|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحرارة في التوبة من كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث أنظروا إلى الحرارة الروحية التي تابت بها القديسة مريم القبطية، بحيث تدرجت من خاطئة تائبة إلى قديسة راهبة تنمو في النعمة، إلى أن وصلت إلى درجة السواح، واستحقت أن يتبارك منها القديس الأنبا زوسيما. كذلك الحرارة الروحية التي تاب بها أوغسطينوس الشاب، حتى أصبح راهبًا وأسقفًا، أحد مصادر التأمل الروحى الذى انتفعت به أجيال كثيرة... ويعوزنا الوقت أن نتحدث عن الحرارة الروحية التي تاب بها القديس موسى الأسود، حتى أصبح من آباء الرهبنة الكبار، والحرارة الروحية التي صاحبت توبة كبريانوس الساحر، حتى صار القديس كبريانوس رئيس أساقفة قرطاجنة وئيسًا للمجمع المقدس الذي نظر في المعمودية الهراطقة في القرن الثالث... وحرارة الروح في التوبة، قد يصحبها فيض من الدموع: مع اتضاع عميق في الروح، وانسحاق في القلب، وحب عجيب لله... وذلك مثل توبة المرأة الخاطئة التي بللت قدمى المسيح وفضلها على الفريسى، ومن أجل هذا نذكرها في صلاة نصف الليل، ويقول المصلى "أعطنى يا رب ينابيع دموع كثيرة، كما أعطيت في القديم للمرأة الخاطئة. واجعلنى مستحقًا أن أبل قدميك اللتين اعتقانى من طريق الضلالة..". ومن أمثلة التوبة ودموعها وانسحاقها، توبة خاطئ كورنثوس والمحيطين به (2كو2: 6) (2كو7: 10 12). وحرارة الروح في التوبة، تصحبها رغبة عجيبة في النمو الروحى. قد يصحبها زهد عميق في العالم وكل أموره، ورغبة جادة وحماس عميق للالتصاق بالله من عمق القلب، ومنمو متواصل في حياة الروح، بحيث يعوض التائب تلك السنين التي أكلها الجراد (يوء 2: 25). وفي كل هذا يغمره شعور بعدم الاكتفاء. فهو باستمرار في جوع وعطش إلى البر (متى5: 6)، يشتاق إلى كل ما يغذى روحه. حتى أن كثيرًا من التائبين في حرارة الروح المصاحبة لتوبتهم فاقوا آلافًا من الأبرار في جيلهم... وحرارة الروح في التوبة، يصحبها حرص وتدقيق شديدان. فالتائب في حرارته بسيطًا. وتجده مدققًا جدًا في كل واجباته الروحية، بل في كل فكر وفي كل قول، حريصًا ألا يرجع مرة أخرى إلى الوراء، مستفيدًا كل الفائدة من خبراته القديمة، متضعًا أمام نفسه يخشى السقوط... |
|