|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الناموس (الشريعة)
بعد نجاة بني إسرائيل من العبودية في مصر، قادهم الله عبر الصحراء إلى جبل سيناء. وعند سفح الجبل نصبوا خيامهم في حين أعطى الله موسى القوانين التي ينبغي أن يطيعوها. فكان ذلك بمثابة تجديد الله العهد مع الأمة كلها، بعدما كان قد قطعه لأفرادٍ منها، هم إبراهيم وإسحاق ويعقوب. فقد كانوا هم شعبه، وكان هو إلههم. وقد أنقذهم ويتوقع منهم أن يتجاوبوا معه بإطاعة وصاياه. ولم تقتصر هذه على تشريعات تخصُّ العبادة أو المناسبات الدينية فقط، بل شملت جميع نواحي الحياة. وتلك القوانين والوصايا ملخصة في الوصايا العشر. |
28 - 02 - 2013, 05:07 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الناموس (الشريعة)
الوصايا العشر:
لقد تكلم الله، وهاكم كلماته: أنا هو الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية. لا يكن لك آلهة أخرى أمامي. لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورةً ما، مِما في السماء من فوق، وما في الأرض من تحت، وما في الماء من تحت الأرض. لا تسجد لهن ولا تعبدهن. لأني أنا الرب إلهك إلهٌ غيور، أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضي، وأصنع إحساناً إلى ألوفٍ من محبي وحافظي وصاياي. لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً، لأن الرب لا يبرئَ من نطق باسمه باطلاً. اذكر يوم السبت لتقدسه، كما أوصاك الرب إلهك. ستة أيام تعمل وتصنع جميع عملك. وأما اليوم السابع سبت للرب إلهك، لا تصنع عملاً ما، أنت وابنك وابنتك وعبدك وأمتك وبهيمتك ونزيلك الذي داخل أبوابك. لأن في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض والبحر وكل ما فيها، واستراح في اليوم السابع. لذلك بارك الرب يوم السبت وقدسه. أكرم أباك وأمك، لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك. لا تقتل. لا تزنِ. لا تسرق. لا تشهد على قريبك شهادة زور. لا تشتهِ بيت قريبك. لا تشتهِ امرأة قريبك، ولا عبده، ولا أمته، ولا ثوره، ولا حماره، ولا شيئاً مِما لقريبك. تلك هي "الكلمات العشر"، ولها أهمية خاصة كما هو واضح. ففي سفر الخروج تقدم باعتبارها أول مجموعة من القوانين التي أعطيت على جبل سيناء، وفي سفر التثنية يُقال في آخرها: "هذه الكلمات كلم بها الرب كل جماعتكم... ولم يَزِد" (تثنية 5: 22)، يعني: ليس ما يعادلها أهميةً. والوصايا العشر موجهة إلى جميع الشعب، لا إلى فئة مخصوصة كالكهنة، وإلى كل فردٍ من أفراد الشعب. ومع أنها فريدةٌ كمجموعة، فإن كلا منها موجودة أيضاً في مواضع أخرى من التوراة. كُتبت الوصايا العشر على لوحي حجر. وربما كان معنى هذا أنها كتبت على نسختين. أما وجود نسختين من الوصايا، كما هو محتمل، فلم يُفهم سببه إلا مؤخراً. فعندما كانت تُعقد معاهدة في العالم القديم، كان كلا الطرفين المتعاهدين يحفظ بنسخة منها. وإذا كانت المعاهدة بين أمتين، مثلاً بين الحثيين والمصريين، تُحفظ نسخةٌ في معبد إله هذه الأمة وأخرى في معبد إله تلك. ولكن "معاهدة" بني إسرائيل كانت بين الله والشعب. فحُفظت