" الرب راعي فلا يعوزني شيء................................" ج3
ما أحوج الإنسان المسيحي المؤمن للحكمة!! فــــكثيرون يطلبون قوة ومواهب وبركات . وهذا كله نافع وجيد ما دام في محله والقصد نقي , ولكن ما أقل الذين يسألون حـــــــــكمة!!! فيقول سليمان " الحكمة هي الرأس فإقتني الحكمة وبكل مقتناك أقتني الفهم " (أم7:4). ولربما لم يسبق لك أن فكرت في أهمية طلب الحكمة وضرورتها لحياتنا.
نُريد أولاً أن نتأمل في أهميتها .فـــلماذا يتحدث عنها سليمان الحكيم علي هذا النحو؟؟ . ويقول القديس بولس الرسول " المسيح يسوع الذي صار لنا حكمة الله " (1كو30:1). وفي الأمثال نري الحكمة ليست صفة ولكنها شخص . إنه السيد المسيح!!!. لنُراجع الإصحاح الثامن من الأمثال من عدد 22إلي 36, في هذه الآيات نري أن الحكمة كانت الله منذ البدء , بل وكانت حاضرةٍ وعاملةً أثناء الخلقِ , فكانت مع الآب منذ الأزل وكانت مسرته دائماً .
وفي الأعداد الأولي من هذا الإصحاح نري مكان الحــــكمة في مفارق الطريق . وما اعجب وضع الحــــكمة!!!
فعند مفارق الطريق لا بد من إتخاذ قرار وتقرير إتجاه ومصير. وهنا يحتاج الإنسان إلي الحكمة , وليت الرب يُعيننا لنسمع نداء الحكمة ونعمل به. ففي الحــــكمة غِنَيَ أفضلُ من الذهب . فلما كَبُرَ موسي وواجه تقرير المصير كان أمامه كل خزائن مصر وأمجادها , وعرشها فيما بعد ولكنه فَضْلَّ أن يُذلُ مع شعب الله حاسباً عار المسيح غِنَيَ أفضلُ من خزائن مصر لأنه كان ينظرُ إلي المجازاة الحسنة بل ويري ما لا يُري . فــــكان ذلك هو الحـــكمة حقاً .يا رب حكمني لخلاص نفسي. يا رب .....يا راعي نفوسنا وأسقفها العظيم أعنا لنتبعك بكل قلوبنا.........