|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصليب
أصبح الصليب رمزاًُ عالمياً للإيمان المسيحي، لأنه يذكِّرنا بأهم شيءٍ وأعجب حادثة في سيرة يسوع الناصري. وأعجب ما في الأمر أن يسوع المسيح (مختار الله) قُتل كمجرمٍ من المجرمين. وقد كان صعباً جداً على اليهود أن يقبلوا أن شخصاً كهذا هو حقاً ابن الله. وكثيرون من الناس لا يفهمون كيف يعقل أن يخلِّصهم شخصٌ لقيَ هذه الميتة الغريبة. إلا أن الصليب مان له معنًى عميقٌ عند المسيحيين الأولين. فهو جوهر كل ما أعده الله لشعبه. وقد كان بولس واثقاً جداً من كون الصليب كلي الأهمية حتى إنه كتب إلى المسيحيين الكورنثيين: "لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً". يوضح العهد الجديد أن المسيح مات على الصليب لا بسبب خطأ ارتكبه (فجميع التُّهم الموجهة إليه كانت زوراً) بل بالنيابة عن البشر الخطاة. وهو اختبر الانفصال عن الله، الأمر الذي يستحقُّه البشر، وبذاك أتاح التمتع بغفران الخطايا والحياة الجديدة لجميع الذين يتكلون عليه باعتباره مَن مات مِن أجل خطايانا وقام من الموت منتصراً. في موت المسيح على الصليب نرى أعماق محبة الله. ونتيجةً لذلك يمكن للناس أن يتصالحوا مع الله وبعضُهم مع بعض أيضاً. وبالصليب هزم الله كل قوات الشر. والصليب أيضاً زمزٌ دراميّ للحياة ينبغي أن يحياها المسيحيون. فقد دعا المسيح الناس إلى حمل صليبهم وراءه. دعاهم إلى حياة تتصف بإنكار الذات. فعليهم أن يتخلوا عن كل مطلب يتعلق بحياتهم الخاصة، ويحيوا بقوة الحياة الجديدة التي يعطيهم الله إياها. وقد فهم بولس مضمون ذلك عملياً، فقال: "مع المسيح صُلِبت، فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيَّ. راجع أيضاً الكفارة، المصالحة، الفداء. 1 كورنثوس 1: 18- 2: 5؛ رومية 5: 6- 11؛ أفسس 2: 16- 18؛ كولوسي 2: 14 و 15؛ غلاطية 2: 20؛ 1 يوحنا 4: 7، 10 |
|