كلتا النسختين من الوصايا العشر في صندوق العهد (التابوت)، إذ كان ذلك مركز الأمة ومكان حضور الله أيضاً. لذا جاز أن تُحفظ نسخة الله ونسخة الشعب معاً في موضعٍ واحد. إذاً كانت الوصايا العشر خلاصة عهد الله مع الشعب. وفي سيناء تجاوب بنو إسرائيل مع كل ما عمله لأجلهم بقبولهم لمضمون العهد. لا تُذكر عقوبة نقض أية واحدة من الوصايا العشر. ولكن إذا قارنّا هذه الوصايا بما يماثلها، يبدو أن العقوبة كانت الموت (قارن خروج 20: 13 وخروج 21: 12). ولا يعني هذا أن العقوبة كانت تنفذ دائماً. |
||||
28 - 02 - 2013, 05:07 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الناموس (الشريعة)
مجموعات قوانين أخرى:
طبعاً، تقتضي الضرورة في أي مجتمع وجود شرائع وقوانين أكثر تفصيلاً. ومن الضروري شرح القوانين الأساسية. فإذا قالت الوصية إن عليك ألا تعمل عملاً ما يوم السبت، ينبغي أن يُفهم من هو المخاطب وما هو المطلوب بالتحديد. حتى إن الوصية الصريحة في خروج 20: 10 كان واجباً أن توضح. فالمخاطب ليس هو فقط رب الأسرة العبرانية بل أيضاً أولاده وعبيده وبهائمه والغريب النازل بينهم (تثنية 5: 14). (ومن المفترض والمأمول أن تكون "الزوجة" ضمن هذه اللائحة). وقد أسهب الرابيون (معلمو الدين) اليهود في ما بعد في تحديد العمل الممنوع والعمل المسموح به. وقد انتقد بعضهم المسيح لأنه هو شفى مرضى وتلاميذه قطفوا سنابل يوم السبت (لوقا 14: 3 و4؛ متى 12: 1 و2) فقد كان هذا النوع من العمل مناقضاً لتعريف الفريسيين الذي يحدد "العمل". إن الوصايا العشر هي شريعة عهد الله مع الشعب. وفضلاً عن هذه، تحتوي أسفار الشريعة (من الخروج إلى التثنية) على قوانين بعضها مشابه لِما هو موجود عند أمم أخرى. وهنالك ثلاث مجموعات قوانين رئيسية. المجموعة الأولى متفرعة من الوصايا العشر، في خروج 21- 23. وهذه تدعى أحياناً "كتاب العهد". وهي تحوي قوانين أدبية ومدنية ودينية. ففي أعقاب تعليمات تختص بالعبادة، تأتي قوانين تتناول العبيد، والقتل والإضرار بالحياة، والسرقة وأضرار الأملاك، والواجبات الاجتماعية والدينية، العدالة والحقوق الإنسانية. وفي الأخير تعليمات تختص بالأعياد الدينية الكبيرة الثلاثة- الفطير والباكورات والحصاد. وتُبين هذه التشريعات أن هذه الحياة ككُل يجب أن يسودها العدل والإنصاف. فهذا الأمر يعني الله، كما يعنيه أيضاً أن يحفظ حقوق العاجزين عن مساعدة أنفسهم، كالعبيد والفقراء والأرامل والأيتام والغرباء. والمجموعة الثانية من القوانين واردة في لاويين 17- 26 (أصول "القداسة" أو الطهارة). وهذه المجموعة تبين بصورة رئيسية كيف يجب أن يعبد العبرانيون الله، وتحدد الطقوس المرتبطة بخيمة الاجتماع. لكنها أيضاً تتطرق إلى الحياة اليومية. والعبارة المفتاحية للتعليمات المشار إليها، هي هذه: "تكونون قديسين، لأني قدوس- الرب إلهكم" (لاويين 19: 2). فمن الواجب أن تكون الأمة مقدسة لأنها منتمية إلى الله. أما المجموعة الثالثة من القوانين المفصلة فمعروضة في تثنية 12- 25. وهي تشتمل على كثير من المسائل المطروقة في سفري الخروج واللاويين. غير أنها مقدمة في شكل خطبةٍ ألقاها موسى على العبرانيين قبل دخولهم كنعان. وهي تتضمن تحريضات متكررة على مراعاة الشريعة، وتحذيراتٍ مِما يقع إذا عصى الشعب الربُ. ولا يُشار إلى واجبات الملك في الشريعة إلا فقرة واحدة واردة في تثنية 17: 14- 20. |
