ولد أنبا ونس من أبوين مسيحيين فقيرين بمدينة الأقصر، ولقب بين أهله وعشيرته باسم يؤانس بعد أن نال نعمة المعمودية، وكان وحيد أبويه.
نشأ يؤانس على الفضيلة وحب الكنيسة ومخافة الله وقراءة الكتاب المقدس والصوم والصلاة وحضور القداسات والتناول من الأسرار المقدسة والاطلاع على سير القديسين والشهداء. وعاش حياته ناسكاً راهباً برغم صغر سنه، إذ كان فى ذلك الوقت يبلغ من العمر اثنتى عشر عاماً، فكان يعيش حياة التقشف. كان غذاؤه القربان فى أيام الآحاد والجمع كل اسبوع، وكان يطلب من جيرانه المسيحيين أن يصنعوا له قرباناً ليعيش عليه بقية أيام الأسبوع، فكانت النسوة تخبز له الخبز الصغير المسمى "بالحنون" عوضاً عن القربان.
بعد أن شاهد القديس الأنبا ونس العذابات التى يتكبدها المؤمنون، رأى فى حلم أثناء الليل رؤيا أنه سوف ينال إكليل الشهادة من أجل محبته للملك المسيح. فذهب إلى أسقف المدينة المحبة للمسيح الأقصر وقصَّ عليه ما شاهده فى الرؤيا، وطلب منه أن يدفن جسده بعد استشهاده فى مقابر أم قرعات بالأقصر فوعده الأسقف بأن يحقق له ذلك.
وحدث ذات يوم أن أغار جماعة من الأشرار بقيادة الوالى الرومانى على المدينة، وبعد أن عذبوا كثير من المسيحيين سمعوا عن القديس الأنبا ونس أنه يحث المسيحيين على الذهاب إلى الكنيسة ويقوى عزيمتهم ويثبت إيمانهم ويشجعهم على الاستشهاد حباً فى الملك المسيح. فلما سمعوا عنه أرادوا أن يقبضوا عليه لكى يعذبوه ويقتلوه. فأمسكوه، فلم يخف منهم بل بشجاعة وقـوة أعلن: "لن أترك إيمان آبائى" فبدأوا يعذبون القديس وهو صابر شاكر يستنجد بالمسيح الذى أحبه وضمد جراحاته. وأخيراً قطعوا رأسه وكان ذلك يوم السبت الموافق 16 هاتور فى بداية القرن الرابع الميلادى.
وقد أرشد الرب جماعة من المؤمنين شاهدوا جسد القديس دون رأس وكادوا لا يعرفونه لولا ملابسه التى كان يرتديها واعتادوا أن يروه بها. فحملوا جسده الطاهر وذهبوا به إلى الأب الأسقف الذى أمرهم بإحضار رأس الشهيد. وقد وجدوها تحت جذع نخلة بحرى مدينة الأقصر. فأحضروها وأعطوها للأسقف فوضعها مع الجسد الطاهر وقام الأسقف القديس ومعه الآباء الكهنة بتكفين الشهيد كما يليق.
أصبح قبر الأنبا ونس مزاراً مقدساً وقد كثرت منه الآيات والمعجزات التى يصنعها الرب بشفاعة الشهيد الأنبا ونس، خاصة العثور على الأشياء الضائعة كما شهد بذلك من جرت معهم هذه المعجزات، وقد شاهده بعض الناس فى أثناء النوم، على هيئة صبى يرتدى زى شماس وبيده صليب.
بركة صلواته تكون معنا أمين