|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مثاليـــة المسيـــح وشخصيتــه المتكاملـــةوثورة في التفكير بقلم قداسة : البابا شنودة الثالث *ولعله من المناسب لنا أن نتأمل في شخصية السيد المسيح له المجد, وكيف أنها شخصية مثالية متكاملة في الفضائل والصفات فقد كان يتصرف بحكمة سامية, كما قيل في سفر الجامعة لكل شيء تحت السماوات وقت. فكان يقوم بالعمل المناسب في الوقت المناسب. لا يسلك بوتيرة واحدة في كل حالة, ومع كل أحد. وهكذا كان يعرف متي يشفق ومتي يؤدب, ويكون في تأديبه شفقة. ويعرف متي يتكلم ومتي يصمت, ويكون في صمته حكمة وموعظة.. متي ينظر في حنو, ومتي ينظر في غضب؟ متي يستخدم القوة, ومتي يستخدم اللين؟ وعموما كيف يتصرف مع كل نوع من الناس. وهكذا كان الشخصية المتكاملة في أسلوب عملي, يجمع بين صفات تبدو مختلفة عن بعضها البعض. ولكنها منسجمة في تناسق عجيب. *** كان يجمع بين الخلوة, والعمل لأجل الآخرين كان يجمع بين حياة التأمل, وحياة العمل. وحياة التأمل كانت له علي الجبل. والجبل في حياة السيد المسيح له مكانته ووضعه, والحديث عنه يلزمه مجال أوسع, ومن أشهر أماكن خلوته, كان جبل الزيتون, وبستان جثسيماني. لذلك ما أعمق ما قيل عنه في الإنجيل مضي كل إلي خاصته. أما يسوع فمضي إلي جبل الزيتون( يو8:1) علي الجبل, كان يسكب محبته للآب السماوي. وفي المدينة كان يفيض بمحبته علي الناس. وقيل عنه أنه كان يجول يصنع خيرا, ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس (أع10:38). كان يعلم في مجامعهم, ويكرز ببشارة الملكوت, ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب( مت:4:23).. يقدمون إليه جميع المرضي بأنواع أمراض كثيرة, فكان يضع يديه علي كل واحد منهم فيشفيهم( لو4:40). كان يعلم. ويفتح أعين العميان, ويقيم موتي.. وكان كل من يقابله, ينال منه بركة. فأحبه الجميع. *** كان السيد المسيح يجمع بين العظمة والتواضع كان يجمع بين الهيبة والوقار من جهة, والبساطة من جهة أخري.. كانوا في هيبته يدعونه يا معلم أو أيها المعلم الصالح أو السيد.. البعض كان يستمع إليه وهو جالس عند قدميه, والبعض كان يسجد له.. وكانت له مكانة كبيرة عند الناس, وتوقير واحترام, وشعبية هائلة جدا.. وفي عظمته وقف في نور عظيم, متجليا علي جبل طابور( مر9) ومن جهة التواضع, أخلي ذاته وأخذ شكل العبد( مت2:7) وأنحني وغسل أرجل تلاميذه( يو13). وسلك في بساطة مع الأطفال. وحضر موائد العشارين والخطاة. وحينما كانوا يلومونه علي ذلك كان يقول لا يحتاج الأصحاء إلي طبيب بل المرضي.. لأني لم آت لأدعو أبرارا بل خطاة إلي التوبة( متي9:13,12) *** وفي تكامل شخصيته, كان المسيح أيضا يجمع بين الوداعة والحزم: كان وديعا ومتواضع القلب( متي11:29). قيل في وداعته أنه كان لا يخاصم ولا يصيح, ولا يسمع أحد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف, وفتيلة مدخنة لا يطفيء( متي12:20,19). كان رقيقا شغوفا إلي أبعد حد. وفي رقته, بكي علي أورشليم( لو19:40). وبكي في طريقه إلي قبر لعازر( يو11:35) وفي وداعته أيضا, تحدث مع السامرية دون أن يخدش شعورها( يو4) وبنفس الوداعة تحدث مع الخاطئة المضبوطة في ذات الفعل( يو8) بكل رفق... ولكن وداعته لم تمنع حزمه. وهكذا في حزم وشدة, طرد الباعة من الهيكل, وقلب موائد الصيارفة. وقال لهم مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعي, وأنتم