن يقتنى الإيمان بدون محبة ، وهذا ما تفعله الشياطين ولكن ليس بالإستطاعة أن تقتنى المحبة دون الإيمان بالله . الله المحبة . ولا ننسى أن أعظم الفضائل وتاجها فضيلة المحبة التى هى غاية الوصية وتكميل الناموس والدرة الغالية والكنز الثمين بين كل الفضائل . المحبة هى تلك الملحمة الجميلة التى نظمها الروح القدس على لسان العطر بولس الرسول وجسّد منها عملاً وإختباراً ، المحبة التى لا تسقط أبداً ... ولنعود ونبدأ من بداية الإصحاح والرسالة " إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لى محبة فقد صرت نحاساً يطن أو صنجاً يرن وإن كانت لى نبوة وأعلم جميع الأسرار وكل علم ، وإن كان لى كل الإيمان حتى أنقل الجبال ولكن ليس لى محبة فلست شيئاً ، وإن أطعمت كل أموالى وإن سلمت جسدى حتى إحترق ولكن ليس لى محبة فلا أنتفع شيئاً . + المحبة تتأنى وترفق . + المحبة لا تحسد . + المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبح . + ولا تطلب ما لنفسها ، ولا تحتد . + ولا تظن السوء . + ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق . + تحتمل كل شئ . + تصدق كل شئ ، وترجوا كل شئ . + تصبر على كل شئ . + المحبة لا تسقط أبداً . ( 1كو13: 1-8 ) |
|