عند وفاة أحد الأقارب فى بعض مناطق الصعيد، فى فترة الأربعين يوماً، يطلق الشاب أو الرجل لحيته. فهل لهذا مبرر فى الكتاب المقدس؟·
فى الكتاب المقدس، سواء فى العهد القديم أو العهد الجديد، كان جميع الرجال يطلقون لحاهم. ولم يكن حلق اللحية معروفاً فى ذلك الزمان... أما الذى يقصده صاحب السؤال فهو: إن البعض يطلق لحيته حالياً كعلامة للحزن على قريب عزيز. لعل الذين يفعلون ذلك يعتبرون أن حلاقة الذقن (اللحية) هى نوع من التزين أو الوجاهة التى لا تناسب حزنه! فيترك شعر لحيته مرسلاً بدون حلاقة. أما مدة الأربعين يوماً، فليست قاعدة. هناك من يطلق لحيته لمدة سنة أو أكثر. إنها مجرد عادة إجتماعية عند البعض لا علاقة لها بالدين. أو هى مجرد تعبير عن مشاعر، بهذا الأسلوب الذى رآه صاحبه وهناك من كان يعبر بطريقة أخرى، كأن يصوم مثلاً فى نفس اليوم مثلما فعل داود النبى لما سمع بموت شاول الملك مسيح الرب (2صم1: 12). والبعض يرى أن الحزن هو شعور فى القلب، سواء حدث التعبير عنه بأسلوب خارجى أو لا. فبالنسبة إلى ما ورد فى السؤال عن إطلاق اللحية أربعين يوماً: 1- هل لو حلق هذا الشخص لحيته بعد الأربعين يوماً، يكون معنى ذلك أنه قد تعزى وأبطل الحزن؟ أو تكون فترة الحداد فى نظره قد إنتهت وعاد إلى حياته الطبيعية؟ 2- هل إذا لم يطلق لحيته فى وفاة قريب آخر، يكون هذا دليلاً على أن هذا القريب لم يكن عزيزاً عليه؟! 3- ما أكثر الذين يطلقون لحيتهم كعلامة للحزن، وفى نفس الوقت يضحكون مع غيرهم، ويتبادلون الفكاهات على الرغم من إطلاق اللحية. ألا يدل هذا على التناقض؟! وعلى أن إطلاق اللحية كان مجرد مظهر خارجى! أما الذين يكون لهم حزن قلبى حقيقى، فهؤلاء لا يضحكون، ويعز عليهم حلق لحاهم. 4- ومع ذلك قال الكتاب: "لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم" (1تس4: 13).