|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أوشية المسافرين فى طريق الحياة - لقداسة البابا حدث ذلك في فبراير سنة 1969، وأنا أسقف للتعليم، وقد كنت راجعاً من لندن، ومررت علي ألمانيا. وهبطت الطائرة في فرانكفورت، حيث أقمت يومين، ثم دعاني أولادنا في اشتوتجارت أن أقيم لهم قداساً هناك، فذهبت إليهم وأقمت القداس، وجلست معهم بعض الوقت. ثم أخذت العربة في طريقي إلي فرانكفورت لاستقل منها الطائرة إلي القاهرة في نفس اليوم. وكان مواعيد قيام الطائرة الساعة السادسة والنصف مساء.. والذي حدث أنني قد تأخرت. نظرت إلي الساعة فإذا هي السادسة، وأنا لا أزال في الطريق العام (الأوتوشتراس). وأنا استعجل إبننا الذي يسوق العربة، وهو يسرع بقدر ما يستطيع وبقدر ما يسمح القانون الساعة وصلت إلي السادسة والربع، ونحن في الطريق، وقد لاح المطار من بعيد. ووصلنا إليه في السادسة والثلث أو بعد ذلك بدقيقتين، وعلينا أن نقوم بإجراءات السفر.. كان الأوتوبيس قد حمل الركاب من الترانزيت إلي الطائرة، فدخلوها، ورفع السلم، واغلق باب الطائرة. وكان المكتب قد انتهي من عمله، ورفع المواطن أوراقه. فلما وصلنا، بدأ من جديد بكل هدوء، يراجع التذكرة والباسبور، ويأمر بوزن امتعتي وعقرب الساعة يتحرك، حتي وصل إلي السادسة ونصف إلا خمس دقائق. والعجيب حتي حقيبة اليد الـ Hand Bag أمر الموظف بوزنها. ووجدت زيادة في الوزن، وطلب أجراً علي ذلك. وكان عقرب الساعة يتحرك، ووصل إلي دقيقتين قبل النصف. ماذا افعل، حتي لو صرفني الآن؟ كيف أصل من الترانزيت إلي الطائرة؟! وهل أشير إليها لتقف، كما كانوا يفعلون قديماً مع قطار الدلتا؟! وماذا عن طلبة الإكليركية وكل تلاميذي الذين ينتظرونني في مطار القاهرة، إذا وصلت الطائرة وأنا ليست فيها؟ ماذا يكون شعورهم بل ماذا يكون قلقهم؟! وهوذا عقرب الساعة يتحرك، ووقت إقلاع الطائرة لم يبق عليه سوى دقيقتين؟! وفي تلك اللحظة رأيت يد الله تتدخل.. دق جرس التليفون، وإذا بها مكالمة من الطائرة. كابتن الطائرة يشكو من مغص شديد جداً، ولابد من قائد آخر يقودها..! وذهبت سيارة لتأتي بالكابتن المريض، وتفاهموا علي كابتن آخر، يقود الطائرة. وكان الوقت كافياً جداً لأن أذهب إلي الطائرة، وأجلس في سلام قلبي علي مقعدي، وأربط الحزام، وانتظر إلي تقوم الطائرة بعد أكثر من خمس دقائق. وعرفت عملياً قيمة أوشية المسافرين.. -------------------------- auto strassenverkehr-------------------- " كن معهم في الإقلاع وفي السير.. " " ردهم إلي مساكنهم سالمين.. وبالفرح فرحين". وحدث معي حادث آخر مشابه إلي حد ما أكد لي مفعول أوشية المسافرين، التي حينما أصليها وأصل إلي عبارة " إن كان في البحار أو البحيرات.. " أضيف إليها " أو في الجو.. " |
|