الرسالة إلى أهل رومية
كتب بولس رسالته إلى مسيحيّي مدينة رومية (روما) نحو السنة 57 م، بعد سفراته التبشيرية الرئيسية الثلاث. ولم يكن قد زار روما بعد، بل كان ينوي أن يزورها. وقد شاء أن يمهِّد لهذه الزيارة كما هو ظاهر في الأصحاح السادس عشر من الرسالة.
تبسط الرسالة حقائق البشارة المسيحية بإسهاب. وقد كُتبت بعد رسائل بولس إلى تسالونيكي وغلاطية وكورنثوس. وهي أوفى بحثٍ في العقيدة كتبه الرسول، تدعمه الحجج وتؤيِّده الشواهد الكتابية من العهد القديم.
يستهلُّ بولس الرسالة بتحية المسيحيين في روما. إلى أن أساس رسالته هو أن الله قد أعلن في البشارة المسيحية كيف يُصلح حال الناس أمامه وأن ذلك هو بالإيمان من البدء إلى الختام (1: 17).
من ثم يبيِّن الرسول أن جميع الناس يحتاجون إلى العلاج الإلهي للخطية، سواءٌ كانوا من اليهود أو الأُمم. فلا مصالحة لنا مع الله إلا من خلال الإيمان بيسوع المسيح (الإصحاحان 3 و 4).
ثم يبين بولس أن الله يعطينا بالمسيح عفواً مجانياً وحياة جديدة، ويُحلل الرسول أيضاً العلاقة بين شرائع الله وعمل روح الله في حياة كل مسيحي (الأصحاحات 5- 8).
وفي الأصحاحات 9- 11 يفصِّل الرسول الكلام على مكانة أُمة بني إسرائيل بالنسبة إلى خطة الله لخلاص البشر. وبولس على يقينٍ من أن تلك الأمة مرفوضة في الزمن الحاضر بعد رفضها للمسيح، ولكنها حين تعود إلى الإيمان به يُصلح الله حالها.
والقسم الباقي من الرسالة (الأصحاحات 12- 16) ينطوي على إرشادات عملية متعلقة بالسلوك المسيحي الواجب، وفيه حديث عن المسيحي والحكومة، وعن واجباتنا بعضنا نحو بعض، وعن كيفية التصرف اللائقة بنا بالنسبة إلى الذي حولنا من غير المؤمنين بالمسيح، وعن مسائل دقيقة تتعلق بقضايا لها علاقة بالضمير.
وفي ختام الرسالة تحيات شخصية مميزة موجهة إلى مسيحيين بأسمائهم وتسبحة ختامية (الأصحاح 16).