|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" إن كنا نصبر فسنملك أيضاً معه. إن كنا ننكره فهو أيضاً سينكرنا. إن كنا غير أمناء فهو يبقى أميناً لن يقدر أن ينكر نفسه " 2 تيمو 2: 12- 13 المشكلة النصية نقف في هذا المقطع أمام عدد من المفردات والتعابير التي نحتاج إلى توضيحها، مثل الصبر، والإنكار، والأمانة؛ حيث أن هذا المقطع يعتبر مقطعاً جدليَّاً لدى كثيرين من جهة الإنكار تحديداً بما يتعلق بالمعنى والكيفية أيضاً؛ إذ أن الإنكار لدى البعض يظهر بمعنى معين يرتبط ارتباط مباشر أو غير مباشر بمصير الإنسان الأسخاتولوجي، الأمر الذي يجعل الكثيرين يتوقفون أمام هذا المقطع من أجل فهمه ومن أجل، في بعض الأحيان، الدفاع عن عقيدة أمام أو الاعتراض على عقيدة أخرى. فالمقال إذاً محاولة لإيجاد مخرج تحليلي كتابي مخلِص بحسب قراءة وفهم كاتب المقالة للمقطع المبين أعلاه. أقوال الآخرين عن المشكلة النصية • إن كنا ننكر الإيمان والتعليم الصحيح ونكفر بالمسيح وتعليمه فكما هو أمين من جهة تنفيذ مواعيده كذلك الأمر من جهة تحذيراته؛ فالمسيح لا يستطيع أن يعمل بعكس طبيعته وبعكس أقواله. • إن الأعضاء في الجسد يعاملون كما يعامل الرأس؛ نحن نتحد مع الرأس المسيح بالإيمان، ولذا إن كنا نتلقى نفس المعاملة التي تلقاها الرأس فإننا سنشارك الرأس كذلك الانتصار الذي لنا فيه في السماء. لا يستطيع المسيح أن يعمل بعكس طبيعته؛ فالقدوس لا يمكن أن يخلص غير القديسين، إن طبيعته هي النقاء والطهارة فكيف إذاً يخلص غير الأنقياء وغير الطاهرين. لذلك لا يجب على من يظن أنه مختار أن يشعر بالأمان لكونه مختار وكونه لن يهلك إذا عاش في الخطية. إن اختيار الله يجعل أمر الخلاص أكيداً ولكنه أكيد فقط للذين يسلكون حياة القداسة والطهارة والنقاء القلبي. • يبقى أميناً لكل مواعيده وتحذيراته وتهديداته. " لن يقدر أن ينكر نفسه " أي أن لا يكون متفقاً وصادقاً مع طبيعته وإعلاناته. • هنا لهجة تحذير لتيموثاوس لكي يبقى أميناً وثابتاً في الإيمان. • " إن كنا ننكره " بمعنى إن كنا لا نتألم ونصبر معه، أي نهرب من التألم مع المسيح ولأجله. " لا يقدر أن ينكر نفسه " أي لا يمكن أن كلمته تسقط وتفشل. • " إن كنا ننكره " هنا يعطي احتمالاً للارتداد، ورفض المسيح هو موجه ضد الذين اعترفوا به بصورة مؤقتة. " إن كنا أمناء " هنا يتكلم عن الأبناء الحقيقيين لله، الذين يبرهنون أنفسهم بأنهم يبقون أمناء. إن أمانة المسيح لا تعتمد على أمانة الآخرين تجاهه. • الكلام هنا من جهة النكران الدائم وهذا الأمر لا ينطبق على المؤمنين بل على غير المؤمنين أي الذين لم يقبلوا البتة الرب يسوع بالإيمان. فهؤلاء جميعهم سينكرهم الرب في يوم مقبل، مهما كانوا أتقياء. التحليل الكتابي للنص والاستناج في المقطع الذي بين يدينا 2تيمو 2: 1- 13 يقوم بولس الرسول بحثِّ تيموثاوس الأسقف على أن التغلب على الضعف والخجل في مجال الخدمة والتعليم في الكنيسة داعياً إياه إلى احتمال المشقات والصعوبات معطياً إياه عدة تشابيه تمثل شخصية المؤمن الخادم والتي هي: الجندي، والرياضي، والحراث. والفكرة منها هو أن يفهم تيموثاوس أن لديه أولويات تتمثل في إرضاء المسيح الذي جنده أولاً وأن يتبع الوصايا والأوامر التي تصدر من القائد الأعلى لقوات المؤمنين المسلحة بكلمة الله، ونجد نبرة التحذير من أن من لا يجاهد ويسلك بحسب مشيئة وقانون القائد المسيح فإنه سيخسر ولن يتوَّج. وكذلك يعطي بولس الرسول مثالين لتيموثاوس من أجل أن ينظر إليهما ويتعلم الثبات واحتمال الآلام من أجل الغاية التي لأجلها صار جندياً للمسيح. ويحض بولس تيموثاوس على الثبات والصبر وذلك من أجل الآخرين من جهة خلاص المختارين حيث أن خلاصهم مسؤولية تيموثاوس كما هي مسؤولية بولس وغيرهم من القادة الأمر الذي يجب أن يجعل تيموثاوس صبوراً ومحتملاً لكل الآلام والضيقات التي ستأتي عليه وهو في غمر العمل الكرازي والتعليمي. وفي العدد 11 يحث بولس تيموثاوس على الثبات والصبر حتى النهاية ولو أدى الأمر إلى الشهادة موتاً من أجل عمل الخدمة والجندية كما الجندي الذي قد يفقد حياته في سبيل إرضاء من جنده وفي سبيل طاعة أوامره، إذ أن القيامة هي من نصيب من ثبتوا إلى الاستشهاد