جعلتموه مغارة لصوص( متي21:13) وبنفس الحزم وبخ الكتبة والفريسيين( من علماء اليهود). وقال لهم ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون, لأنكم تغلقون ملكوت السماوات قدام الناس. فلا تدخلون أنتم, ولا تدعون الداخلين يدخلون( مت23:13). كما وبخ الصدوقيين قائلا لهم تضلون إذ لا تعرفون الكتب( متي22:29) كما وبخ اليهود أكثر من مرة علي حرفيتهم في حفظ السبت. وكان يتعمد أن يجري بعض معجزاته في يوم سبت, كما فتح عيني المولود أعمي في يوم سبت( يو9) وأقام لعازر من الموت في يوم سبت( يو11). وشفي مريض بيت حسدا في يوم سبت. وذلك ليريهم أنه يمكن يحل عمل الخير في السبوت( متي12:9 ـ13) وأحيانا كان يوبخ تلاميذه علي أخطائهم, علي الرغم من محبته الشديدة لهم. *** أيضا كان في تكامل شخصيته, يعرف متي يتكلم ومتي يصمت كان إذا تكلم يقنع. وإذا حاور يفحم ويبكم. وكثيرا ما كان يتكلم كمعلم. وكانوا يبهرون من تعليمه( مت7). كان في حديثه كلام منفعة, ووعظ وتعليم. كان أحيانا يتبسط في التعليم, ويلقيه أحيانا في هيئة أمثال. وأحيانا أخري يتكلم بسلطان( مت7:29). ويقدم التعليم كقاعدة ملزمة.. وكثيرا ما كان يصحح المفاهيم القديمة, ويبدأ بعبارة أما أنا فأقول لكم...( متي5) وأحيانا كان يصمت, ويكون صمته أبلغ من الكلام, وفي صمته حكمة. كما كان صامتا أثناء محاكمته أمام مجمع السنهدريم( متي26) وأمام بيلاطس( متي27) *** كان أيضا يعرف متي يمنح, ومتي يمنع كان في منحه كثير العطاء. فمنح تلاميذه أنواعا من السلطان والمواهب. ومنح مكانة للطفل وللمرأة, مما لم يكن معروفا لدي اليهود. وفتح باب الملكوت أمام الكل, وبخاصة للأمم وللسامريين الذين ما كان اليهود يتعاملون معهم( يو4:9). ومنح شفاء للمرضي, وعتقا للمأسورين من الشياطين, وكذلك عطفا علي الضعفاء والمساكين, ومغفرة للخطاة( لو7)( يو8)( مر2). وبركة للكثيرين... وكما كان يمنح, كان أحيانا يمنع. مثلما منع الكهنوت عن كهنة اليهود في أيامه. وقال لهم إن ملكوت الله ينزع منكم, ويعطي لأمة تصنع ثماره( مت21:43). وكما رفض طلب الكتبة والفريسيين في أن يصنع لهم آية( أي أعجوبة). وقال لهم جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطي له( مت12:39) *** وكما كان المسيح رجل الجماهير, كان كذلك يهتم بالفرد الواحد كانت تتبعه الآلاف, وتزدحم حوله الجموع والجماهير. وفي معجزة إشباع الجموع من الخمس خبزات, قيل عن الجموع الذين حوله أنهم كانوا خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد( مت14:21) أي نحو12 ألفا. وفي معجزة شفائه للمفلوج, كان الزحام شديدا حول البيت لدرجة أنهم أنزلوه إليه من السقف( مر2:4) وفي عظته المشهورة علي الجبل, قيل في مقدمتها انه لما أبعد الجموع صعد إلي الجبل( مت5:1) وعلي الرغم من أزدحام الجموع حوله, كان يهتم بالنفس الواحدة. ففي قصة زكا العشار, كان الزحام شديدا جدا, لدرجة أن زكا صعد إلي جميزة لكي يراه. فمن وسط هذا الزحام, قال له السيد يا زكا إسرع وانزل, لأنه ينبغي أن أمكث في بيتك. ولما تذمر اليهود علي دخوله إلي بيت رجل خاطيء, قال لهم اليوم حصل خلاص لهذا البيت إذ هو أيضا ابن لإبراهيم, لأن ابن الإنسان جاء يطلب ويخلص ما قد هلك( لو19:1 ـ10) وترك الجموع ليبحث عن الواحد الضال تكررت في( لو15). وبحثه عن النفس الواحدة, ظاهرة في لقائه مع نيقوديموس, ومع المرأة