|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نورٌ مشرق من مغارة بيت
وسط ظلام وبرد وسكون ليل هذا العالم يظهر نورٌ مشرق من مغارة بيت لحم يدفئ هذا البرد وينير الظلام ويمحي سكون الليل بأصوات وتسابيح الملائكة بتجسد الكلمة "والكلمة صار جسداً وحل بيننا" (يو14:1). يتساءل البعض لماذا نعيّد هذا العيد وببهجة كبيرة؟ نحن نحتفل بهذا العيد لأن فيه تجسد الله الكلمة وانحدر الأقنوم الثاني من الثالوث القدوس إلى العالم، وفيه صار الله إنساناً حتى يصير الإنسان إلهاً بالنعمة، نحتفل هكذا لأن الله أتى من السموات إلى الأرض كي يصعد الإنسان من الأرض نحو السماء، وفيه صار الله بيننا كي يخلص الجنس البشري وبه أُعيد بناء جسر التواصل مع الله وبواسطته صار الإنسان في مكانته الصحيحة في المجد المعد له، وبهذا العيد ظهر للإنسان إرادة الله، فنحتفل لأن المسيح تواضع جداً كي يرفعنا، وولد في الزمن كي نتخطى نحن هذا الزمن، أخذ الطبيعة البشرية كي يؤلهها لهذا نعيّد ونحتفل، كل هذه وأكثر تدفعنا كي نُعيّد عيد الميلاد ببهجة أكبر. لكن "الآن دينونة هذا العالم" (يو31:12)، ودينونته هي أن النور أتى إلى العالم، لكن البشر أحبو الظلام أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة. وهذا هي الدينونة الأساسية والرهيبة التي تحدث عنها المسيح أن نوره أصاب ظلام العالم أجمع، وعالمنا اليوم يشير بكل ما فيه من ظلام وحقد وشرّ أننا نسير نحو الظلام لأن الإنسانية تُصّر أن ترفض ذاك النور الحقيقي الذي ينير كل انسان آتٍ إلى العالم. جاءت دينونة هذا العالم بعد أن أنهى السيد المسيح عمله الخلاصي على الأرض وهو كان واضحاً بأن الذي يؤمن به لن يدان لأنه آمن، أما الذي لم يؤمن به سيدان لأنه لم يؤمن بشخص الإله المتجسد. بالتالي الدينونة انتقل قرارها للإنسان فيما إذا كان سيؤمن بشخص المسيح أم لا، بالنهاية المسيح هو دينونة هذا العالم ولكن بالوقت ذاته هو الحياة. بالمقابل تصبح الكنيسة، جسد المسيح، دينونة العالم، بدون أن تكون من هذا العالم لكن موجودة فيه تدينه والتاريخ معاً، الكنيسة هي أرض الأحياء حيث لا يحكم الموت فيه فهي الصوت الآخر، بل الحقيقية الأخرى التي تعيش في هذا العالم كي تخلّصه، يقول الكثير أن الكنيسة ستدان أيضاً أي أن الكنيسة التي تدين العالم سيدينها العالم. السيد المسيح الذي هو رأس الكنيسة هو الأمس واليوم وإلى دهر الداهرين هو طريق الحياة والحقيقة هو نور العالم الحقيقي. لذلك من الضروري اليوم ونور العالم يشرق من بيت لحم أن نسأل ذواتنا بأننا كأعضاء في جسد الكنيسة هل نحن من سكان السماء أم أصبحنا سكان هذا العالم بسبب تمسكنا بالعالميات والأرضيات فأضحت قلوبنا بلا رجاء في الخلاص. الذي يريد أن يصون انجيل المسيح يجب أن يحيى بزهد وليس بجشع أن يعيش روحياً لا عالمياً. أحبائي المؤمنين بصوت الملائكة وبكلام الرعاة الصادر من قلب نقي وطاهر أتوا لرؤية ومقابلة الإله المولود المتجسد، فلنتبعهم بتواضع كما كانوا ولنتب أمام المغارة ولنسجد ولنمجّد المخلص المتجسد، لكن هذا لن يتم إذا لم نتقدم نحوها روحياً متخلّين عن كبريائنا وخطايانا وأهوائنا ولنضع حياتنا كلها بجانب المسيح أي مع السلام والفرح وحياة ابدية. ميلاد مجيد وكل عام وأنتم بخير |
03 - 04 - 2013, 03:30 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: نورٌ مشرق من مغارة بيت
ميلاد مجيد كل عام وانت بخير
شكراااااااااااا |
|||
03 - 04 - 2013, 02:33 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: نورٌ مشرق من مغارة بيت
شكرا على المرور |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هو نورٌ فى قلبى يُقيم |
نورٌ لِسَبيلي |
+ مغارة مظلمة استقبلت السيد مغارة باردة |
نورٌ قد زُرِعَ |
قلبي مغارة.. مغارة لصوص لص يسرق عمري، |