ما هو روح القوة
The Spirit of Might
روح القوة
إشعياء11: 2: "(1)وَيُفْرِخُ بُرْعُمٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ جُذُورِهِ، (2)وَيَسْتَقِرُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفِطْنَةِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُدرةِ..."
روح القدرة هو خامس روح من أرواح الله السبع المذكورة في إشعياء2:11. يوجد شخص في العهد القديم عمل كثيراً بروح القدرة. فقد كان قاضياً لبني إسرائيل وشمشون هو اسمه.
لم يكن لدي شمشون روح الحكمة كما كان لدي موسي أو يشوع, و إلا, لما كان فعل أشياء حمقاء كالتي فعلها. ولكن كان لديه روح القدرة.
قضاة14: 5-6: "(5)فَانْحَدَرَ شَمْشُونُ وَوَالِدَاهُ إِلَى تِمْنَةَ حَتَّى بَلَغُوا كُرُومَهَا، وَإِذَا بِشِبْلِ أَسَدٍ يَتَحَفَّزُ مُزَمْجِراً لِلانْقِضَاضِ عَلَيْهِ، (6)فَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ فَقَبَضَ عَلَى الأَسَدِ وَشَقَّهُ إِلَى نِصْفَيْنِ وَكَأَنَّهُ جَدْيٌ صَغِيرٌ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ مَعَهُ سِلاَحٌ. وَلَمْ يُنْبِيءْ وَالِدَيْهِ بِمَا فَعَلَ."
أسداً شاباً زَئر في وجه شمشون وهاجمه وهو ذاهب الي كروم تمنة. لكي تشعر بالخطر الكبير الذي كان شمشون فيه, يجب أن تفهم ما هو الأسد الشاب. فهو ليس شبلاً أو ضعيفاً, الأسد العجوز هو الذي يموت بسرعة, ولكن أسداً شاباً, فهذا يكون في أوج قوته.
عندما رأى شمشون الأسد, لم يصرخ, "أبي, النجدة!" ولم يتساءل, "من أين أركض؟!" لأن في هذه الحادثة, روح الرب أتي عليه بقدرة وأمسك الأسد ومزقه كحمل صغير. وفعل هذا بيديه العاريتين! وعندما انتهي منه, لم يذهب ليخبر كل شخص يقابله, "خمن ماذا فعلت!" فقد مضي في طريقه كما لو كان ضرب ذبابة.
هناك أكثر من ذلك عن هذا الرجل أريدك أن تراه:
"(14)فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى لَحْيٍ هَبَّ الْفِلِسْطِينِيُّونَ صَارِخِينَ لِلِقَائِهِ، فَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، وَقَطَعَ الْحَبْلَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَى ذِرَاعَيْهِ وَكَأَنَّهُمَا خُيُوطُ كَتَّانٍ مُحْتَرِقَةٌ (15)وَعَثَرَ عَلَى فَكِّ حِمَارٍ طَرِيٍّ، تَنَاوَلَهُ وَقَتَلَ بِهِ أَلْفَ رَجُلٍ" (قضاة15: 14-15).
رجال يهوذا قيدوا شمشون وأسلموه للفلسطينيين في لحي. عندما رآه الفلسطينيون مقيد وركضوا نحوه, روح الرب أتي عليه بقدرة مرة أخري وفك قيوده كما لو كانوا قد احترقوا في النار. ثم اخذ عظمة فك حصان وقتل بها ألفاً منهم.
لم يكونوا ألفاً من الرجال المعتادين؛ فقد كانوا رجال حرب مسلحين ومدربين علي القتال. لم يكن شمشون قادراً علي تحطيمهم نظراً لقوته؛ الكتاب المقدس يخبرنا كيف فعلها-روح الرب أتي بقدرة عليه.
عندما أتي روح القدرة علي شمشون, أصبح رجلاً مختلفاً. هذا لا يعني أنه لم يعرف نفسه أو لم يكن واعياً بما يفعله. ولكن عندما أتي عليه هذا الروح, امتلك حواسه وجسده, فلم يكن يفكر أو يتصرف كرجل عادي. ولهذا كان قادراً علي فعل الأشياء الغير عادية.
