|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أُم سيسرا مِنَ الْكُّوَةِ أَشْرَفَتْ وَوَلْوَلَتْ أُمُّ سِيسَرَا ... لِمَاذَا أَبْطَأَتْ مَرْكَبَاتُهُ عَنِ الْمَجِيءِ؟ لِمَاذَا تَأَخَّرَتْ خَطَوَاتُ مَرَاكِبِهِ؟ ( قض 5: 28 ) سيسرا حاكمٌ أعلى عسكري، داهيةٌ يجرُّ وابلاً من الجيش الكنعاني، عشرون سنةً ضايق شعب الرب، غير مُعتَبِر لمصيرٍ نهائي، لم يجد الظنُّ سبيلاً إلى قلبِهِ، أن دَبورة مع باراق مِن أصلٍ نفتاليِّ، ستنضمُّ إليهما ياعيل، وبوتدها الحديدي، تسحَق رأسَه «تُبارك على النساء ياعيل امرأة حابر القيني. على النساء في الخيام تُبارك» ( قض 5: 24 ). في مقالتنا هذه، أوَدُ أن نقف وقفة تعجُبية، لا أمام سيسرا هذا، فالبطل لن يعتازَ قبرًا، أو نَصبًا تذكاري، إذ قد تشدَّخَ وتخرَّقَ بكفٍّ نسائي، وإن احتاج إلى مثوى، فالقبورُ لن تشكوَ يومًا تضيقًا سكاني. ولكني في هذه القصة، أتعجبُ لا مِن سيسرا بل من أُمِهِ، وليس منها فقط بل من أحكم سيداتِها أيضًا، أو مِن أغباهُنَّ إذا شئت. انتظرت الأم ابنها المحارب، وقد ذهب لاجتياز أصعب بل وأخطر مواقف الحياةِ، أقصد معمعة الحرب الشديدة. فالأمُّ هي رمزُ العطاء والحنان، التي وإن نَسيت نفسَها، لا تنسى فلذة كبِدِها، ولكن هذه الشريرة، انتظرت لا ابنها، بل الغنيمة، وعندما ولولت لإبطائِهِ «فأجابتها أحكم سيداتها، بل هي ردَّت جوابًا لنفسها» ( قض 5: 29 ). فالحديث بعد ذلك هو نتاج تفكير مشترك بين أُم سيسرا، وأحكمُ سيداتها، وما هو؟ «أَ لم يجدوا ويقسموا الغنيمة!» (ع30). وما هي؟ (1) «فتاةً أو فتاتين لكل رجل! ». يا لها من امرأة حمقاء! فعِوضَ أن تتمنى لابنها أن يسعد بامرأةِ حضنِهِ، تمنَّت أن يرجع لا بفتاةٍ بل باثنتين، فيُكتَب البوار على بيتِهِ! أ ليست هذه شهوة الجسد؟ (2) «غنيمة ثياب مصبوغة مُطرَّزة!». يا لها من أُم حمقاء! «أ ليست الحياة أفضل من الطعام، والجسد أفضل من اللباس؟» ( مت 6: 25 )، لقد عادَ القتيل أشلاءً فاحتاج لا إلى ثيابٍ مطرَّزة، بل إلى أكفانٍ. أ ليست هذه شهوةُ العيون؟ (3) «ثياب مصبوغة مُطرَّزة الوجهين غنيمة لعُنقي!». يا للتفاهة! لماذا مطرَّزة الوجهين إن كانت للعُنُقِ؟ فوجهتها الداخلية ليست ظاهرة للناس. أ ليس هذا هو تعظم المعيشة؟ أخي، هذا هو رجاءُ الفاجِر، فلترتعِب من ضياعِ الحياة والهدف إن لم يكن المسيح هو الكلُّ لك. يا مسيحي بهجةُ الأرضِ سرابٌ سرابْ دونكَ العمرُ شقاءٌ وصِعابْ |
|