22 - 01 - 2013, 05:33 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
كن ساهراً على أرضك
Watch Your Ground
أحبائى فى المسيح يسوع, هذه المقالة تتكلم عن أرضك والمقصود بأرضك هى نفسك [ذهنك – مشاعرك – إرادتك]. ونبدأ بالمثل الذى قاله يسوع فى (مت 13: 24-25) "قدم لهم مثلاً آخر قائلاً يشبه ملكوت السموات إنساناً زرع زرعاً جيداً فى حقله. وفيما الناس نيام جاء عدوه وزرع زواناً فى وسط الحنطة ومضى]. فهذا المثل يوضح أن المزروع كان حنطة (قمح) لكن عدو جاء وزرع مع الحنطة زوان (الزوان هو عشب سام وصعب علينا أن نفرق بينه وبين الحنطة، وهو نبتة صغيرة لكن عندما تكبر تستطيع أن تفرق بينهما).
أخى وأختى. لاحظ معى أن صاحب الأرض كان نائماً عندما زرع العدو الزوان (طبعاً كل الكتاب هو كتاب روحى والمقصود بالنوم هو عدم اليقظة الروحية والسهر على حياتك الروحية, لم يقصد أبداً بالسهر عدم النوم الطبيعى).
فهدف هذه المقالة أنى أشير لك على أن تكون يقظاً على ما يقال حولك, وما يزرعه العدو فى أذهان الناس, ويقبلونه ببساطة وقد يخففونه لك ويقولون لك "هذا مجرد كلام" ولكنه إن كان غير كتابي وتركته فسيكون مثل الزوان الذي يترعرع في وسط الحنطة.
لا ياعزيزي, أنت لك عدو دائم وحيد ومتربص لك هو الشيطان وهو ماإلا يحاول أن يبث أفكاره بصورة أو بأخرى, مع أنه قد هزم فى معركة الصليب وتم تجريده فى سلطاته ضدك إذا كنت ولدت ثانياً وغسلت بالدم الكريم. ولكنه يعمل من خلال الأفكار لأنه مجرد من العمل الحقيقي على الأرض.
وعليك أن تتأكد فيما يقال حولك, للتأكيد دائماً على ما يقال إبحث فى الكتاب المقدس عن هذا الموضوع الذي سمعته.
ولندرس معا ما يقوله الكتاب في هذا الشأن:
بداية فى سفر إرميا (أر 1: 8) "أنظر قد وكلتك هذا اليوم على الشعوب وعلى الممالك لتقلع وتهدم وتهلك وتنقض وتبنى وتغرس".
بداية الرب قال لإرميا أموراً مهمة تهدم – تهلك – تنقض – تبنى – تغرس. لكن عزيزى ما هى الأدوات التى أعطاها الرب لأرميا ليفعل بها ما أمره. تجد الإجابة فى (إر 1: 9) "ومَّد الرب يده ولمس فمى وقال الرب لى ها قد جعلت كلامى فى فمك".
إذن المعدات الثقيلة التى أعطاها الرب لإرميا ليتمم بها هذا العمل هى كلمة الرب فى فمه. فأنت كذلك تستطيع أن تفعل مثل أرميا النبى بكلمة الله.
وأحب أن أوضح عزيزى القارئ الفروق المهمة فى الكلمات التى قالها الرب لأرميا. فهل القلع هو الهدم؟ لا ياأحبائى. كلمة قلع دائماً تشير إلى الزرع، وكلمة هدم تشير إلى البناء، وماذا يقصد الله.
أقول لك الزرع, عندما تضع بذرة فى أرض جيدة تنمو من تلقاء نفسها تخرج الجذر ثم الساق إلى فوق ثم الأوراق ثم الثمر بدون تدخل منك (لكن يجب عليك الإهتمام بها مثل أن ترويها بالمياه وتضيف لها السماد اللازم مثلاً ... وهكذا).
لكن الأمر يختلف فى موضوع البناء فأنت الذى تبنى فمثلاً يقول لك المهندس ماذا تريد أن تبنى فى قطعة الأرض فتقول له: (بيت أو فيلا أو مصنع وهكذا) إذن يجب أن تحدد ماذا تريد أن تبنى فى أرضك؟
أتوقع أنه يخطر ببالك هذا السؤال, ماذا تريد أن تقول لنا روحياً؟
ما أقصده : إن الزرع يشير إلى الأمور التى يزرعها الله فى قلبك وتنمو دون تدخل منك. مثلاً كنت لا تؤمن بوجود الله وهذا إختبار حقيقى حدث معى فى أثناء خدمتي في السودان. أحد الشباب قال لى : أنا لا أؤمن بوجود الله. فقلت له تعالى نصلى وصليت معه. وإذ بعد الصلاة يقول لى : أنا الآن أؤمن بوجود الله. هذا عمل الله دون تدخل من الشخص. هذا هو الزرع.
