|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تامل الإقتصاد الإلهى لنيافة الأنبا بيشوى تقول الأسطورة: "كان هناك رجل (سقا) يعيش في الهند . اعتاد أن يحمل جرتيه المثبتتين في طرفي عصاه الطويلة التي يحملها خلف رقبته , بحيث تتدلي جرة ناحية الكتف الأيسر و الأخرى ناحية الكتف الأيمن . و كانت احدي الجرتين بها شرخ يؤدي إلي تسرب الماء منها كلما ملأها السقا . فكان كلما خرج ليملأ جرتيه من البئر , يعود إلي بيت سيده بحمولة جرة و نصف , لأن الماء يكون قد تسرب من الجرة المشروخة و انسكب علي طول الطريق من البئر إلي البيت . و كانت الجرة السليمة تعاير المشروخة بهذا العيب الكبير الذي فيها, حتى شعرت الجرة المكسورة بمرارة شديدة في داخلها , بسبب عدم قدرتها علي القيام بواجبها علي أكمل وجه . ظل الحال هكذا لمدة عامين و الجرة المكسورة يزداد لديها الإحساس بالنقص و صغر النفس , و أخيرا قررت أن تتكلم مع السقا ......... فقالت له : "انني أشعر بالخجل و الخزي , و أريد أن أقدم لك اعتذاري " فسألها السقا باندهاش: "عــــــــــــــــــــــــــــلام تــــــعـــــتــــذريـــــــــن ؟؟؟؟؟؟؟." فقالت له الجرة المشروخة : " علي هذا العمل الناقص الذي أقوم به, فبسبب الشرخ الموجود فيّ أنا لا أستطيع أن أحتفظ بالماء كاملا في داخلي , بل ينسكب نصفه علي الطريق ..فأنت تبذل كل الجهد ، و لا تأخذ أجرتك كاملة ." أحس السقا بمشاعر الجرة المكسورة , و في كلمات حانية قال لها: " في طريق عودتنا من البئر إلي بيت السيد , أنظري تحتك علي تلك الزهور الجميلة التي تنبت علي طول الطريق " و بالفعل نظرت الجرة كما نصحها السقا , فلاحظت أن الطريق كله مملوء بزهور جميلة ذات ألوان خلابة تنمو علي طول الطريق من البئر الي بيت السيد , ففرحت لوقتها و لكنها سرعان ما عاد لها الشعور بالخزي بسبب الماء الذي ينسكب منها علي الطريق .و راحت تعتذر للسقا الذي بادرها قائلا : "هل لاحظت أن تلك الزهور الجميلة . تنمو فقط في جانبك أنت . و لا تنمو في الجانب الآخر الذي به الجرة السليمة ؟ هذا لأنني من البدء لاحظت هذا الشرخ (العيب) الذي تعانين منه . فقررت أن أستفيد منه بأن أغرس بعض البذور التي تنبت زهورا جميلة و خلابة علي طول الطريق من البئر الي بيت السيد , كان ماؤك ينسكب علي البذور حتي نمت و صارت زهورا جميلة و خلابة. و أنا أقطف منها كل يوم لأزين بها بيت سيدي .منذ أن بدأت منذ سنتين . .فبدون هذا الشرخ الذي فيك , ما استطعت أن أجمل بيت السيد بتلك الزهور الجميلة. نعم يا أحبائي. فكل منا به شرخ أو نقص معين , كتلك الجرة المشروخة . و لكن.. بسبب نعمة الله الغنية العاملة فينا . فــــــان شروخنا و نقائصنا. تتحول إلي أمور نافعة. عندما يتعامل الله معها . ففي اقتصـــــاد الله لا شـــــــــــــــــــــــئ يـــضــــــيـــــــع. |
|