|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العبادة أو السجود
خلاصة الوصية الأولى: أنا الرب إلهك، لا تعبد أي إلهٍ سواي. فالعبادة هي إعطاء الله الإكرام الواجب له. وفي المزامير، يَسجد لله ويتعبد له شعبُه لأجل ماهو في ذاته، ولأجل ما فعله في الخلق، وما فعله في الفداء عند إنقاذ شعب العهد القديم وتحريره، ولأجل جميع عطاياه الصالحة وبركاته على الأفراد. وعندما كان المسيحيون، في العهد الجديد، يجتمعون معاً، كانوا يعبرون عن فرحهم بتسبيح الله. وإذ يمتلئون بالروح، ينبغي أن يكلموا بعضهم بعضاً "بمزامير وتسابيح وأغاني روحية" مقرونة بالحمد الصادر من القلب. وكان يُمكن لكل واحدٍ من المجتمعين أن يشترك في العبادة: "متى اجتمعتم، فكل واحدٍ منكم له مزمور، له تعليم، له لسان، له إعلان، له ترجمة، فليكن كل شيء للبنيان..." "الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا" هكذا قال المسيح. فيجب أن تكون العبادة حقيقية وصادقة، نابعة من القلب. وفي العهد القديم شجب الله بشدة العبادة التي لا تعدو كونها تظاهُراً خارجياً. فالعبادة الصحيحة تجاوبٌ أصيلٌ مع الله تُظهِر ذاتها في حياةٍ نحياها لتمجيده. والعبادة تتركز على الله، وكلمةُ الله تُضفي عليها معناها ومُحتواها. كما كتب بولس قائلاً: "لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى، وأنتم- بكل حكمة- معلمون ومنذرون بعضكم بعضاً، بمزامير وتسابيح وأغاني روحية، بنعمةٍ، مترنمين في قلوبكم للرب". ولأن معظم المسيحيين الأولين كانوا يهود الأصل، فليس بمُستغربٍ أن يكونوا قد اقتبسوا في شكل عبادتهم الكثير من خلفيتهم اليهودية. ففي أعمال الرسل 2: 46 نقرأ: "وكانوا كل يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة. وإذ هم يكسرون الخبز في البيوت، كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب". فقد ظلوا أولاً يعبدون في الهيكل اليهودي، وكانوا يمارسون عشاء الرب ويتناولون الطعام معاً في البيوت. وسرعان ما أدرك المسيحيون أن ذبائح الهيكل لم تعد ضرورية، إذ إن موت المسيح كان الذبيحة الحاسمة التي قُدِّمت مرة وإلى الأبد عن الخطية. وهكذا نزع المسيحيون إلى الانقطاع عن العبادة في الهيكل، ولا سيما عند حصول بوادر خلاف بين اليهود والمسيحيين. ولكن مسيحيين كثيرين ظلوا يؤمُّون المجامع بضعة عقود. وكان من عادة بولس أن يبتدئ بالتبشير في أية مدينة انطلاقاً من المجمع، ويظل محضر المجمع إلى أن يُجبَر على مغادرته. وقد أثَّر في العبادة المسيحية على الخصوص وجهان من أوجُه العبادة اليهودية. فإن الاحتفال بعيد الفصح ينعكس في ممارسة عشاء الرب. كما أن نموذج الخدمات المسيحية الأولى تكون بتأثير من خدمات المجمع، بما فيها من قراءةٍ في الكتاب المقدس وصلاة ووعظ. وليس السجود فقط نشاطاً يمارسه البشر على الأرض. فإن السماء تشهد حمداً وتسبيحاً وسجوداً تؤديها لله خليقتُه كلها، بشراً وملائكة. راجع أيضاً قوانين الإيمان والترنيمات المسيحية، التسبيح والحمد، الصلاة، الكهنة واللاويون، القرابين والذبائح المجمع، الهيكل.، خروج 20: 1- 3؛ مزامير 29؛ 136: 4- 9؛ 10- 36؛ 116؛ أعمال 2: 43- 47؛ أفسس 5: 18 و 19؛ 1 كورنثوس 14: 26- 40؛ يوحنا 4: 21- 24؛ ميخا 6: 6- 8؛ كولوسي 3: 16؛ رؤيا 4؛ 5؛ 7؛ 15 |
|