|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخروج
يُقصد بهذا التعبير خروج بني إسرائيل من مصر، حيث كانوا عبيداً. وفي سفر الخروج وصفٌ لتحريرهم على يد موسى وصيرورتهم أمة ذات رجاء بالمستقبل. يركز السفر على يد موسى النبي والبطل القومي، إذ دعاه الله لإخراج الشعب من أرض مصر. وينقسم سفر الخروج إلى ثلاثة أقسام: الأصحاحات 1- 19: تحرير العبرانيين من العبودية في مصر واقتياد موسى لهم عبر الصحراء إلى جبل سيناء. الأصحاحات 20- 24: إبرام الله مع الشعب عهداً في سيناء وإعطاؤهم شرائع يسلكون بموجبها، سواءٌ وهم في الصحراء أو بعد دخولهم الأرض. وخلاصة هذه الشرائع هي الوصايا العشرُ في الأصحاح 20. ولشرائع الله علاقة بجميع نواحي الحياة: كيف يتصرف الشعب أحدهم مع الآخر، كيف يتعايشون ويتعاملون، وكيف يتصرفون تجاه الله نفسه. الأصحاحات 25- 40: تعليمات الله لبني إسرائيل بخصوص بنائهم وتأثيثهم لخيمة الاجتماع المخصصة لعبادته؛ شرائع للكهنة ولعبادة الله. حادثة الخروج: كان الخروج من مصر هو الحادثة الرئيسة في تاريخ شعب العهد القديم، وعلى الأجيال الآتية كلها أن نتذكرها. فقد رسمت احتفالات سنوية لتخليد ذكراها. كان على الآباء أن يتحققوا من فهم أولادهم لمعانيها. أما زمن الخروج فربما كان في أوائل القرن الثالث عشر ق م، حوالي الوقت الذي كان فيه رعمسيس الثاني فرعوناً لمصر. لما طلب موسى أول مرة من فرعون أن يحرر العبيد العبرانيين، لم يكن جوابه مشجعاً. ولم يلِن فرعون من جراء المعجزات التي أجراها موسى ولا بفضل أي كلامٍ قاله هارون أخوه. فما كان منه إلا أن شدد قبضته على عماله غير القانعين. ولكن الله تدخل عندئذٍ. ففي غضون ثمانية أشهر أو تسعة نزلت بالبلد عشر كوارث (ضربات). كانت بعض هذه الضربات مألوفةً في تاريخ مصر، إنما ليس كلها، ولم يسبق أن حدثت واحدةٌ منها إثر الأخرى خلال مدة قصيرة. الصربات: بتوجيهٍ من الله، كان موسى ينذر فرعون بكل ضربة آتية، وإذا بها تحدث في الوقت المحدد. وبعض الضربات توقفت بصلاة موسى. ومرةً بعد مرة نجا منها العبرانيون المقيمون في منطقة الدلتا. فلما نفقت مواشي المصريين بالوبأ، لم يفقد العبرانيون شيئاً من مواشيهم. ولما أهلك البرد الغِلال والقطعان على السواء، لم يتأثر العبيد العبرانيون بشيء، وكذلك أيضاً لما حل الظلام ثلاثة أيام متواصلة. وفي تلك الضربات أيضاً رأى المصريون هزيمة آلهتهم. فلما تولى العمل إله العبرانيين، ما كان من إله النيل مثلاً إلا أن جلب الخراب، مع أنه كان يتوقع منه أن يُخصِب الأرض. حتى إن رع- إله الشمس الجبار- غُلِب على أمره بالظلمة المعجزية. ولم يستطع سحرة الملك أن يفعلوا شيئاً حيال ذلك . وقد حدثت تسع ضربات ثم انحسرت: تلوث نهر النيل، ثم جاءت الضفادع والبعوض والذبّان، وماتت البهائم، وأصيب الناس بالدمامل، ثم نزل البرد وأعقبه الجراد، ثم حل الظلام الدامس. ولكن الضربة العاشرة هي التي أتت العبرانيين الحرية، وكانت ضربة مختلفة عن سوابقها. فقد أعلن موسى أنه "نحو نصف الليل.. يموت كل بكر في أرض مصر". أما أبكار العبرانيين فينجون إذا عمل الشعب بما أوصاهم به موسى. فقد كان عليهم أن يضعوا على قوائم أبوابهم علامةً من دم حملٍ يذبحونه. وكان عليهم أن يشووا الحمل (وفقاً للوصية أيضاً) ويأكلوه تلك الليلة مع أعشاب مرة وخبزٍ بلا خمير. وعليهم أن يحزموا أمتعتهم ويلبسوا ثيابهم استعداداً للرحيل. وحدث كل شيءٍ كما قال الله. بعد ذلك أخذ بنو إسرائيل يحتفلون كل سنة بذكرى هذه الحادثة في ما سُمي بعيد الفصح (أي "العبور")، لأنه في أعقاب ذلك (بعد "عبور" الموت عن أُسرهم) أطلقهم فرعون. وبالفعل، ففي نصف الليل مات كلُّ بكرٍ للمصريين. وقبل الصباح أمر الملك بإطلاق العبرانيين إلى خارج بلاده. وهكذا بدأ العبرانيون الرحيل، وهم