أما البناء, أنت تبنى بيتك إشارة إلى التعليم فهو مسئوليتك أمام الله أن تتعلم الحق وتسأل فيجيبك إذا كنت أميناً فى سؤالك. وعليك بالبحث وسؤال الروح القدس. فمكتوب عنه (يو 14: 26) "وأما المعزى الروح القدس الذى يرسله الأب بإسمى فهو يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم". لكن إن لم تسأل الروح القدس وتطلب منه أن يعلمك وتخضع لسلطان الكلمة فلن تتعلم منه لأن الكتاب يقول "اسألوا تعطوا أطلبوا تجدوا" (لو 11: 9) وأيضــاً فى (يو 16: 14) "إلى الآن لم تطلبوا شيئاً باسمى اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملاً".
إذا على كل شخص يريد أن يتعلم الحق أن يسأل الروح القدس الذى يعلمه كل شئ وإن لم تسأل لن تأخذ. وهذا يفسر إختلاف الأراء فى الأمور الروحية وهذا ليس صحيحا, لأن المقصود بالحق هو الحق فقط ولا شئ آخر ولا معاني كثيرة بل معى واحد, ولا يحتمل كلمة "يمكن يكون معناها كذا أو كذا...أو هذا رأى فلان ورأى آخر يقول كذا...".
لا ياأحبائى. الحق هو واحد فقط بدون أى إحتمالات أخرى. أو أى إضافات فإذا قلت 1 + 1 = 2 فقط فهذا هو الحق.
ونعود مرة أخى بعد هذا الشرح إلى موضوعنا. وهو أن تسهر على حياتك الروحية بمعنى أن تكون منتبهاً لما يقال لك وحولك.
مثلاً تجلس مع أناس كلماتهم سلبية ومتشائمة وعندهم يأس ومكتئبين. تجد نفسك بعد هذه الجلسة قد إنتقل إليك هذا الفكر. فعليك أن تكون ساهراً على ذهنك وتقلع ما زرعه العدو من كلمات لا تتفق مع كلمة الله وتبدأ بعد أن تقلع هذه الزرعة الغير جيدة بزرع بذرة صالحة فتقول : "الرب يقول لنا كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله" (رو 8 : 28) وأيضاً (رو 8: 31) "إن كان الله معنا فمن علينا".
يوما كان لى خدمة فى محافظة الفيوم، وكانت إحدى الأخوات فى حالة ضعيفة (مكتئبة ومكسورة) وشاركتنى لأصلى لها وقالت لى أنها كانت طوال اليوم مع زميلة لها لتعزيتها فى وفاة والدها. وبعد أن وضحت لها أنها إستقبلت كلمات الضعف والسلبية من زميلتها أصابها الحزن والكآبة. وشجعتها أن تقلع هذا الزرع فإذا بها تصلى وترفض كل هذه الكلمات وفى الحال تغيرت حالتها وعادت إلى فرحها بالرب.
أحبائى. كن ساهراً على ذهنك وإستقبالك لكلمات الآخرين فلا تستقبل كلمات الضعف والفشل لا تتركها لتعمل جذور وتنبت فى ذهنك وتصدق كذب العدو فكل ما هو ضد أو معاكس لكلمة الله لا تستقبله فى نفسك حتى لا يكبر ويصير شجرة تثمر (ضعف – بغضة – حقد – غيرة مرة – إدانة ... إلخ) لكن الحل فى أنك ترفضها وتقلعها فى الحال وتزرع بدلاً منها كلمة الله فالرب لم يعطنا الضعف "لأن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح" (2تى 1: 7).
أحبائى. لقد قصدت أن أشير عليك بأن تكون دائماً منتبهاً لما يقال وتسمعه لأن مثل الزرع ينبت إذا كانت البذرة جيدة أو غير جيدة لاحظ. لذلك اقلع فوراً البذرة الغير جيدة وأزرع بدلاً منها كلمة الله لأن المبدأ فى الكتاب (غلا 6: 7) "... فإن الذى يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً".
ثم نأتى فى الهدم وسبق أن شرحت أنه يشير إلى هدم بناء وهو التعليم. فكثيراً من التعاليم الخاطئة التى لا تتفق مع الحق المعلن فى كلمة الله. فأنت المسئول فى البحث عن الحق ولا أدعى أنا أن عندى كل الحق لكننى دائم البحث عن الحق والدراسة فى كلمة الله بمعونة الروح القدس لأننى كثيراً ما تعلمت فى صغرى تعاليم خاطئة وكنت أصدم مع الحق الذي يوضح عكس ما تعلمته، لكننى كنت ومازلت دائماً أخضع نفسى لحق الكلمة ومراجعتها بعد دراستها ومراجعتها فى كل الكتاب. لذلك أشجعك دائماً أن يكون مرجعك الوحيد هو الله وبسؤال الروح القدس للتأكيد. وأنت غير منحاز لرأى معين.
صلي كما في أفسس 1 : 17 أن يعمل روح الحكمة والإعلان في حياتك ويفتح عينيك الروحية وإدرس الكلمة وإسأل وإتبع صوتك الداخلي الذي قد لا يقبل تعليم معين وإسعى لمعرفة الحق بحيادية. آمين.
|