بالتأكيد داود كان قد قرأ عن شمشون وكيف كانت شهادته مصدر الهام له. ثم أتي اليوم عندما صموئيل, نبي الرب, أتي لبيت أبيه وسكب الزيت علي رأسه. بعد أن انتهي من هذا, قال لدواد,"أنت الآن ممسوح بالروح القدس," ومن هذا اليوم فصاعداً استقر روح الرب علي داود. ثم عاد ليرعى غنم أبيه, ولكنه أصبح رجلاً مختلفاً؛ فقد كان يحمل المسحة.
وفي يوم من هذه الأيام, أتي أسداً ليأخذ خروفاً من قطيعه. لو أن شخصاً عادياً في هذا الموقف لكان قد فر, لكن داود, ممتلئاً بالروح, سعي وراء الأسد, خلص الحمل من فمه, وقتله. فقد قال,"أمسكته من ذقنه." هذا مذهل!
في موقف آخر, أتي دب ليأخذ واحدة من غنم داود ولاقي نفس مصير الأسد. أيضاً, عندما واجه داود جليات من مدينة جت, العملاق الفلسطيني, قال له أن مصيره سيكون مصير الوحوش التي قتلها, وهذا ما حدث فعلاً.
هذه الأعمال البطولية ذات البسالة المذهلة لم تحدث بسبب قوة داود ولكن بمسحة روح القدرة الذي كان عليه.
القـدرة التـي تـغلب القـوة
عندما يكون روح القدرة عاملاً في حياتك, سيجعلك جريئاً, ولا أتكلم هنا فقط عنك محاولاً أن تجمع شجاعتك أو أن تتذكر الآيات عندما تحدث مشاكل. روح القدرة, لا يعطيك جرأة فقط, ولكنه يعطيك أيضاً القدرة والإمكانية التي تغلب القوة.
تنبأ إشعياء بخصوص الرب يسوع في إش9: 6 ودعاه "الإله القدير." هذا واحداً من أسماء الله الجميلة ولا يعود هنا علي القدرة من حيث الحجم, ولكنه يعود علي القدرة من حيث الغلبة. فهو يتكلم عن إظهار القدرة التي تغلب القوة.
"قدرة" هي واحدة من الكلمات التي لا يوجد لها تعريف دقيق في اللغة الإنجليزية, ولكنها قدرة غالبة. إنها ذلك الشيء الذي يغلب ويفوق القوة نفسها. فهي تعود علي القوة الغير العادية.
كان لدي شمشون روح القدرة. فقد وصل إلي مدينة غزة في يوم ما وخلعه, الأعمدة, المزاليج وكل شيء! لك أن تتخيل كيف سيكون ثقل أبواب مدينة. حسناً, شمشون لم يخلعه فقط, ولكنه وضعه علي كتفيه وحمله بعيداً عن المدينة حتي قمة الهضبة! هذه قدرة!
ولكن شمشون فعل أكثر من هذا. بعد أن أسره الفلسطينيون وقلعوا عينيه, أحضروه ليسليهم خلال احتفالاً كبيراً في معبد داجون. ثم صلي شمشون, "«يَاسَيِّدِي الرَّبُّ، اذْكُرْنِي وَقَوِّنِي هَذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ لأَنْتَقِمَ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ عَنْ قَلْعِ عَيْنَيَّ بِضَرْبَةٍ وَاحِدَةٍ» (قض16: 28). بعد أن صلي هكذا, روح القدرة أتي عليه وأعطاه قوة تفوق طاقة البشر كما من قبل.
فجأة, بدأت عضلاته في الانتفاخ. عندما وضع يديه علي الأعمدة التي في وسط المعبد وبدأ يرفعهم, ظن حراسه أنه يمزح وأخذوا يسخرون منه.
مع ذلك, كان بعضهم مضطرباً قائلين,"هل تسمع ضوضاء التصدع هذه؟ أظن أني قد سمعت شيئاً يتهشم."
طمأنهم آخرون,"لا تقلقوا؛ إنه فقط يسلينا, " وأكملوا في الشرب, الأكل والسخرية من شمشون بينما كان هو مشغولاً في الأعمدة.
