|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشراب
مع أن الماء كان السائل الأساسي المستعمل في الطبخ، لم يكن صالحاً كثيراً للشرب. إلا أن ماء البئر المحلية أو عين القرية كان أسلم عموماً. وكانوا يستقونه في جرارٍ فخارية راشحة يبقى فيها الماء بارداً بفعل التبخُّر البطيء. أما ماء الخزان البيتي فلم يكن صالحاً للشرب، إذ كان يُحفظ في حفرة مخروطية (أو قمعية الشكل) تُطلى بمواد مانعة للنش. و قد كانت المياه غالباً وسخة وكثيرة الجراثيم لأنها كانت تصل إلى الخزان عبر خنادق مكشوفة. ولم تكن المياه أيضاً صالحة للشرب في أزمنة الرومان حينما جرت إلى المدن بواسطة القنوات ذات الجسور (كما كان من قيصرية إلى بيت لحم) ولا حينما كانت تُمزج بالزيت لمداواة الجروح وشفائها (يُذكر أن السامري الصالح صب على جراح الجريح زيتاً وخمراً- لوقا 10: 34). لهذا السبب كانت بعض السوائل الأُخرى أشربةً أفضل. فقد كان هنالك اللبن يُشرب حليباً طازجاً من عنزة البيت غالباً، أو يأتي به "الحلاب" إلى الباب. ولكن الخمر كانت الشراب الأكثر شيوعاً. وفي موسم العنب كان يتوافر عصير الكرمة طازجاً يُعصر من العنقود رأساً في إناء. ولكن أكثر العصير كان ينبغي أن يُخمر ليُحفظ. وكانت السُلافة (الخمر الجديدة) تُصنع كل سنة بعد دوس العنب بالأقدام في المعصرة، ثم تُصنع دفعةٌ ثانية بعصر ما يتبقى. وكانوا يمزجون الخمر أحياناً بالمرارةِ أو المرِّ ليُستعمل مسكناً للألم (من هذا المزيج قُدِّم للمسيح على الصليب فأبى أن يشرب- متى 27: 34). ويُذكر أن المسيح وفر خمراً بمعجزة في عُرس قانا وكان يشرب خمراً حتى قال عنه الفريسيون إنه شريب خمر. فقد كانت الخمر شراباً عادياً، إلا أن الذين كان عليهم نذر، أو المنهمكين في خدمة خاصة، كان ينبغي أحياناً ألا يذوقوا الخمر (لاويين 10: 9؛ عدد 6: 3). ثم إن أي سكر أو إفراط في شرب الخمر كان مشجوباً دائماً. وقد امتنع الركابيون عن شرب الخمر وفاءً بدعوتهم إلى المحافظة على نمط الحياة البدوي، إذ اعتُبر غرس الكروم وإنتاج الخمر من مظاهر حياة الاستقرار. وكان لبعض بيوت الأغنياء في أزمنة العهد الجديد أقبيةٌ فيها أجود الخمور المجلوبة من منطقة حوض المتوسط خصوصاً. وكانوا يحفظونه في قوارير "الأمفورة"، وهي ذات قعرٍ دقيق الرأس بحيث يسهل غرزها في التُراب أو الرمل لتبقى الخمر باردة. ولكن الخمر كانت تُحفظ عادةً في أزقاق (قوارير من جلد الحيوانات). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فوصلنا ألى خيط من السراب |
لست أول من غره السراب |
السراب |
السراب |
السراب |