||||
28 - 02 - 2013, 05:08 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الناموس (الشريعة)
الغرض من الوصايا:
كان القصد من الناموس أن يكون دليلاً للعلاقات الصالحة بالله وبالناس ففيه يُبين الله، صانعُ الشعب ومنقذهم، كان ينبغي لهم أن يحيوا، وذلك لأجل مصلحتهم وخيرهم. والكلمة العبرية "توراة" تعني "إرشاداً" أو "هداية". فلم يُقصد قط أن تكون هذه الوصايا لائحة طويلة من الأوامر والنواهي تجعل الحياة عبئاً ثقيلاً. تنعكس في الناموس طبيعة الله وسجاياه: قداسته وبره وصلاحه. والناموس يعبر عن مشيئة الله، ويُزود شعبه بالإرشاد العملي الذي يحتاجون إليه كي يطيعوا وصيته القائلة: كونوا قديسين لأني أنا قدوس. ما مدى انطباق شريعة العهد القديم علينا؟ وهل المسيحيون اليوم ملزَمون أن يعملوا بها باعتبارها شريعة الله؟ عندنا من جهةٍ أقوال المسيح. فهو قال إنه لم يأتِ لينقض الناموس بل ليكمله (أي يضفي عليه معناه الأكمل). وقال إن السماء والأرض لا تزولان ولا يزول أيسر جزء من الناموس. ومن يعصِ أقل الوصايا أهميةً يُدعى أصغر في ملكوت السماء. ومن جهة أخرى، يفسر بولس الأمر بالقول إن "غاية الناموس هي المسيح". فقد كان ناموس العهد القديم تمهيدياً ووقتياً، إذ بقي ساري المفعول حتى جاء المسيح. هل من تناقضٍ ما بين ما قاله المسيح وما قاله بولس؟ ظن بعضهم أن الصعوبة يُمكن أن تُحل بالتفريق بين الناموس الأدبي والناموس الطقسي. وقالوا إن الأول ما زال نافذاً وإن الثاني كان مقصوراً على شعب العهد القديم. ولكن، من ناحية، يستحيل الفصل الدقيق بين ما ينتمي إلى هذا الناموس وما ينتمي إلى ذلك. ومن ناحية أخرى، فمع أن بولس يعترف بأن الشريعة هي من الله وأنها "مقدسة وصالحة وعادلة"، يتحدث حتى عن الناموس الأدبي باعتباره "مُلغى" بفضل عمل المسيح على الصليب. فالمؤمنون بالمسيح "أحرارٌ" من الناموس وليسوا خاضعين له. وفي هذه المقاطع يتحدث بولس عن الناموس كله، ولا يميز بين طقسيّ وأدبيّ. فالبنسبة إلى المسيحيين المؤمنين إذاً، حل المسيح محل الناموس. إنه لم يرفض الناموس ولا أبطله، بل أكمل غرضه. وإذ يقول بولس إنه تحت ناموسٍ للمسيح، لا يعني أنه قَبِل مجموعة قوانين جديدة. بل بالأحرى أنه تابع للمسيح ملتزمٌ كلامه ومملوءٌ بروحه. فمن طريق الارتباط بالمسيح، والمشاركة في الحياة الجديدة التي يعطيها، وقوة الروح القدس، يتسنى للمسيحيين أن يقتدوا بالمسيح ويطيعوا كلامه. وناموس المسيح ليس ناموساً يستعبد الناس بسبب عجزهم عن العمل به. بل إنه الناموس الكامل الذي يُطلق الناس أحراراً فيتطوعون لخدمة فاديهم ويطيعون وصاياه بمحبة. تثنية 6: 5؛ لاويين 19: 18؛ متى 5: 17- 20؛ رومية 10: 4؛ 5: 20؛ غلاطية 3: 19؛ رومية 7: 6، 12؛ كولوسي 2: 14؛ غلاطية 5: 18؛ 1 كورنثوس 9: 21؛ غلاطية 6: 2؛ 5: 1؛ يعقوب 1: 25 |
||||
|