|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرسالة الثانية إلى شباب الألتراس - أحمد فؤاد نجم صباح الخير على الورد اللى فتح فى جناين مصر ■ ■ 1956 يا عيال كانت مصر المحروسة من أقصاها إلى أقصاها ماشية تغنى ورا الدلوعة شادية أمانة عليك أمانة يا مسافر بورسعيد أمانة عليك أمانة لتبوس لى كل إيد حاربت فى بورسعيد لأن بورسعيد «المدينة الباسلة» وقفت لوحدها تتصدى لقوات العدوان الثلاثى الغاشم اللى اعتدت علينا فى بلدنا لمجرد أننا استرجعنا قناة السويس من أيدى الأغراب! قناة السويس التى حفرها الفلاحون المصريون بالغلق والفاس وقدموا فى هذه العملية 120 ألف شهيد، وبمجرد ما انتهت عملية شق هذا الطريق البحرى من السويس إلى بورسعيد، استولى الأجانب عليه بعد أن عاد من بقى من الفلاحين المصريين إلى قراهم يتسولون مجرد فرصة العمل فى أرضهم الطيبة لضمان القوت اليومى لهم ولأطفالهم، وفى ذلك العدوان الثلاثى الغاشم لعب الكيان الصهيونى دوره كرأس حربة للقوى الاستثمارية التى مثلتها فى ذلك العدوان دولتان عظميان هما بريطانيا وفرنسا وعندما انسحبت قواتنا المسلحة من سيناء إلى الضفة الغربية من قناة السويس، أصبحت بورسعيد وحدها فى مواجهة أساطيل وطيران الدول المعتدية الثلاث وارتجفت قلوب المصريين والعرب، خوفاً على المدينة الصغيرة الباسلة ولكن البورسعيدية فاجأوا العالم بأصغر شهيد فى التاريخ «الطفل» نبيل منصور، الذى حمل صفيحة الجاز من منزلهم وانطلق بها إلى حيث يعسكر المعتدون، وعلى أول سور أقامه المعتدون، سكب الطفل الشهيد كل ما يحمل من الكيروسين، ثم أشعل فيها النيران وأثناء هذه العملية، اقتنصه أحد جنود المعتدين ليسقط نبيل منصور طفل بورسعيد مضرجاً فى دمائه الطاهرة ليخط على أرض المدينة الباسلة: تحيا مصر حرة، ويسقط المعتدون ولم يكتف البورسعيدية بهذه الأنشودة الوطنية، فأتبعوها بأنشودة «مورهاوس» الذى هو الضابط الإنجليزى المعجبانى الذى كان يتخير الوقت المناسب لينطلق بسيارته بين المساكن فى حركة من حركات الاستعراض الغاشم وفى إحدى تلك الحركات، اختطفه شباب المقاومة الشعبية فقامت الدنيا ولم تقعد، أتارى المحروس يبقى ابن عم ملكة بريطانيا العظمى، وإذا كان أحد البورسعيدية الذين عايشوا هذه التجربة ما زال على قيد الحياة واستطاع روايتها، فسلم لى على جميع القصص والأفلام بما فيها -ألف ليلة الخالدة - عموماً حنكمل الحديث عن المدينة الباسلة فى الحلقة القادمة، ثم سيكون ما سوف يكون وإلى اللقاء فى الحلقة القادمة. |
|