السامرية, ومع مريم ومرثا... *** وفي الحديث عن الشخصية المتكاملة للسيد المسيح, نذكر بعض أمثلة منها: *جمعه بين العدل والرحمة, بغير تناقض بينهما. فكان رحيما في عدله, وعادلا في رحمته. كان عدله مملوءا رحمة, ورحمته مملوءة عدلا أيضا اهتمامه بالروح والجسد. فمع اهتمامه الكبير بالروح, لدرجة قوله الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة( يو6:63), كان يهتم جدا بالجسد وشفائه( مت9:12) كان مدققا في تنفيذ أوامر الشريعة. ولكنه في نفس الوقت, كان يهتم بمفهومها السليم, وبروحانية الوصية وليس مجرد حرفية الوصية. وفي الواقع أن السيد المسيح أحدث وقاد ثورة للتغيير والاصلاح, ثورة في التفكير والتدبير, وفي إرساء المفاهيم السليمة للقيم والمبادئ كان السيد المسيح وديعا, وكان أيضا شجاعا: يستخدم الوداعة حين تحسن الوداعة, ويستخدم الشجاعة حين تلزم الشجاعة. كان وديعا ومتواضع القلب( مت11:29). وقيل عنه إنه لايخاصم ولا يصيح, ولايسمع أحد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لايقصف, وفتيلة مدخنة لايطفئ..( مت12:20,19). ولكنه كان جريئا في الحق, لايجامل فيه أحدا. يقف إلي جوار الحق والقدسية بكل قوة في هيبة واقتدار. لما وجد اليهود لايتصرفون بما يليق بكرامة الهيكل, قام بتطهير الهيكل بكل حزم. أخرج كل الذين كانوا يبيعونه فيه ويشترون. وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام. وقال لهم مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعي وأنتم جعلتموه مغارة لصوص( مت21:13,12). ولما وجد قادة الدين في أيامه من الكتية والفريسيين يحملون الناس في تعليمهم أحمالا عسرة الحمل, إنتهرهم وقال لهم: الويل لكم ايها الكتية والفريسيون المراؤون. لأنكم تغلقون ملكوت السموات قدام الناس, فلا دخلتم أنتم ولا جعلتم الداخلين يدخلون( مت23:13). كان ضد القادة المدينيين, ومع الشعب وفي محبته للشعب تحن عليهم, إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لاراعي لها( مت9:36). وفي شجاعة وبخ قادتهم قائلا لهم تطوفون البر والبحر لتكسبوا دخيلا واحدا. ومتي حصل تجعلوه ابنا لجهنم أكثر منكم مضاعفا. الويل لكم أيها القادة العميان( مت23:16,15) كان يختلف معهم في كثير من المفاهيم. ومنها تعريف معني القريب قال في غطته علي الجبل سمعتم أنه قيل: تحب قريبك وتبغض عدوك( مت5:43) وكانوا يرون أن القريب الذي تجب محبته, هو اليهودي الذي من جنسهم. أما الباقون فهم غرباء أو أعداء. فشرح لهم معني القريب في مثل السامري الصالح الذي اعتني بجريح ليس من جنسه, كان اللصوص قد ألقوه علي الطريق بين حي وميت. فعمل معه عمل خير وأنقذه وعالجه( لو10:34,33). وأراهم أن القريب هو كل أخ لنا في الانسانية مهما يكن جنسه أو دينه وبين لهم أن أولئك السامرين الذين كان اليهود يحتقرونهم ولا يتعاملون معهم, كانوا أرق منهم قلبا وأقرب منهم الي الخير. وأكد لهم تلك الحقيقة في قبوله لأهل السامرة وايمانهم به( يو4:42,41). وقال عبارته الخالدة أحبوا أعداءكم, باركوا لاعنيكم, أحسنوا الي مبغضيكم, وصلوا لأجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم( مت5:44) إن عدونا الحقيقي الوحيد هو الشيطان وأعوانه. أما من يسمون أعداء من البشر, فهم من ضحايا الشيطان, علينا أن نشفق عليهم ونصلي لأجلهم. كذلك أظهر السيد المسيح أن الحب الحقيقي هو الحب العملي, سواء