مُحملون هدايا من ذهب وفضة ومن كل ما طلبوه من جيرانهم. إلا أن معاناتهم لم تنته حالاً. فإذ بدأ ارتحال الشعب جميعاً نحو الشرق، ومعهم أمتعتهم ومواشيهم، جمع فرعون مركباته وهبَّ لإرجاعهم. ورأى العبيد الهاربين مخيمين عند البحر، في مكان يُعرف باسم "بحر القصب". وربما كان جزءًا من بحيرة المنزلة قرب القنطرة الحديثة على قناة السويس. وهكذا علق العبرانيون بين البحر الذي سد أمامهم سبيل النجاة والعدو المسلح اللاحق بهم بسرعة. ومرة أخرى تدخَّل الله، ففتح أمامهم ممراً عبر البحر. ولما حاول المصريون تعقبهم، ارتدت المياه وأغرقتهم، بعدما كان العبرانيون قد وصلوا إلى الشط الآخر سالمين. خروج 5- 15 الوصايا عند جبل سيناء: بعدما زال الخوف من المصريين، توجه العبرانيون نحو سيناء إلى الجنوب الشرقي حيث قرر الله أن يلتقيهم. وبعد سفرٍ دام نحو ثلاثة أشهرٍ ضربوا خيامهم أمام جبل سيناء، وهو أحد الجبال العالية في جنوب شبه جزيرة سيناء. هناك، وفي جو مهيب، أكمل الله ما بدأه لما أنقذ الشعب من مصر. فهو تعالى عقد ميثاقه (عهده) معهم، وأعلن رسمياً أن جمهور العبيد السابقين هم شعبه، أمة إسرائيل. كان من واجبهم هم أن يُصغوا إليه ويطيعوا شرائعه التي تلخصها الوصايا العشر التي أُُعطيت لموسى مكتوبةً على لوحين من حجر. في هذه الوصايا عرض للمبادئ الأساسية التي يجب أن تسود حياة الشعب. وقد تثبت وعد الشعب بالطاعة في احتفال جليل تحت ظل الجبل. وقدمت ذبائح رُشَّ من دمها على الشعب وعلى المذبح. وهكذا تم ختم العهد. ثم علمهم الله كيف يبنون خيمة خاصة (خيمة الاجتماع) لتكون علامة حضوره معهم طوال ما تبقى من رحلتهم. وبعدما قضوا نحو سنة في سيناء، تحولوا شمالاً فاجتازوا برية فاران حتى وصلوا إلى قادش برنيع. وهنالك خيموا قرب حدود كنعان الجنوبية. وقد واجهتهم، طيلة ارتحالهم، عقباتٌ وصعوبات جمة. فبعد رحيلهم من مصر بوقت قصير جداً نفدت مؤن الطعام عندهم، أو كادت، وكان واضحاً أن أرض الصحراء ذات الشجيرات الشائكة لم يكن ممكناً أن تمدهم بشيء. وأكثر من مرة أعوزهم الماء إذ لم تكن أية واحة بالقرب منهم، أو لأن النبع الذي وجدوه كان ملوثاً. وكان الشعب يتألبون على موسى ويلومونه هو وهارون إذ اتهموهما بأنهما كانا يقتادانهم إلى موتٍ محقق. وأيضاً ما أسرع ما أخذوا يحنون إلى أرض العبودية في مصر متحسرين على وفرة الطعام الذي كانوا يأكلونه. إلا أن الله لبى احتياجهم كل مرة. فقد أطعمهم "خبز السماء" (المنّ) يومياً طيلة سني ارتحالهم حتى وصلوا إلى كنعان، كما وفر لهم الماء حتى في الأمكنة غير المناسبة. خروج 16- 40؛ سفر العدد؛ سفر التثنية عند حدود كنعان: كان لتذمر الشعب في قادش برنيع عواقب وخيمة. فقد أُرسل بعض الكشافة إلى كنعان وعادوا حاملين أخباراً عن القوم العظام والأقوياء الساكنين هناك. ولما سمع الإسرائيليون بذلك ذعروا وثاروا. إذ ذاك تعرضت حياة موسى للخطر وأخذ الشعب يطالبون بقائدٍ يعيدهم إلى أرض مصر, ولكن الاضطراب هدأ أخيراً، إنما كان على الشعب أن يطووا في الصحراء ثماني وثلاثين سنة من التجوال بغير هدف، حتى مات جميع الذين كانوا خائفين من دخول كنعان. حينئذٍ فقط لاحت الأرض الموعودة أمام أنظار بني إسرائيل. شق الشعب طريقهم عبر برية صين، دائرين حول أرض أدوم. وبعدما هزموا ملوكاً آخرين لم يسمحوا لهم بالمرور، خيموا أخيراً مقابل أريحا على أهبة عبور نهر الأردن إلى أرض كنعان. وقُبيل موت موسى، عين هذا الأخير مساعده يشوع قائداً جديداً للشعب. "ولم يقم بعد نبيٌ في إسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجهاً لوجه، في جميع الآيات والعجائب التي أرسله الرب ليعملها في أرض مصر بفرعون وبجميع عبيده وكل أرضه، (تثنية 34: 10 و11). وعمل الشعب لموسى مناحة عظيمة. سفر التثنية |
|