|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اهتمام الله بالبعيدين والرافضين نعم يا رب ما أجمل اهتمامك بهؤلاء الذين لا يعطونك الكرامة الواجبة، فها أنت عندما ترى الجمع تتحنن عليهم، إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعى لها (مت 36:9). وقد تجلى اهتمامك بهم عندما مكثوا معك ثلاثة أيام على أحد سفوح الجبل بجوار بحر الجليل، حين قلت لتلاميذك: «إِنِّي أُشْفِقُ عَلَى الْجَمْعِ لأَنَّ الآنَ لَهُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَمْكُثُونَ مَعِي وَلَيْسَ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ. وَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ أَصْرِفَهُمْ صَائِمِينَ لِئَلَّا يُخَوِّرُوا فِي الطَّرِيقِ» (مت15: 32). فها أنت يا رب كما اهتممت بحياتهم الروحية هكذا اهتممت أيضا بحياتهم الجسدية. حين طرحوا المرضى عند قدميك، وقد كان بينهم العرج والعمى والخرس والشل وآخرون كثيرون، ومضوا لكي يستمتعوا بحديثك عن الملكوت، فشفيتهم يا رب جميعا حتى تعجب الجموع إذ رأوا الخرس يتكلمون، والشل يصحون، والعرج يمشون، والعمى يبصرون. ولذلك مجدوا إله إسرائيل (مت 15: 30، 31). وليس ذلك فقط إذ قدمت الطعام للكل بل أيضا شفيت مرضاهم أولا لكي يستمتعوا بالطعام الذي قدمته إليهم (مت 15: 37، 38). وها هو اهتمامك يا رب يظهر عندما أقمت ابن هذه المرأة المنكوبة التي فقدت رجلها، وها هو ابنه الشاب يلحق به أيضًا، وأصبحت بلا عائل. لكنك تقدمت يا رب ولمست النعش عندما كان على أبواب مدينة نايين مع أنك تعلم أن من يلمس ميت ينجسه (لا 21: 1). وأقمته ودفعته إلى أمه (لو7: 15). وها أنت يا رب لم تكتفِ بالعطف فقط بل قدمت قوتك المحيية إلى هذه المرأة لكي تفرح قلبها وتطرد عنها الحزن والفاقة بإقامتك ابنها. ولقد دافعت أيضا يا رب عن هؤلاء الجليليين الذين مزج بيلاطس دمهم بذبائحهم وقلت لهم: " إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ " ( لو 13: 3 ). ومع أنك يا رب بذلت كل هذا الجهد في اهتمامك بهؤلاء الجليليين لم تجد كثيرين منهم يهتمون بك أيضا إذ كنت لا تجد موضعا تسند فيه رأسك (لو 58:9)، أو من يهتم بشئونك حتى ولو البسيط منها مثل دفع الجزية (مت 27:17). وليس ذلك فقط، ولكن في إحدى المرات أرادوا قتلك بطرحك أسفل الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه (لو29:4). وكان من اهتمامك بهم يا رب أن ربحت منهم كثيرين حتى أصبحت لهم كنيسة كبيرة في عهد الرسل إذ قيل عنها: " وَأَمَّا الْكَنَائِسُ فِي جَمِيعِ الْيَهُودِيَّةِ وَالْجَلِيلِ وَالسَّامِرَةِ فَكَانَ لَهَا سَلاَمٌ وَكَانَتْ تُبْنَى وَتَسِيرُ فِي خَوْفِ الرَّبِّ وَبِتَعْزِيَةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ كَانَتْ تَتَكَاثَرُ." (أع 31:9). يا من عاملت الجليليين بكل شفقة واهتمام، غير مكترث بإهانتهم لك، أرجوك يا إلهي هبني وعلمني أن أهتم بمن حولي ولا أهتم بما يقال عني لكنى أهب حبك الذي سكبته في داخلي للكل دون تفريق، لأنك توصينا أن نتعلم منك (مت 11: 29). |
|