من نحو الله بحفظ وصاياه( يوم15:10). وقال أيضا ليس لأحد حب أعظم من هذا, أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه( يو15:13). وعاش فترة تجسده علي الأرض في خدمة الناس يكرز أو من جهة الناس بالخدمة والبذل. وضرب لهم مثالا بنفسه فقال: إن ابن الإنسان لم يأت ليخدم, بل ليخدم, ويبذل نفسه فدية عن كثيرين( مت20:28). وقال الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف( يو10:11) ببشارة الملكوت, ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب( مت4:23). كان باستمرار يعلم الناس, ولايكتفي بالتعليم, بل يطعم الجياع, ويمنح الحنان والعطف. وقيل عنه إنه كان يجول يصنع خيرا, ويشفي جميع المتسلط عليهم ابليس( أع10:38). لقد أقام المسيح ثورة فكرية في المفاهيم: في معني القريب والعدو, وفي معني الحب, وفي تعريف كثير من الخطايا, مثل مفهوم الزنا والنجاسة. كانوا يفهمون الزنا علي انه الزنا الفعلي. فقال لهم سمعتم أنه قيل للقدماء لاتزن. وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر الي امرأة ليشتهيها, فقد زني بها في قلبه( مت5:28,27). وهكذا اظهر لهم أنه يوجد زنا بشهوة القلب, وبنظرة العين. وأن الخطيئة لاتبدأ بالعمل, إنما تبدأ بالحواس وفي القلب أولا. وأنه يجب أن يحصل الانسان علي طهارة القلب, لأنه بشهوة القلب يعتبر زانيا, حتي لو لم يخطئ بالفعل. ولذلك عليه أيضا أن يحرص علي طهارة حواسه, ومنها طهارة نظراته, فقال: إن أعثرتك عينك.. ولم يقل إن أعثرتك امرأة. لأنه إن كانت عين الانسان طاهرة, فلن يسقطه جمال امرأة... وفي هذا التعليم نري المسيح ينصح بالبعد عن الخطوة الأولي الي الخطية. فاالذي يحترس من النظرة الخاطئة, لايقع في شهوة القلب. والذي يحترس من التمادي في شهوة القلب, لايقع في الخطية بالعمل. فيقول أيضا سمعتم أنه قيل للقدماء لاتقتل, ومن قتل يكون مستوجب الحكم. وأما أنا فأقول لكم إن كل من يغضب علي اخيه باطلا, يكون مستوجب الحكم( مت5:22,21). وهكذا أدان خطية الغضب الباطل, لأنها كثيرا ماتكون هي الخطوة الأولي الي القتل. والذي يدرب نفسه علي عدم الغضب, لن يرتكب جريمة قتل. ومن جهة النجاسة, كان اليهود يحرمون ألوانا من الأطعمة يرونها نجسة. فقال لهم السيد المسيح ليس مايدخل الفم ينجس الإنسان, بل مايخرج من الفم: هذا ينجس الإنسان( مت15:11). وشرح ذلك بأن الكلام الذي يخرج من الفم, فمن القلب يصدر( مت15:18). لأنه من فضلة القلب يتكلم الفم( مت12:34). فالإنسان الشرير ـ مما يكتنزه في قلبه من الشرور ـ يخرج الكلام الشرير( مت12:35). إذن كل خطية يقع فيها اللسان, هي خطية وجدت في القلب أولا.. إذن فخطية اللسان تبدأ في القلب أولا, كما أن خطية الزنا تبدأ في القلب أولا, وخطية القتل تبدأ أيضا في القلب. من هنا اهتم بنقاوة القلب قبل كل شئ, ولم يوافق علي السطحية في فهم الخطية, دون مقاومة أعماقها وأسبابها, كذلك حارب الحرفية في تنفيذ الوصية وهكذا فإن ثورته للتغيير والإصلاح شملت عقيدة اليهود في( حفظ السبت) كان اليهود يتمسكون حرفيا بعبارة الوصية لاتعمل فيه عملا( تث5:14)... لذلك كانوا يقفون ضد السيد المسيح, إن عمل أي عمل من أعمال الخير في يوم سبت. فتحداهم في هذه النقطة بالذات بمعجزات للخير أجراها في أيام السبت. الرجل المولود أعمي, كان يمكن أن يمنحه البصر في أي يوم, ولكنه بمعجزة عجيبة جعله يبعد في يوم