عزباء مستقلّة او عانس معقدّة؟

Mary Naeem · رقم المشاركة : ( 1 ) 10 - 02 - 2013, 09:56 PM

عزباء مستقلّة او عانس معقدّة؟

المرأة اليوم أكثر انفتاحاً وتحرّراً من قبل، لقد برزت ونجحت في مختلف المجالات الحياتية الإجتماعية منها والدراسية والمهنية وغيرها، وقد دخلت في السلك السياسي والإقتصادي ما جعلها أكثر قدرة على تحمّل المسؤولية والإعتماد على نفسها والشعور بالإستقلالية من الناحية الماديّة والنفسيّة.

أصبح مجتمعنا اكثر انفتاحاً, فالناس لم تعد تنظر إلى الأنثى التي تخطّت العقد الثالث من عمرها ولا تزال عزباء على أنّها عانس. وكلمة عانس تعني الفتاة التي كبرت في السنّ ولم تتزوّج.

الا تحمل هذه الكلمة من معانٍ سلبيّة, اليس هذا الوصف جائراً بعض الشيء؟ انا شخصياً لا أستعمل هذا التعبير في جملي, وأطالب بشطب كلمة عانس من القواميس. فكلمة عزباء أرقى وأفضل بكثير.

إنّ الزواج حاجة نفسية إجتماعية وفيزيولوجية تختلف نسبتها بين الأشخاص، فبعض الفتيات اخترن العزوبية بإرادتهن وباقتناع. ومنهن من فُرضت عليهن من دون اختيار.

أغلب الفتيات غير المتزوجات تتعرضن إلى ضغوط إجتماعية، مما يدفع الفتاة الى تقديم بعض من التنازلات لترتبط برجل وتبني عائلة إرضاءً لعائلتها, او إخراساً للمجتمع الثرثار الذي يطاردها بتعليقاته وتحليلاته الغبية, او خوفاً من الوحدة, او رغبةً في تحقيق الأمومة المقدّسة.

في العصور القديمة، لم يكن للنساء الحق والحرية في اختيار الحب أو الشريك. أمّا في العصر الحديث، أصبح للمرأة المزيد من الحقوق، وأصبحت الخيارات التي تؤثر على قراراتها في الحياة كثيرة. ونتيجة لذلك نجد عدداً كبيراًَ من النساء اللواتي تخترن بأن تبقين وحيدة.

البعض يخترن العزوبية بسبب كثرة أعمالهن ومسؤولياتهن, وانشغالهن في تحصيل الشهادات الجامعية, ووصولهن إلى مراكز مرموقة في العمل, فيمرّ الوقت من دون ان يفكرن في حياتهن الشخصية والعاطفية.

والبعض الآخر, يقلن ان الرجال يأتون ويذهبون، ولكن مهنة مستقرة يمكن أن تقدم الارتياح الشخصي لأنه لا يوجد رجل يمكن أن يقدم شيء أهّم, ولا وقت لديهن للحب.

وبعض النساء يختارن البقاء وحدهن خوفاً من الجنس الآخر, بعض ان عشن تجربةً فاشلة تسببت بكسر قلوبهن, وزرع الشكوك في عقولهن.

بعض النساء يخترن عمدا حياتهن المهنية الذي يبقيهن مشغولات وقد رأت الأمهات تتحولن إلى عبدا في خدمة أزواجهن وأبنائهن، فقررن ان يحققن شيئاً مختلفاً.

وهناك نوع من النساء اللواتي يرغبن في خوض مغامرات عاطفية, من دون الالتزام بمسؤواية بيت, وأسرة, محافظةً على الحريّة التي تحلو لهنّ.

والبعض مغرورات بجمالهن, ووضعها المادي والثقافي, فلا يعجبهن احد, وتبقى تبحث الفتاة وتنتظر الأفضل, حتى يمرّ بها الزمن وتجد نفسها وحيدة.

ومنهن من اتخذن قرار ان يهبن حياتهن للأعمال الإنسانية على حساب سعادتهن, او أنهن يرفضن الزواج لمصالح ويبحثن عن الحب الذي لم يصادفوه بعد, او أنّها بكل بساطة وجدت الراحة والأمان والسعادة في العزلة.

النساء يخترن العزوبيّة لأسباب كثيرة. إنّ العلاقات تتطلب الكثير من العمل لكلا الطرفين.. إذا كانت الرغبة في الحفاظ على علاقة دائمة غير موجودة، على الأقل يكون للمرأة حرية أن تكون صادقة مع نفسها والعالم والعيش بسعادة في هذا الاختيار.

بالإضافة إلى غلاء المعيشة, وصعوبة شراء منزل وتكوين أسرة يحول دون زواج الكثيرين.

وعلى أسرة وأصدقاء العزباء احترام هذا القرار وعدم الضغط عليها, والتدخل بها, وعدم ازعاجها ببعض الأسئلة والتعليقات السخيفة مثل: ( انظري إلى الفتيات اللواتي في عمرك! أنظري كيف انتهى بك الأمر بسبب رفضك الزواج؟ الا ترغبين بسماع كلمة أمي؟ لم لم تتزوّجي بعد؟ إلى ما هنالك...)

أقدّم كل احترامي لكل عزباء فضلت ان تبقى وحيدة على ان ترتبط برجل لا تحبّه فقط لترضي المجتمع, وتنجب اولاد... فأي أسرة ستبني من دون محبّة!؟

فالله خلق المرأة حرّة, وإذا كانت مقتنعة بالحياة التي اختارتها, فلا يحقّ لأحد ان يتدخّل بها بحجّة النصح. فالمرأة التي تخطّت العقد الثالث وصلت إلى مرحلة من النضج الذي يمكنّها من نصح نفسها.

المرأة العانس كما يطلقون عليها, لا يعيبها اي شيء, لن تزيدها الأمومة شرفاً, ولا الزوج اماناً, فهي تستطيع ان تجد سعادتها في عملها, وبين اصدقائها, وكلما قدّمت مساعدة للبشرية, ونجحت في حياتها المهنية. انّها امرأة كاملة, وليست ناقصة.

نصيحتي المتواضعة للعزباء هي:

- لا تخافي من ان تموتي وحيدة, فلا احد يضمن ان يموت وبقربه احد, والمرء لا يموت جماعيّاً, هذه الجملة قالتها لي امرأة حكيمة وبتّ ارددها فقد ولد الأنسان وحيداً, وسيموت وحيداً.

- حافظي على ثقتك بنفسك واتستمتعي بحياتها كما تشائين.

- شاركي في الأعمال والنشاطات الإجتماعية.

- إملئي اوقات فراغك, حافظي على لياقتك البدنية, ومارسي الرياضة بانتظام.

- اطلبي المساعدة من الطبيب النفسي في حال شعورك بالوحدة او الكآبة, لكي لا يتملكك هذا الشعور ويتحكّم بك.