12 - 05 - 2012, 08:44 AM
|
|
|
..::| VIP |::..
|
|
|
|
|
|
وزنات بقلم قداسة البابا شنودة 10\فبراير \2010
فى الامس كنا نصلى على روح احد الاباء الكهنة و كان انجيل (متى 25 ) عن الوزنات فالمسيح اعطى شخص خمس وزنات و اخر اثنين و اخر واحدة و صاحب الخمس وزنات و صاحب الوزنتين كل منهما تاجر و ربح و استحق ان يقول له السيد المسيح كنت امينا فى القليل فأقيمك انا على الكثير ادخل اللا فرح سيدك . فسأكلمكم اليوم عن الوزنات . وزنات تعطى لكل واحد منا و يجب ان نأخذ كلمه وزنة بمعنى موهبه او عطيه معينه ففى قديم الزمان كانت فى التجارة كلمه وزنات هى كميه من الذهب موزونة جاهزة ؛ فكل واحد اعطى عدة وزنات نذكر من بينها وزنة العقل و وزنة الضمير و وزنة القلب و احيانا وزنة السلطة و المسئوليه و كل واحد يجب ان يهتم بهذة الوزنات التى اعطيت له ، فالله اعطاك عقل فيجب ان تهتم بملكات هذا العقل بمعنى ان العقل فيه التفكير و الاستنتاج و الفهم و الذاكرة و الحفظ فعليك ان تهتم بكل هذا فيجب عليك ان تهتم بأستخدام عقلك و تنميته و تقويته
و كيف اقوى العقل ؟
بالدرايه ففى المراحل التعليميه المتعددة كنا ندرس الجبر و الهندسه و الكيمياء .....الخ و لعل احد يقول اننى لا استخدم كل هذة العلوم فى حياتى و لكن لماذا ادرسها اذا ؟ كل دراسه من تلك العلوم تنمى موهبه التفكير ( مثل : حل تمرين هندسى و مسائل و هكذا ) و فيما بعد قد ننسى الدراسه و لكن لا ننسى ابدا موهبه التفكير التى تزداد عندك فى حل المشكلات فكل هذا يساعد يساعد على تنميه العقل و الدرايه و التفكير و الاستنتاج .
كيف نصل الى سرعة الفهم و الى دقه الفهم و سلامته ؟ ذلك بتنميه الفهم و الاستنتاج و توسع المجال التفكير اى النظر للمشكله من جميع الجوانب
و فى لتفكير ايضا توجد موهبه التمييز بمعنى التمييز بين الصواب و الخطأ و اللائق و الغير لائق و اللازم و الغير لازم و يسمونها فى كتب الرهبنه فضيلة الافراز اى افراز الامور من بعضها البعض .
و فى قوة التفكير ننتقل من السطحيه الى العمق و ننتقل من الواقع الى النتائج وردود الافعال و حل المشكلات و علاج الاخطاء و تنقى فكرك عن الخزعبلات و اللامعقول و الاوهام .
و اذا كانت الحواس فى ابواب الفكر فيجب ان ننتبه الا تدخل اشياء غير مرغوبه للعقل و يعجبنى فى هذا قول الشاعر احمد شوقى حيث يقول عن الشعب المخطئ ( اثر البغتان فيه و انطوى السور عليه ... يا له من ببغاء عقله فى اذنيه ) فيجب ان تشغل عقلك و لا تعتمد على عقل و افكار الاخرين و تستخدم عقلك فى المكر و الاحتيال و الشر فالانسان الحكيم يشغل عقله للخير و ليس للششر و عقلك يجب ان توسعه بالمعرفة و الدراسه و تصبح دائرة معارف لاستيعاب كل هذة الامور و حينما توسع عقلك تنمى ذاكرتك لانك تحفظ و تداوم على استخدام المعلومات لتنسخ فى ذاكرتك و تنقى عقلك حينئذ تصل الى فضيله اخرى فى العقل تسمى سرعة البديهة اذا فأذا فعلت هذا فى وزنة العقل يجب ان تكون لها نتائج مثل ما حدث مع صاحب الخمس وزنات حينما قال لسيده يا سيد اعطيتنى خمس وزنات فربحت بها خمس وزنات اخرى فأنت تقول لله ( يا رب اعطيتنى موهبه العقل و انا شغلتها و اقدم لك نتاائجها فقد وصلت الى حل مشاكل بعض الناس و هدايتهم الى طريقك و قدرت ان انجح فى عملى و الاخلاص فيه و استطعت ايضا ان افهم الروحيات و ابتعد عن انحراف الفكر و اكتشف حيل الشياطين و لا نخدع فيهم و اتعمق فى فهم وصاياك و بالتأمل فى الكتاب )
اما وزنه الضمير فالله اعطاك الضمير فماذا تفعل فى هذه الوزنة ؟ ؟
علينا ان نهتم ان تجعل ضميرك ضميرا صالحا و تقوى الضمير بالقراءة فى الكتاب المقدس و قراءة سير القديسين و الاباء و تنقى الضمير من المؤثرات الخارجيه التى تؤثر على ضميرك مثل العادات و التقاليد و الفرط فى ارضاء الناس و ايضا لان الله اعطاك الضمير فيجب ان تجعله له سيطرة على شهواتك و رغباتك لان الضمير حاكم عادل لكنه عاجزعن تنفيذ احكامه
و ايضا لا تجعل الضمير يتأثر بالمجاملات حيث لا تجامل نفسك او الاخرين على حساب الضمير
و ايضا توجد موهبه السلطة و المسئوليه اى ان الانسان المسئول يجب عليه ان يتصرف و يتحلى بروح الحكمه و الفكر المدبر و ليس الكبر فقد قيل ان من يدك اطلب دمك هذه هى المسئوليه فالمسئوليه ليست رئاسه و فخامه و ترف لا بل هى حساب نؤديه امام الله و لا نخجل من احد و نواجه المخطئ بخطأ و الا فالله سيحاسبنا معه على هذا الخطأ و تكون العلاقة بين الكاهن و الرعيه علاقة ابوة و ليست رئاسه فلا تهتموا بالبرئاسه و لكن اهتموا بالابوة و ايضا من المفروض ممن يأخذ السلطة ان يستخدمها جيدا فالبنسبه للكاهن يجب ان يصبح حريصا جدا فى الحل و الربط . فالله سيحاسب على الحل و الحكم الثنين سويا . و يجب ان نتذكر فى موضوع السلطة و الرعايه ان نتذكر كلمه السيد المسيح له المجد حينما قال : ( ها انا يا رب و الذين اعطيتهم لى عرفتهم اسمك و سأعرفهم ليكون فيهم الحب الذى احببتنى بهم و اكون ايضا فيهم )
</B></I>
|