كما المسيح الذي مات ولكنه قام من الموت منتصراً وكذلك الأمر مع من مات من أجل المسيح وكلمته. ولكن، وبالرغم من هذا الحث والتشجيع؛ نجد لغة تحذير جديَّة لتيموثاوس ولكل من هم على شاكلته. وهنا يضع بولس 3 جمل شرطية تحمل رسالة واحدة وهي التحذير من أن عدم الأمانة وعدم الصبر والإنكار له نتائج وخيمة والعكس صحيح. ان كنا نصبر فسنملك ايضاً معه ان كنا ننكره فهو ايضاً سينكرنا ان كنا غير أمناء فهو يبقى أميناً ( لن يقدر أن ينكر نفسه ) ويمكننا أن نصيغ العبارات بصورة إيجابية ومرة أخرى بصورة سلبية لتكون الصورة واضحة أمامنا فنقول: إن كنا لا نصبر فلن نملك معه إن كنا ننكره فهو سينكرنا أما من الناحية الإيجابية: إن كنا نصبر فسنملك معه ان كنا نعترف به فهو سيعترف بنا أما الآية الأخيرة فتتكلم عن طبيعة الله ومواعيده وتحذيراته سواء من جهة صبرنا واعترافنا أو في حالة عدم صبرنا وإنكارنا لمن جندنا أي المسيح. فمع أننا قد نكون غير أمناء وقد نتصرف ونسلك بعكس مشيئة القائد إلا أن القائد لا يتغير من جهة مشيئته وإرادته وقوانينه التي وضعها ومن جهة تحذيراته لمن يقصر ومن جهة مدحه لمن اجتهد ثابتاً وصابراً إلى النهاية معترفاً بالمسيح وغير منكرٍ له. وهكذا نرى أن الصورة أصبحت واضحة فإن صبرنا واحتملنا واعترفنا بالمسيح فإننا سنملك معه وهو سيعترف بنا، أما إذا لم نصبر فإننا لن نملك معه، وكذلك فهو سينكرنا أي يرفضنا. ولأجل وضوح أكثر لهذه التعابير ومعانيها فإننا سنرجع إلى عدد من الآيات تتحدث عن نفس الموضوع بنفس التعابير نستطيع من خلالها أن نصل إلى فهم أوضح وأعمق وأشمل في النتيجة النهائية. فأول هذه الآيات هي مر 8: 34- 38 وهنا الدعوة ذاته في إنكار النفس وحمل الصليب أي الصبر والثبات واحتمال الآلام حتى ولو وصل الأمر إلى الاستشهاد، وأن من لا يعترف وينكر ويستحي ( أي يعتبر المسيح وكلامه أمر مشين وحقير وعار ) فإن المسيح سيستحي به ( أي سيرفضه في الملكوت أمام الآب السماوي ومحضر الملائكة والقديسين ويعتبره عاراً وموضع خجل وخزي لأنه لم يثبت ولم يتمسك بالاعتراف الحسن الذي إليه دعي. وكذلك الآيات التالية من سفر الرؤيا والتي تأتي في نفس السياق 2: 7، 10، 17، 26- 28؛ 3: 4-5، 11- 12، 21. فمن الواضح أن الذي لن يثبت حتى النهاية ومن لن يغلب الخطية والعالم بل وحتى نفسه ومن لا يتمسك بتعاليم وأعمال المسيح فإنه لن يخسر مكافآت فحسب وإن كانت المكافآت هي جزء من الخسارة ولكن الخسارة ستشمل كل من: عدم الأكل من شجرة الحياة، عدم الأكل من المن المخفي، وعدم أخذ حصاة بيضاء من يد المسيح، ولن يكون له سلطان على الأمم، وسيمحى اسمه من سفر الحياة، ولن يعترف به المسيح أما الآب السماوي والملائكة ولا هو كذلك ( أي سيعتبره عاراً وأمراً مشيناً أمام السماء كلها لأنه لم يحفظ وديعة الإيمان إلى النهاية )، ولن يكون عموداً في هيكل الله، ولن يكون له اسم الله واسم مدينة أورشليم الجديدة النازلة من السماء من عند الله واسم المسيح الجديد، ولن يجلس مع المسيح في عرشه كما غلب المسيح وجلس مع أبيه في عرشه ( هنا الكلام واضح أنه عن الملك الذي تكلم عنه بولس "إن كنا نصبر فسنملك أيضاً معه" ). فإن كان ولا بد أن يدخل المؤمن المتخاذل والناكر والجاحد للمسيح وإنجيله السماء فإنه لن يتمتع بشيء وسيكون موضع للعار والخزي ولن تكون له كل الامتيازات التي للمؤمن الثابت الغالب والتي جاءت في الإنجيل كله وفي سفر الرؤيا تحديداً كما رأينا. أخيراً ما هي السماء التي يكون فيها لجاحد المسيح نصيب؟! وهكذا فإن الله أمين في وعوده كلها لا يتغير في طبيعته فمن يغلب يكافأ ومن لا يغلب يخسر كل شيء. وبولس ليس فقط يطلب من تيموثاوس الثبات والغلبة من خلال كلمات الحث والتشجيع بل ومن خلال كلمات التحذير الجدية التي يجب أن تدفعه للانتباه إلى نفسه وخدمته لكي يكون بحسب مشيئة من جنده لينال كل شيء وحتى لا يخسر كل شيء |
13 - 02 - 2013, 08:35 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: إن كنا نصبر فسنملك أيضاً معه
شكرا مارى لموضوعك الجميل
|
||||
13 - 02 - 2013, 09:35 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: إن كنا نصبر فسنملك أيضاً معه
شكرا على المرور |
||||
|