|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح يعظ ويقيم العجائب
نلاحظ في المقطع الإنجيلي اليوم كيف أن المسيح قريب من البشر وكيف هو بألوهته وبشريته يشعر بالبشرية فيعلّم ويصنع العجائب. تعليمه ليس إلا عجيبة والعجيبة ليست إلا تعليم، سبب حدوث الأعجوبة هو الإيمان أما التعليم فموضوعه الخطيئة، خطيئة المخلّع ستسبب له الشفاء أما خطيئة الكتبة ستبقيهم غير تائبين، وطبعاً هم لم يتواجدوا في البيت لهدف نبيل بل لحقوا بالسيد كي يمسكوه على ذلّة. الإيمان بيسوع المسيح كلنا نستطيع سماع كلام الله ورؤية عجائبه، وهما اللذان يحددان حضور ملكوت السموات على الأرض "جاء يسوع الى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله" (مر14:1)، الكلمة والإعجوبة دفعت الفريسين أن يسألوا: "لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف" (مر7:2)، والسؤال العام التالي: "وقالوا بعضهم لبعض من هو هذا" (مر41:4)، "من اين لهذا هذه وما هذه الحكمة التي أعطيت له حتى تجري على يديه قوات مثل هذه" (مر2:6)، الأسئلة هذه كانت تشكل عثرة لكل الفريسين لأنهم أرادوا أن يعرفوا "بأي سلطان تفعل هذا ومن اعطاك هذا السلطان" (مت23:21)، لكن سيدنا واضح "طوبى لمن لا يعثر فيّ" (مت6:11). إيمان المخلّع الإيمان هو عطية من الله "اعطى الناس عطايا" (أفسس8:4)، هو يسأل اذا كنا نؤمن بقدرته "أتؤمنان اني اقدر ان افعل هذا" (مت28:9)، هو رأى إيمان المخلّع ونفوس كل الحاضرين، الذين بقلوبهم وبقوة إيمانهم قاموا بما قاموا به فجاءت النتيجة بشفاء المخلّع. "يا بنيّ مغفورة لك خطاياك" ينتظر كل خاطئ أن يسمع هذا الكلام المعزي من المخلّص، ليس أي خاطئ بل الذين يخطئون بدون إرادتهم وينتصر عليهم الضعف البشري ليبقى الضعف مسيطر عليهم والذين يتوبون ويعترفون بخطاياهم، وهناك فئة أخرى من الخطأة أي الذين يخطئون ولا يشعرون بضعفهم الداخلي وذلك لعدم وجود الله في حياتهم أي يقولون بأن كل شيء مسموح به. يسوع المسيح المخلّص لديه القدرة أن يسامح الخطايا ويشفي الأمراض، الخطيئة هي بالحقيقة كلمة مقدّسة لأولئك الذين يخطئون ويتوبون، وكلمة غير سارة لأولئك الذين لا يريدون أن يعرفوا حالتهم الداخلية وأن لا يتوبوا، الخاطئ الصالح لا يتوب فقط بل يمجد الله. التائب يمجد الله على كل شيء، لأنه منذ لحظة خلق العالم حتى خلاص الإنسان هو عبارة عن عمل محبة من الله وقوة الأبن ونعمة الروح القدس، مجد الله يشعّ من وجه يسوع المسيح وبدوره يضيء للبشرية كي يروا مجده في وجه الابن "لان الله الذي قال ان يشرق نور من ظلمة هو الذي اشرق في قلوبنا لانارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح" (2كو6:4)، ومن يسوع المسيح يضيء للبشر كي ينتقلوا من مجد إلى مجد "نحن جميعا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغيّر الى تلك الصورة عينها من مجد الى مجد كما من الرب الروح" (2كو18:3)، كي يعترفوا ويمجدوا عظمة الله "ومجّدوا الله قائلين ما رأينا مثل هذا قط" (مر12:2). الخاطئ الذي يتوب يعرف أنه من سكان السماء "فان سيرتنا نحن هي في السموات التي منها ايضا ننتظر مخلّصا هو الرب يسوع المسيح" (فل20:3)، وهناك يمجدون الله، نعم يمجدون الله لأنهم يرون أعماله حيث يمجد الله الخاطئ التائب ويجعله قديس، أما الإنسان الخاطئ فيمجد الله لأن الله مجده، وبالمقابل يمجد الله الإنسان التائب جاعلاً منه انسان الملكوت. يشفي يسوع المسيح المرضى لأن الحياة البشرية بالنسبة له ذات قيمة كبيرة "أليست الحياة افضل من الطعام والجسد افضل من اللباس" (مت25:3)، يشفي ويهب الحياة لأنه لا يتحمل حضور الموت، وشفائه للمرض ليس إلا علامة بأن لديه سلطة على الخطيئة، يسوع المسيح هو الحياة الأبدية وجاء بها إلى العالم كالحياة الحقيقية "اي صلاح اعمل لتكون لي الحياة الابدية" (متى16:19)، وإنسان اليوم الممزق داخلياً أي المخلّع لديه خيار واحد: أن يتوجه إلى يسوع المسيح طبيب النفوس والأجساد، يطلب منه الشفاء الروحي لنفسه كما مخلّع انجيل اليوم وأن يسمع منه "يا بنيّ مغفورة لك خطاياك…. فقام للوقت وحمل السرير" كلام المسيح الخلاصي والمعزي هذا نحتاجه كلنا اليوم. |
|