ثم ازدادت ضوضاء التصدع وأخذ التراب في الهطول من الأعمدة وهي تتصدع. ساد صمتاً مفاجئاً في المعبد وهمس أحدهم,"أنت, ألا تظن أنه علينا إيقافه الآن؟"
صرخ شخصاً آخر من الجماهير,"أوه, يا رجل! ألا تري حجم هذه الأعمدة؟ من المستحيل أن يهدمهم. المزيد من الخمر!" وضحك الجميع وعادوا فوراً إلي تهليلهم. ولكن قبل أن يعلموا ما كان يحدث, كتل حجرية كبيرة أخذت في الهطول بينما كانت تقع الأعمدة الرئيسية. تحول ضحكهم لصرخات من الفزع عندما تحطموا تحت الأحجار الضخمة التي تساقطت عليهم من كل إتجاه.
هدم شمشون المعبد كله علي 3000 رجل و نفراً لم يهرب منهم؛ فقد قتل فلسطينيين في موته أكثر من الذين قتلهم في حياته. فقد كان بالفعل رجلاً قديراً شجاعاً, بطل إسرائيل.
أعلم ما تفكر به الآن,"حسناً, لقد كان هذا شمشون؛ لا يوجد إنسان طبيعي يستطيع أن يفعل هذا!" أنت علي حق. ولكن لو أنك مولود ثانية, فأنت لست إنساناً "طبيعي." فقد دعيت للحياة الفوق طبيعية ولابد أن يكون لديك روح القدرة عاملاً فيك حتي تكون قادراً علي أن تحياها, فهو الروح الذي يقويك لتفعل أشياء تفوق طاقة البشر.
لتتقوي بقدرة
صلي بولس صلاة جميلة لكنيسة أفسس ولكنها أيضاً صلاة الروح لكل أولاد الله:
"14 لِذَلِكَ أَركَعُ عَلَى رٌكبَتَيَّ, "ِلآبِ 15 الَّذِي تَنتَمِي إلَيهِ كُلُّ أُمَّةٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرضِ. 16 وَأَسأَلُهُ، حَسَبَ غِنَاهُ المَجِيدِ، أَنْ يُقَوِّيَكُمْ بِقِدّرَةٍ مِنَ الدَّاخِلِ بِرُوحِهِ." (أفسس3: 14-16).
"قدرة" من الكلمة اليونانية ""Dunamis.
تذكر أن في أعمال8: 1قال يسوع لتلاميذه," ستحصلون علي قوة بعد أن يأتي الروح القدس عليكم." الكلمة "قوة" في أعمال 8: 1 من نفس الكلمة اليونانية"Dunamis" المترجمة "قدرة" في أفسس3: 16.
القوة هي طبيعة فطرة شيء ذاتي, قدرة فعالة لإحداث تغييرات. لو أنك تريد تغيرات في جسدك, عائلتك, وظيفتك, أو أموالك, لقد حصلت علي هذه الطبيعة, قدرة فعالة لإحداث هذه التغييرات عندما حصلت علي الروح القدس!
مع ذلك, عندما صلي بولس للكنيسة لتتقوي وتنتعش من الداخل, إستخدم الكلمة "قدرة" بدلاً من "قوة." وهناك سبب لاختيار كلمة "قدرة" هذه المرة. لابد أن تفهم أن الآيات أعطيت لنا بكلمات اختارها الروح القدس لنا بعناية, وأرشد بولس ليستخدم الكلمة "قدرة" لينقل رأيه لنا.
"قدرة" في أفسس 3: 16 تتضمن قوة صانعة ومنتجة للمعجزات. إذاً فصلاة بولس لنا كانت أن ننتعش بقوة صانعة ومنتجة للمعجزات, ليس في الكنيسة ولكن في أرواحنا.
هذه القدرة الهائلة تتغلب علي القوة, والله يريدها عاملة فينا. لذلك, أعطيك نفس الوصية التي أعطاها بولس لكنيسة أفسس: "أخيراً, إخوتي, كونوا أقوياء في الرب, وفي قوة قدرته" (أفسس6: 10). لتكن واعياً ومدركاً بحضور روح القدرة واسمح له بأن يكون واضح فيك ومن خلالك.