السبت( يو9), فقال اليهود لهذا الرجل إن الذي شفاه إنسان خاطئ( يو9:24), ومريض بيت حسدا الذي بقي مشلولا38 سنة, شفاه السيد المسيح في يوم سبت. لذلك طردوه وطلبوا ان يقتلوه( يو5:16) ولعازر اقامة المسيح في اليوم الرابع لموته, في يوم سبت, فتشاور اليهود علي المسيح ليقتلوه( يو11:53) بكل هذا أراد في ثورته للتغيير أن يقنعهم بهذه الحقيقة. إذن يحل فعل الخير في السبوت( مت12:12) كانت هذه العبارة ثورة في عقائد ومسلمات شيوخ اليهود, وبدأها المسيح معهم بمحاولة الاقناع قائلا أي انسان منكم له خروف واحد, فإن سقط هذا في السبت في حفرة, أنما يمسكه ويقيمه؟! فالانسان كم هو أفضل من الخروف. اذن يحل فعل الخير في السبوت( لو14:3). عاش المسيح معلما, يختلط بالناس ويحيا بينهم, وقد بهتوا من تعليمه, يشرح لهم بأمثال, ويكلهمم بسلطان قائلا سمعهم أنه قيل للقدماء..أما أنا فأقول لكم, وما قاله لهم كان ثورة في التعليم. * ففي العطاء لم يكتف بما في الشريعة من دفع العشور والبكور, بل قال: من سألك فأعطه, ومن اقترض منك فلا ترده, وطوب العطاء من الأعوان. * وفي المغفرة, ألغي الذبائح الحيوانية لطلب المغفرة, وركز علي أهمية التوبة قائلا إن لم تتوبوا, فجميعكم كذلك تهلكون( لو13:5,3). * ومن جهة الأسرة: ألغي تعدد الزوجات, وقال من البدء خلقهما الله ذكرا وانثي( مت19), وألغي الأسباب العديدة للطلاق, وركز علي الطلاق لعلة الزنا( مت5:32) لأنه السبب الوحيد الذي لايحتمله الزوج. * ومن جهة الكهنوت: ألغي الكهنوت الهاروني الذي يكون بالوراثة في بني هارون وحدهم, وأقام بدله كهنوتا علي طقس ملكي صادق, الذي كان في كهنوته بلا أب ولا أم ولانسب في الكهنوت( عب7). *وفي هذه الثورة للتغيير, ألغي أيضا فكرة الشعب المختار من الله. وهكذا قضي علي العنصرية في اليهودية التي كانت تحتقر باقي الشعوب وتدعوهم الأممYENTILES, وامتدح كثيرا من الامميين, وقال لتلاميذه اكرزوا بالانجيل للخليقة كلها( يو16:15) اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم, وعمدوهم..وعلموهم جميع ما أو صيتكم به( مت28:19), وقال لتليمذه بولس ها أنا ارسلك بعيدا الي الأمم,( أع22) كما شهدت لي في اورشليم, ينبغي أن تشهد لي في روميه أيضا( أ ع23. وامتدت ثورته في التغيير فشملت الهيكل أيضا: فقال إنه لايترك فيه حجر علي حجر لاينقض( مت24:2),( مر13:12, وقال يا اورشليم يا اورشليم, ياقاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين اليها, كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها, ولم تريدوا, هو ذا بيتكم يترك لكم خرابا( مت23:38,37). ورأي السيد المسيح أنه لتغيير الأوضاع والمبادئ ينبغي تغيير القيادات الدينية القائمة علي التنفيذ, ليفسح الطريق لتلاميذه لتولي القيادة. فضرب مثل الكرامين الأردياء علي كهنة ذلك الجيل. وقال لهم إن ملكوت الله ينزع منكم, ويعطي لأمه تصنع أثماره( مت21:43). وقال للصدوقيين تضلون إذ لاتعرفون الكتب( مت22:29) وقال للكتبة والفريسين ويل لكم أيها القادة العميان( مت23:16). بل قال عن ذلك الجيل كله جيل فاسق وشرير( مت12:39) كان لابد له أن يغير كل شئ, وكان مستعدا لدفع الثمن |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المسيـــح نفســـه |
ننتظـــر المسيـــح |
المسيـــح القــــدوة |
من هو يســـوع المسيـــح ؟ |
مثاليـــة المسيـــح وشخصيتــه المتكاملـــة |